فايزر الأمريكي و سبوتنيك الروسي وفاك الصيني.. لمن ستكون الغلبة على كورونا؟

لقاح فايزر الأمريكي ضد كورونا

في ظل تنافس أمريكي- روسي، على إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا المميت، ينتظر العالم بشغف ما ستؤول إليه نتائج تلك اللقاحات والتي أعلن عنها قبل أيام.

 

وتزامنا مع وقف البرازيل للتجارب السريرية للقاح الصيني (كورونا فاك)" لشركة سينوفاك" ضد كوفيد-19 وذلك بعد وقوع حادث "خطير"، يعلق العالم الآمال على اللقاح الأمريكي الجديد "فايزر".

 

وفي ظل التنافس العالمي لإنتاج اللقاحات المضادة للفيروس القاتل، وبعد أن أعلنت شركة "فايزر" (Pfizer) الأميركية لصناعة الأدوية وشريكتها شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية "بيونتك" (BioNTech) في بيان، قبل يومين، أن لقاحهما التجريبي للوقاية من مرض كوفيد-19 فعال بأكثر من 90%، قالت ممثلة لوزارة الصحة الروسية إن لقاح "سبوتنيك في" (Sputnik V) الروسي المضاد لكوفيد-19 فعال بنسبة تزيد عن 90%، فأي اللقاحين ستكون له الغلبة والسبق في تخليص البشرية من فيروس كورونا المستجد؟

 

وقالت أوكسانا درابكينا وهي مديرة معهد بحثي تابع لوزارة الصحة الروسية في بيان "نحن مسؤولون عن مراقبة فعالية اللقاح (سبوتنيك في) وسط المواطنين الذين تلقوا جرعات منه في إطار برنامج التطعيم الجماعي".

 

وأضافت "فعاليته تفوق 90% استنادا إلى ملاحظاتنا، وبالنسبة لظهور لقاح آخر فعال.. فهذه أنباء طيبة للجميع".

 

 

وقبل يوم، صرحت السلطات الأمريكية باستخدام عقار الأجسام المضادة لفيروس "كوفيد-19"، الذي طورته شركة إيلي ليلي، وذلك في الحالات الطارئة لمن يعانون أعراضا متوسطة أو خفيفة، بحسب أسوشيتد برس.

 

يأتي ذلك على الرغم من استمرار خضوع العقار للاختبارات، ولكن يأمل خبراء في أن يساعد على تقليل عدد المرضى في المستشفيات بفضل تعزيزه لجهاز المناعة.

 

من جهته، أعرب مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن أمله بالحصول على لقاح لفيروس كورونا في نهاية هذا العام، معتبرا أن "لقاح "فايزر" واعد للغاية".

 

وكشف أن لديه فريقا يعمل على دراسة أصل فيروس كورونا، يضم خبراء من الولايات المتحدة وروسيا وأستراليا والسودان والدنمارك وهولندا وألمانيا واليابان وفيتنام وبريطانيا.

 

بدوره، قال ماتشيديسو مويتي المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا أمام الجمعية الوزارية لمنظمة الصحة العالمية، إن "الأخبار المثيرة أمس حول توفر لقاح فعال محتمل تنذر بتحديات كبيرة في أنظمة التبريد في البلدان الإفريقية استنادا لنوع اللقاح".

 

 

من الناحية الاقتصادية، وفي ظل استمرار الحديث عن اللقاحات الجديدة، أدى ذلك إلى تراجع الزخم الذي اكتسبته الأسواق أول أمس مع الإعلان عن لقاح شركة فايزر وأيضا بدعم من نتائج الانتخابات الأمريكية، لتنهي الأسواق العالمية تداولات أمس على تراجعات وسط مخاوف بشأن العواقب الاقتصادية للارتفاع الحالي في أعداد الإصابة بفيروس "كوفيد-19".

 

وهبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بعد أن ارتفع لمستوى قياسي أول أمس الاثنين مع تراجع أسهم التكنولوجيا. وواصل مؤشر ناسداك تراجعه لليوم الثاني على التوالي، منخفضا بنسبة 2.7% خلال جلسة أمس وسط مخاوف لدى المستثمرين من تراجع الاعتماد على تطبيق "زووم" للمحادثات الجماعية عبر الإنترنت بعد انتهاء أزمة "كوفيد-19".

 

وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، أغلقت الأسهم الأمريكية تعاملات أمس على انخفاض، متأثرة بالإعلان عن 143 ألف حالة إصابة جديدة بفيروس "كوفيد-19"، لتفقد الارتفاعات القياسية التي حققتها أول أمس.

 

ودفعت هذه التراجعات المحللين إلى إعادة النظر في أداء الأسواق وما إذا كان هناك تفاؤل مفرط بشأن التعافي من تداعيات الفيروس.

 

ونقلت وكالة بلومبرج عن جوناثان بوير، العضو المنتدب لشركة بوير جروب قوله إن هناك قدر كبير من عدم اليقين بالأسواق.

 

 

من جهته كتب إيان هاميلتون وهو أستاذ مساعد في الإدمان بجامعة يورك- في "إندبندنت" (independent) عن لقاح فايزر وبعض الأسئلة المطروحة والصعوبات، فمثلا اللقاح يجب أن يعطى على جرعتين، لذلك 30 مليون جرعة ستكفي 15 مليون شخص.

 

وتابع: أيضا ستكون هناك قرارات صعبة بشأن من ستكون له الأولوية، ومن سيتم استبعاده. على الرغم من أنه قد يبدو من الواضح إعطاء الأولوية لبعض المجموعات مثل موظفي الخدمة الصحية الوطنية في الخطوط الأمامية والأفراد المعرضين للخطر؛ إلا أنه لا توجد ضمانات في هذه المرحلة.

 

ويضيف أن شركة فايزر تقول إن بيانات المرحلة الثالثة من التجربة تظهر أن اللقاح فعال بنسبة 90%، و رغم أن هذا مثير للإعجاب؛ إلا أنه ما يزال يعني أن واحدا من كل 10 لن يكون محميا، والمشكلة هي أننا لا نعرف ما إذا كانت شركة فايزر قادرة على التنبؤ بمن لا يستجيب للعقار.

 

أيضا تبدو اللوجستيات العملية لتزويد وتوزيع هذا اللقاح صعبة كما يمكنك أن تتخيل، إذ يجب تخزين الدواء في درجة حرارة 80 مئوية تحت الصفر، وهذا أيضا سيشكل تحديا لتصنيع هذا اللقاح على نطاق واسع.

 

وأيضا قال هاميلتون إنه يتم إعطاء هذا اللقاح على جرعتين يفصل بينهما 3 أسابيع، وسيكون الامتثال لهذا أمرا صعبا أيضا، حيث ينسى الناس مواعيد المتابعة أو يسيئون فهم الحاجة إلى الجرعة الثانية.

 

 

كما نبه هاميلتون قائلا "نحن لا نعرف إلى متى يوفر هذا اللقاح المناعة". استندت الدراسة على تكون مناعة في 28 يوما، ومن الواضح أنه إذا كانت المناعة تقتصر على تلك الفترة الزمنية، فسيكون للقاح فائدة محدودة.

 

وبخصوص الشأن المصري حول مكافحة فيروس كورونا، وعلى صعيد آخر المستجدات، أعلنت وزارة الصحة تفاؤلها إزاء البروتوكول العلاجي الجديد: في مداخلة هاتفية مع أحمد موسى خلال برنامجه "على مسؤوليتي"، حيث قال حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، إنه يأمل في أن تصل نسب الشفاء لدى المصابين بفيروس "كوفيد-19" في مصر بعد تطبيق البروتوكول العلاجي الرابع إلى 98%.

 

وأضاف حسني أن كل الأدوية الخاصة بالبروتوكول العلاجي الرابع متوفرة لمدة تكفي 6 أشهر، وتابع: "جاهزون لأسوأ سيناريو خاص بأزمة كورونا حتى لو تضاعفت.

 

وحول موقف مصر من اللقاحات التي يجري تطويرها، قال وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار، في مداخلة هاتفية مع لميس الحديدي، في برنامج "كلمة أخيرة"، إن هناك حوالي 52 لقاحا وصلت إلى مرحلة التجارب الإكلينيكية وتشير التوقعات أن 7% منها فقط سينجح. وأضاف أن وزارة الصحة تتواصل مع كافة مطوري اللقاحات من أجل الحصول على جرعات اللقاح الناجح.

 

وحول العقار الذي تقوم بتطويره شركة "إيلي ليلي" الأمريكية للعلاج بالأمصال المضادة، قال محمد إسماعيل، عضو الفريق الطبي للسفارة الأمريكية، في اتصال هاتفي مع الحديدي، إن العقار، والذي حصل على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، ستتراوح الجرعة منه ما بين 1,200 و1,500 دولار.

 

وأضاف أن الشركة المطورة يمكنها توفير 50 مليون جرعة بحلول مارس 2021 إذا ما ثبتت فعاليته بما يزيد عن 50% خلال مرحلة التجارب وتمكنت الشركة من إنتاجه بكميات كبيرة.

 

تجدر الإشارة إلى أن السلطات الصحية في البرازيل قررت وقف تجربة سريرية للقاح صيني بارز ضد كوفيد-19 وذلك بعد وقوع حادث "خطير".

 

وقالت الهيئة البرازيلية المنظمة للصحة "أنفيسا" إن الحادث وقع في 29 أكتوبر، لكنها لم تقدم تفاصيل إضافية.

 

ويعد لقاح شركة "سينوفاك" واحداً من عدة لقاحات دخلت المرحلة النهائية من الاختبار عالمياً.

 

لكن الصين تستخدمه بالفعل في تحصين الآلاف من مواطنيها في إطار برنامج استخدام طارئ.

 

 

مقالات متعلقة