على الرغم من مرور أكثر من 24 ساعة على انتهاء عملية التصويت، وإغلاق مراكز الاقتراع في الولايات المتحدة أبوابها، إلا أن الفائز الجديد بالإقامة في البيت الأبيض للسنوات الأربعة المقبلة لم يعرف بعد.
هذا التأخير في إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية حتى هذه اللحظة يثير تساؤلات عن أسبابه، في ظل ظهور نتائج التصويت في أغلب الولايات الأمريكية.
مراقبون للشأن الانتخابي في الولايات المتحدة يرون أن تأخير إعلان النتيجة كان متوقعا، وذلك بسبب ظروف جائحة كورونا التي تمر به الولايات المتحدة، وكذلك بسبب حجم المصوتين الكبير في هذه الانتخابات، فضلا عن المنافسة الشرسة بين أنصار الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، والمرشح الديمقراطي جو بايدن.
وأودى تفشي وباء كورونا بحياة ما يقرب من 230 ألفا في الولايات المتحدة فيما سجل عدد الإصابات اليومية الجديدة رقما قياسيا.
وهناك ما يقربُ من مائة مليون ناخب أمريكي شاركوا في عملية التصويت المبكر، قبل يوم الاقتراع في 3 نوفمبر الجاري، الأمر الذي سيتطلب وقتا أكبر للفرز.
كما أن هناك سبب آخر للتأخير وهو طبيعة النظام الانتخابي في الولايات المتحدة، الذي لا يعتمد على إجمالي عدد أصوات الشعب، من أجل منح الفوز لمن يحصل على النسبة الأكبر من الأصوات.
ولكن النظام الأمريكي يقوم على تصويت الناخبين في كل ولاية أمريكية على مندوبين، ثم يقوم هؤلاء المندوبين البالغ عددهم 538 بالتصويت على الرئيس الأمريكي الجديد في المجمع الانتخابي.
ووفقا لوكالة "بلومبرج" الأمريكية فإن المرشح الديمقراطي، جو بايدن، حصل على 248 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي، البالغة 538، فيما حصل الرئيس والمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، على 214 صوتا.
وكل مرشح بحاجة إلى نيل 270 من أصوات المجمع الانتخابي حتى يفوز بالانتخابات، وهو ما لم يبلغه أي من المرشحين، حتى الآن، وسط منافسة شرسة.
وفي ظل القاعدة المعمول بها في أغلب الولايات الأمريكية وهي أن الفائز يحصل كل شيء، فإن الحزب الذي يفوز بأغلبية الأصوات في ولاية ما يفوز بكافة مقاعد المندوبين في تلك الولاية.
وجاء التأخير أيضا بسبب المنافسة الشديدة في بعض الولايات "الحاسمة"، إضافة إلى عدم الشروع في فرز الأصوات التي تم الإدلاء بها عبر البريد في بعض المناطق.
وتشير تقارير صحفية إلى أنه في ظل هذا الوضع، قد تكون هناك حاجة إلى عدة أيام لمعرفة الفائز بانتخابات الرئاسة، لاسيما في ظل الحاجة إلى إحصاء الأصوات المدلى بها عن طريق البريد في ويسكنسن وميشغان وبنسلفانيا.
وفي حال شكك أحد المرشحين في نتيجة الانتخابات وفضل اللجوء إلى المحكمة العليا، فإن الحسم قد يتأخر لأسابيع طويلة.
يأتي هذا في الوقت الذي اقترب فيه بايدن من الفوز بانتخابات الرئاسة، وباتت تفصله عن البيت الأبيض أصوات ولاية واحدة فقط ستكون العامل الحاسم لأكثر انتخابات متقاربة بتاريخ الولايات المتحدة.
وهذه الولاية هي نيفادا، التي تمتلك 6 أصوات من المجمع الانتخابي، وستكون كافية للمرشح الديمقراطي للفوز بالانتخابات الرئاسية الحالية، طبعا إذا ما تمكن من حسمها في نهاية المطاف، وعلى اعتبار أنه حسم بالفعل ولايات أريزونا وميشيغان وويسكونسن.
وإذا تحقق ذلك فإن بايدن ربما يحسم النتيجة بشكل نهائي، حيث سيصل إلى الرقم المطلوب لإعلانه فائزا في الانتخابات الرئاسية، وهو 270 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي. خصوصا بعد أن وصل بايدن إلى 264 صوتا مقابل 214 لترامب.