بينما يحشد الرئيس الأمريكي المنهزم "دونالد ترامب" أنصاره في معركة قانونية أخيرة ومحاولة يائسة للطعن على نتائج #انتخابات_الرئاسة_الأمريكية 2020، والتمسك بتزوير الأوراق والأصوات التي أظهرت فوز منافسه الديمقراطي "جو بايدن"... لا يبدو نائب الرئيس المهزوم "مايك بنس" كما لو كان في صفوف المعركة، إذ اختفى تماما عن المشهد في واقعة مريبة.
وبينما رفض "ترامب" تهنئة "بايدن" والترويج لتزوير أوراق الاقتراع التي دفعت بايدن للصدارة، فإن "بنس" لم يهنئ، ولم يطعن، وإنما ببساطة.. "اختفى".
الظهور الأخير لـ"بنس" كان في الحملة الانتخابية مع "دونالد ترامب" عشية يوم الانتخابات، لكنه ما إن بدأت النتائج في الظهور حتى اختفى تماما.
قاومت إدارة "ترامب" بشدة منذ اللحظات الأولى ضد المؤشرات الانتخابية التي تفضح أن الرئيس كان يخسر لكن بنس لم يقاوم ولم يهاجم، بدا وكأنه خلع باكرا خوذة الحرب، وربما لم يرتدها أصلا.
وفي اليوم التالي للانتخابات، بدا الجدول العام لنائب الرئيس فارغًا، لم يلق كلمة واحدة لا عن الانتخابات ولا عن حتى عن عمله الذي ما يزال يمارسه كنائب للرئيس حتى يناير المقبل.
لم يقم "بنس" بالتغريد منذ بدء السباق، ولم يظهر إعلاميا نهائيا، وهو ما يجعله غير عادي إلى حد ما بين حلفاء الرئيس.
خسارة ترامب الواضحة دفعت بعض الجمهوريين إلى إبعاد أنفسهم عن الرئيس وادعاءاته الكاذبة بأن الانتخابات قد سُرقت منه، جورج بوش مثلا اتصل ببايدن وهنأه على الفوز، وسط تسريبات بأن مسؤولين وقياديين كبار يريدون أن ينأوا بالحزب وأن يعترفوا بالهزيمة ويبتعدوا بالحزب عن معركة ترامب الخاسرة التي تضر بصورة الحزب.
لكن آخرين في صفوف الجمهوريين قرروا مواصلة المعركة مع ترامب للنهاية، وبدأوا يصفون الصفوف ويحشدون "جيوش" المحامين لـ"تطهير" الفوضى التي أحدثها الديمقراطيون في انتخابات الرئاسة، بينهم السناتور "ليندسي جراهام" وكثير من كبار موظفي البيت الأبيض الذين يصرون على المضي في "الحرب" حتى النهاية المريرة.
"بنس"، حتى الوقت الحالي ، ليس في أي من المعسكرين، هو مختف تماما.
يقول مراقبون إن بنس دأب على أن يختار أكثر من مرة عزل نفسه بدلاً من اتخاذ قرار، مثلما حدث في ظل فضيحة ترامب مع الممثلة الهوليودية، وفي كثير من المواقف الفاصلة التي تتطلب موقفا، كان دائما يكتفي بالاختفاء حتى تمر العاصفة.