صحيفة نمساوية: فوز بايدن له عواقب على السعودية وتركيا

الملك "سلمان" والرئييس التركي "أردوغان"

يتفق معظم خبراء الشرق الأوسط على أنّ المرشح الديمقراطي بايدن سوف يعيد تقييم علاقة البيت الأبيض الوثيقة مع المملكة العربية السعودية، وعلى أنه سوف ينأى بنفسه عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي حماه ترامب من جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، كلمات وردت في تقرير صحيفة ناخرشتن النمساوية.

 

 

وأوضحت الصحيفة أنّه في بداية العام، وصف بايدن ولي العهد السعودي المشتبه في ارتكابه جريمة قتل بـ «المنبوذ».

 

وأضافت أنَّ الديمقراطي الذي أُعلن فوزه يوم السبت نأى أيضًا بنفسه عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووعد إيران بالعودة إلى الاتفاق النووي، الذي ألغاه ترامب، إذا التزمت طهران بشروط الاتفاق، ولذلك لا يزال الحوار بين العدوين اللدودين ممكنًا.

 

ورأت الصحيفة النمساوية أنّه على عكس الجمهوري دونالد ترامب، لن يفرّط بايدن في القيم مقابل بيع الأسلحة في الشرق الأوسط، إذ وعد المرشح الديمقراطي خلال حملته الانتخابية بذلك، وتابعت بالقول: "يبقى أن نرى ما إذا كان بايدن سينفذ وعده أم لا فيما يخص السياسة الأمريكية تجاه الرياض".

 

 يشار إلى أنّ الرئيس ترامب ساند ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد الاشتباه في أنه العقل المدبر لجريمة مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي بسفارة المملكة في اسطنبول، والتي أثارت جدلًا عالميًا واسعًا، لا سيما بعد التحقيقات التركية التي أمر بإجرائها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي قادت إلى توتر العلاقات بين بن سلمان وأردوغان.

 

بالإضافة إلى ذلك، يثار الجدل ايضًا في الولايات المتحدة حول قيادة الرياض تحالفًا عسكريا ضد الحوثيين في اليمن، والتي تعتبرها المملكة العربية السعودية بمثابة ذراع طهران في البلد العربي الفقير، كما دعم ترامب أيضًا ولي حملة العهد السعودي ضد العديد من الأمراء، والذين تم اعتقالهم بتهم فساد مختلفة.

 

هل يؤثر فوز بايدن على تركيا؟

 

فاز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية، وهذا يؤدي إلى توتر العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، إذ وصف الرئيس الأمريكي المنتخب نظيره التركي رجب طيب أردوغان بـ "المستبد" ودعا إلى دعم المعارضة.

 

ومن المؤكد أن رجب طيب أردوغان قد تابع الانتخابات في الولايات المتحدة باهتمام كبير، وكان فوز دونالد ترامب مناسبًا جدًا للرئيس التركي، حيث كان سيمكنه من توسيع سلطته بعد أن استطاعت تركيا استغلال فراغ السلطة الذي تركته واشنطن في الشرق الأوسط في عهد ترامب، وفقًا لصحيفة دويتشه جورنال.

 

وأوضحت الصحيفة أنّ جو بايدن سيخلف دونالد ترامب في يناير، وسيغير الكثير من مبادئه، بما في ذلك مبادئ السياسة الخارجية، وسينعكس ذلك بالسلب على تركيا، لأنه من المرجح أن يفرص بايدن سياسة أمريكية أكثر فعالية في المنطقة.

 

 وهذا يعني أن الولايات المتحدة في عهد بايدن يمكن أن تتدخل أكثر في النزاعات الإقليمية مثل سوريا أو ليبيا أو في النزاع بين تركيا وجيرانها في شرق البحر المتوسط بهدف الحد من نفوذ روسيا. بايدن يصف أردوغان بـ "المستبد" في مقابلة قبل عام تقريبًا ، وصف بايدن الرئيس التركي بأنه "مستبد" ودعا إلى دعم المعارضة، لكن المعارضة قاومت وقتذاك تصريحات بايدن خشية أن يتهمهم أردوغان بالتمويل والدعم من الخارج، لذلك نأى العديد من ممثلي حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري، بأنفسهم عن دعوات بايدن وطالبوا "باحترام سيادة تركيا.

 

 بايدن: "أردوغان يجب أن يدفع الثمن"  

عندما سُئل بايدن عن كيفية تشكيل العلاقات مع تركيا الشريكة في الناتو كرئيس جديد للولايات المتحدة ، أجاب: "ما زلت أعتقد أننا أكثر التزامًا بدعم وتشجيع عناصر المعارضة التركية التي لا تزال موجودة، فيمكنهم خوض القتال وهزيمة أردوغان، ليس من خلال انقلاب، بل من خلال الانتخابات .

 

" وأنهى بايدن المقابلة بعبارة "على أردوغان أن يدفع الثمن"، ولذا فمن الواضح أن الرئيس التركي سيواجه شهورًا وسنوات غير مريحة، ومع ذلك، سيأخذ انتخاب بايدن قريبًا كذريعة لانتقاد "القوات الأجنبية" مرة أخرى واتهامها بالرغبة في "تحطيم تركيا.

 

 لذلك ليس من المستغرب ألا يهنئ أردوغان إلى جانب رؤساء آخرين مثل أوربان أو بولسونارو ، بايدن على فوزه في الانتخابات. وتحدث حتى الآن فؤاد أقطاي ، نائب الرئيس التركي، عن فوز بايدن، ووفقًا له، لن يتغير شيء بالنسبة لتركيا في عهد بايدن، وذلك لأن تركيا لديها أجندتها الخاصة وسياستها الخارجية الخاصة، على حد قوله.

 

رابط النص الأصلي

مقالات متعلقة