بمجرد إعلان فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، مساء السبت، بالانتخابات الأمريكية، توجهت إليه حركة حماس بمجموعة من المطالب على رأسها إلغاء قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، الأمر الذي يشير إلى الآمال الفلسطينية المعلقة على إدارة جو بايدن المرتقبة.
وفي بيانٍ موجه لبايدن، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن "السياسات الأمريكية الظالمة جعلت من الولايات المتحدة شريكاً في الظلم والعدوان، وأضرّت بحالة الاستقرار في المنطقة والعالم، وحالت دون القدرة الأمريكية أن تكون طرفًا مركزيًّا في حل النزاعات".
وأكد أن الشعب الفلسطيني عانى على مدار العقود الماضية من انحياز الإدارات الأمريكية لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي، معتبرا أن إدارة الرئيس الأمريكي الخاسر في الانتخابات دونالد ترمب كانت الأكثر تطرفًا في دعم الاحتلال على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية.
وطالب هنية الإدارة المنتخبة بالتراجع عن خطة السلام في الشرق الأوسط والمسماة بصفقة القرن وإلغاء القرار الذي اتخذته إدارة ترامب باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها بما يخالف كل المواقف والقرارات الدولية.
وكان ترامب قد قرر في ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وبعد عدة أشهر، أصدر قرارا بنقل السفارة الأمريكية للقدس.
ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى "إنهاء كل القرارات المتعلقة بمحاولات تصفية قضية اللاجئين خاصة تقليص الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في محاولة لإنهائها."
كما حث هنية الإدارة الأمريكية على احترام إرادة الشعب الفلسطيني وخياراته الديموقراطية ومساره الكفاحي، وكذلك التوقف عن ممارسة الضغوط على دول وشعوب المنطقة من أجل فرض التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله وكفاحه بكل الوسائل المشروعة لإنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال والعودة.
وأضاف هنية قائلا: "سنواصل السير وبقوة في تعزيز مسار الوحدة الوطنية والتقارب الفلسطيني الداخلي لمواجهة التحديات كافة الساعية لتصفية القضية الفلسطينية، والعمل لتحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته الوطنية".
مطالب هنية التي جاءت، فور إعلان فوز بايدن الليلة الماضي، تشير بحسب مراقبين إلى آمال الفصائل الفلسطينية المعلقة على خروج إدارة ترامب من البيت الأبيض حيث تعد حقبته الأسوأ على مسار القضية الفلسطينية.
وفي تعليقها على هذه الآمال، قالت حنان عشراوي، المفاوضة المخضرمة وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: "لا نتوقع تحولًا جذريا، لكننا على الأقل نتوقع أن تتوقف تماما سياسات ترامب التدميرية الخطيرة".
وأضافت في تصريحات صحفية: "حان الوقت لتغيير المسار.. عليهم أن يغيروا المسار وأن يتعاملوا مع القضية الفلسطينية على أسس الشرعية والمساواة والعدالة وليس على أساس الاستجابة للمصالح الخاصة لجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل أو أيا كان".
أما محمد دحلان، الذي سبق أن تولى منصب رئيس الأمن الوقائي في قطاع غزة وشغل منصبا وزاريا، فقال إن فوز بايدن :"يفتح أفقا لمسار سلام جديد يعتمد حل الدولتين كما وعد بايدن شخصيا خلال حملته الانتخابية".
إلا أن دحلان دعا إلى إصلاحات داخلية. ويعيش دحلان حاليا في المنفي في أبوظبي إثر خلاف مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأضاف في منشور على فيسبوك :"فزوال خطر ترامب وحده لا يكفي، وعلينا أولا معالجة الاختلالات الداخلية بإنهاء الانقسام وانتخاب أطر وقيادات شرعية قادرة على مواجهة المستجدات".
ومنذ 3 سنوات يترقب الفلسطينيون تغيير الرئيس الأمريكي على أمل أن يتيح لهم ذلك فرصة لمعاودة ضبط العلاقات مع واشنطن.
وكانت السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس قد قطعت قبل ثلاث سنوات الاتصال بالبيت الأبيض في عهد ترامب، متهمة إياه بالتحيز لإسرائيل بسبب الاعتراف بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة في عدول عن سياسة اتبعتها واشنطن في هذا الصدد على مدى عقود.
ومن قرارات ترامب الأخرى التي أغضبت الفلسطينيين وقف تمويل وكالة أونروا وإغلاق البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن.
كما طرح ترامب خطة للشرق الأوسط في يناير الماضي تمنح إسرائيل السيادة على أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.