أسرى فلسطين.. بين مطرقة السجان وسندان كورونا

معتقل جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة

وسط إهمال إسرائيلي متعمد، يواجه آلاف الأسرى في سجون إسرائيل، خطرًا متزايدًا بالإصابة بفيروس كورونا المستجد.

 

وتعتقل إسرائيل نحو 4400 أسير فلسطيني في سجونها، بينهم 39 سيدة، و 155، وقرابة 350 معتقلًا إداريًا أي لم توجه له تهمة أو تجر له محاكمة.

 

وبات معتقل "جلبوع" شديد الحراسة بشمال فلسطين المحتلة، أحد بؤر تفشي الوباء بين الأسرى الفلسطينيين.

 

ويقبع في السجن المذكور360  أسيرًا موزعين على 4 عنابر، بحسب نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي).

 

وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، وصول عدد الإصابات بين الأسرى الفلسطينين بـ "جلبوع" إلى 69، بعد تسجيل 4 إصابات جديدة، وتم إغلاق السجن واعتباره "منطقة حمراء" (تشهد تفشيًا متزايدًا للوباء) ومنع الدخول إليه أو الخروج منه.

 

وفي نبرة تفوح منها رائحة الشماتة قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن من بين الأربعة الذين تبين إصابتهم اليوم الأسير عباس السيد المحكوم عليه بالسجن 35 مؤبدًا، على خلفية قيامه بالتخطيط لعمليتين استشهاديتين في ذروة الانتفاضة الفلسطينية.

 

وعباس السيد قائد عسكري وسياسي، يعد من كبار القادة السياسيين لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وهو من أبرز رموز الحركة الأسيرة الفلسطينية.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الأسير السيد لم يعلن عن ندمه أبدا، ووقف أمام محكمة إسرائيلية في 2010 وقال إن ما قام به جزء من مقاومة الاحتلال.

 

من جانبها، قالت هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية إن إدارة سجن "جلبوع"، أبلغت الأسرى بإصابة 61 معتقلا جديدًا بالفيروس، لافتة في بيان إلى أن عدد المصابين بالفيروس في سجن جلبوع ارتفع إلى 73، بعد تسجيل 12 إصابة جديدة أمس الاثنين.

 

وأشارت إلى أن عدد الأسرى الفلسطينيين المصابين بكورونا في السجون الإسرائيلية ارتفع بشكل عام إلى 104، بينهم أسيران سابقان تم الكشف عن إصابتهما عقب خروجهما من السجن.

 

بدورها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن تزايد إصابات الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل بفيروس كورونا "يكشف حجم الإهمال المتعمد".

 

وقال الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، في بيان، إن "الارتفاع المتزايد في أعداد الإصابات بكورونا بين الأسرى في سجون الاحتلال؛ يكشف حجم الإهمال المتعمد الذي يتعرض له الأسرى ضمن سياسة الاستهداف الممنهج".

 

وتابع قاسم "هذا الاستهتار في توفير سبل الوقاية والحماية من جائحة كورونا هو امتداد في سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى، والتي تسببت في استشهاد المئات منهم في سجون الاحتلال".

 

وحمل المتحدث باسم حماس"إدارة سجون الاحتلال ومن خلفها الحكومة الصهيونية تتحمل المسؤولية عن حياة هؤلاء الأسرى وسلامتهم".

 

ودعا المؤسسات الدولية والحقوقية إلى "التحرك بجدية للضغط على الاحتلال لوقف استهتاره بحياة الأسرى".

 

وتتزايد المخاوف من استمرار الارتفاع في أعداد الإصابات بالوباء بين الأسرى الفلسطينيين، خاصة المرضى منهم والذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

 

وبخلاف كورونا، يخوض أسرى فلسطينيون معركة الأمعاء الخاوية احتجاجا على الاعتقال الإداري في السجون الإسرائيلية.

 

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، يواصل أسرى إضرابهم عن الطعام في سجون إسرائيل، احتجاجا على الاعتقال الإداري، أقدمهم ماهر الأخرس المضرب منذ أكثر من 100 يوم، ومحمود السعدي المضرب منذ 13 يومًا، وهما من مدينة جنين، والأسير الزغير، من الخليل، الذي يخوض الإضراب منذ 12 يومًا.

 

مقالات متعلقة