مظاليم سباق انتخابات البرلمان 2020..بين الاستغاثة بالرئيس وانقسامات بالأحزاب

اللواء طارق المهدي قائد التيار الوطني المستبعد من انتخابات مجلس النواب

انتهت المرحلتين الأولى والثانية من انتخابات مجلس النواب، ولكن لايزال الخلاف يضرب بعض الأحزاب والتيارات السياسية، بعدما حال الصراع حول الحصص وتوزيع القائمة والمقاعد الفردية دون وصول البعض إلى قبة البرلمان، لتكن أحدث حلقة مسلسل الخلافات ما تداوله مرشحي التيار الوطني من وجود تلاعب سياسي أقصاهم عن مجلس النواب.

 

وجرت المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب، يومي السبت والأحد الماضيي، بـ13 محافظة هي :"القاهرة، القليوبية، الدقهلية، المنوفية، الغربية، كفر الشيخ، الشرقية، دمياط، بورسعيد، الإسماعيلية، السويس، شمال سيناء، جنوب سيناء".

 

استغاثة مرشحي التيار الوطني

 

بعدما انتهت مرحلتي انتخابات مجلس النواب، تقدمت الإعلامية ياسمين سليمان بنداء استغاثة للرئيس عبد الفتاح السيسي، نيابة عن مرشحي التيار الوطني المصري بقيادة اللواء طارق المهدي، نظرا للتجاوزات القانونية والإقصاء المتعمد لكافة المرشحين على القوائم الأربعة، والذي وصفته بـ"جريمة خيانة كبرى لعموم الشعب المصري".

 

وجاء في نص الاستغاثة، التي نشرتها الإعلامية ياسمين سليمان خلال مقطع فيديو على صفحتها على موقع فيس بوك :"نداء استغاثة إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي..نرسل لفخامتكم كل التحية والتقدير والإحترام من جموع الشعب المصري و ندين لكم بالولاء دائما أبدا ، مجددين مع فخامتكم العهد الذي قطعناه على أنفسنا منذ أن أنقذتم مصر وشعبها من براثن الإرهاب والتطرف ، بأن نحفظ مصر بين أعيننا ، لتظل مصر أم الدنيا دائما أبدا".

 

 

 

وأضافت :"نتقدم – نحن مرشحوا التيار الوطني المصري – بنداء استغاثة إلى الأب العظيم والقائد الجسور فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لثقتنا الكاملة والمطلقة في عدالتكم و محبتكم الشديدة للمصريين الذين وصفتهم سيدي الرئيس بأنهم نور عيونكم . ولذلك نتوجه لسيادتكم بنداء استغاثة من ظلم عظيم وقع علينا، فليس لنا سوى فخامتكم سيدي الرئيس، بعد المولى عز وجل لينقذنا من ظلم المهدي وأعوانه".

 

وتابعت :"سيدي الرئيس..نشهد أمام فخامتكم بحقيقة الأحداث التي جرت وحدثت لنا، و ما أصابنا من ظلم وخيانة للأمانة وغدر بين وما وقع علينا من أضرار جسيمة، آملين من سيادته أن ينظر لمظلمتنا التي عظمت علينا وطال أمدها، فقد تقدمنا للترشح لمجلس النواب،آملين أن يوفقنا المولى عز وجل للنهوض ببلدنا الحبيبة وخدمة أهلنا وشعبنا العظيم ، فتوجهنا إلى التيار الوطني المصري بقيادة اللواء طارق المهدي".

 

وأردفت :"فقد استقر في نفوسنا جميعا أن هذا التيار هو محل ثقتنا نظرا لوجود قيادة عسكرية وسياسية كبيرة على رأس التيار، فضلا عن وجود الكثير من القيادات العسكرية والسياسية الأخرى، وبعض الشخصيات العامة الوطنية والمشهود لهم بالكفاءة والإلتزام، إلا أننا وجدنا في هذا التيار ما لم نكن نتخيل يومآ أن نجده، فنحن توجهنا للترشح على قوة هذا التيار ثقة به وبقياداته الكبيرة ، وكنا على يقين تام أنه من المستحيل أن يتم الغدر بنا والتلاعب بحقوقنا السياسية والدستورية ، إلا أن ما حدث لنا كان على عكس كل ما توقعناه."

 

وواصلت :"فقد تم الغدر بنا وخيانتنا من حيث آمنا، وتم إقصائنا عن عمد وسبق إصرار وترصد من قبل هذا التيار الفاسد ، الذي قرر أن يدعو جموع المواطنين للترشح على قوته لخوض السباق الإنتخابي للبرلمان المصري ، ثم بيت لنا نية الغدر والخيانة ونفذ جريمة شنعاء في حق عموم المصريين".

 

مخالفات قانونية

 

وسردت الإعلامية ياسمين سليمان ما وصفته بمخالفات دستورية وقانونية ارتكبها التيار الوطني المصري، منها :

 

أولا :- التأخير المتعمد لتقديم القوائم الأربعة بالهيئة العليا للانتخابات، بهدف إضاعة الوقت ومن ثَم تفويت الفرصة عمدا على المرشحين بهدف إقصائهم عن المشاركة في السباق الانتخابي، بأنه تعمد تقديم ملفات المرشحين على قوائمه الأربعة وعلى مستوى الجمهورية في آخر يوم لموعد التقدم للترشح، بل وفي الساعات الأخيرة، ليُضيع علينا فرصة تعديل الأخطاء التي ارتكبها عن تعمد للإطاحة بالقوائم الأربعة.

ثانيآ :- جريمة التزوير في الحسابات البنكية للقوائم الأربعة :- فقد ارتكب المهدي خطأ ً قانونياً ومخالفة جسيمة عن تعمد، ألا وهي أنه لم يقم بفتح الحسابات البنكية الخاصة بالأربع قوائم المتقدمة للترشح، موضحة أن المهدي فتح حسابا بنكيا واحدا لقائمة شرق الدلتا فقط، وكان هو مرشح على رأس القائمة، ولم يفتح الحسابات البنكية الأخرى للقوائم الثلاثة المتبقية، وكان هذا في آخر موعد للبنوك لفتح الحسابات الانتخابية، مما يُضيع على تلك القوائم فرصة التقدم.

 

ثالثا :- أطاح التيار بالمرشحين الأصليين والمدرج أسمائهم على كشوف الترشح، دون عملهم و دون موافقتهم ولا موافقة احزابهم، واستبدلهم بآخرين دون وجه حق، حسب أهوائه و وفقا لمصالحه الخاصة.

 

واستعرضت أبرز ما وصفته بـ"المخالفات"، منها قائمة شرق الدلتا واستبعاد ممثليها الأصليين ووضع آخرون بدلا عنهم، بأن أطاح بكافة مرشحي المحافظات الآتية :-"محافظة شمال سيناء، محافظة جنوب سيناء، محافظة السويس، محافظة الإسماعيلية، محافظة بور سعيد، محافظة الشرقية، محافظة دمياط".

 

واستطردت :"فقد استعان المهدي بـ ياسر قورة، عضو الوفد المستقيل، للإطاحة بملفات المرشحين الأصليين والمدرج أسمائهم مسبقا ، و وضع مرشحين آخرين من ذوي الثقة والمحسوبية، فقد أُطلق على هذه القائمة بالذات قائمة رجال الأعمال، فقام بجلب أصدقاؤه بحزب الوفد معلنين استقالتهم تحايلا على إعلان حزب الوفد موقفه من المشاركة في السباق الإنتخابي للبرلمان المصري ٢٠٢٠".

 

وناشد مرشحي التيار الوطني الرئيس السيسي بالتدخل بفتح تحقيق عاجل في كل هذه الجرائم والانتهاكات التي تمت بحق المرشحين، وفقا للإعلامية ياسمين سليمان، مطالبة بمثول المهدي والممثل القانوني والأحزاب أمام القضا من أجل الحصول على الحق المدني للمرشحين.

 

ضرب وإهانة

 

في سياق متصل كان حزب نداء مصر قد عقد مؤتمرا صحفيا، بعد انتهاء المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، كشف خلاله عن حدوث خروقات حدثت أثناء الانتخابات، وتعرض بعض مرشحي الحزب للضرب والإهانة، والبعض الآخر سُحبت منه الهواتف الخاصة به وتم تفريغ محتوياتها، وفقا لما صرحت به وفاء عكة، أمين عام الحزب. 

 

 

 

وأضافت عكة، خلال مؤتمر صحفي عُقد في آخر أكتوبر المنصرم، أنَّ العملية الانتخابية للمرحلة الأولي شهدت خروقات ورشاوي انتخابية وسطو علي إرادة شعب عظيم، والتي أكّد الرئيس  مرارًا وتكرارًا أن إرادة الشعب المصري خط أحمر.

 

وعددت أمين عام حزب نداء وطن أبرز الخروقات التي تمّت خلال المرحلة الأولى للانتخابات وجاءت كالتالي: شراء الأصوات بالأموال والبطاقات، إلى جانب خرق الصمت الانتخابي من خلال طرح إعلانات المرحلة الثانية لإحدى القوائم قبل إجراء المرحلة الأولى بأيام، موضحة أنَّ هذه الإعلانات تروج للمرحلة الأولي بشكل مباشر وصريح بظهور بعض أعضاء قائمة المرحلة الأولى في هذه الإعلانات.

 

 

 

ومن الخروقات التي ذكرتها عكة أيضًا وقالت إنّها موثقة بالصوت والصورة وجرى إبلاغ الهيئة الوطنية بها عبر الخط الساخن، بناء شوادر أمام اللجان، وتوزيع واجبات علي موظفين اللجان، بالإضافة إلى التضيق علي مندوبي قائمه نداء مصر، لافتة إلى أن القليل منهم تمكن من إثبات حضوره داخل اللجان الفرعية في كثير من المحافظات بصعوبة كبيرة.

 

وأشارت إلى أن كل هذه المخالفات تم ابلاغ الهيئة العليا للانتخابات بها عبر الخط الساخن من قبل غرفة العمليات، مؤكدة ثقتها فى نزاهة القضاء المصري، والقيادة السياسية للبلاد.

 

خلافات بالأحزاب

 

وقبل بدء الاقتراع في انتخابات مجلس النواب، وقعت بعض الخلافات داخل الأحزاب بسبب الحصص المخصصة للمقاعد البرلمانية، أبرزها حزب الوفد الذي اشتعلت أزمة داخل أروقته، حيث أبدى بعض أعضاء الحزب غضبهم من تخصيص 20 مقعدا فقط لحزب الوفد داخل القائمة الوطنية لانتخابات مجلس النواب، الأمر الذي اعتبروه لا يليق بمكانة الحزب وتاريحه العريق، في حين كان رئيس الحزب يعدهم بـ40 مقعدا. 

 

وقد شهد زب المصريين الأحرار، تقدم رئيس الهيئة البرلمانية للحزب الدكتور أيمن أبو العلا، باستقالته من الحزب اعتراضا على ما وصفه بـ"سوء إدارة الدكتور عصام خليل رئيس الحزب خلال الفترة الأخيرة. 

 

وبحسب ما ذكره أبو العلا، خلال بيان صحفي، فإن إدارة "خليل" للحزب تسببت في إضعاف وإغراق الحزب بعدما كان له شأن سياسي كبير نتيجة جهد سنوات من أعضاء الحزب في جميع المحافظات،  وغلق كثير من المقرات في الشارع مما أثر علي نشاط الحزب في الشارع.

 

ووفقا لـ"أيمن أبو العلا" فإن عصام خليل رفض دخول الحزب بـ"القائمة الوطنية" في انتخابات مجلس الشيوخ زعما منه باعتراضات تخص عدد المقاعد، مؤكدا أن هذا غير حقيقي. 

 

ولفت أبو العلا إلى أن "خليل" فصل الأعضاء الذين دخلوا انتخابات "مجلس الشيوخ" تعسفيا بعدما رفض تشكيل لجنة للتنسيق مع القوى السياسية الأخرى بخصوص انتخابات مجلس الشيوخ أو النواب.

 

وفي السياق كانت بعض وسائل الإعلام قد تداولت أنباء عن وجود خلافات داخلية في حزب المحافظين، حول مشاركة الحزب وقياداته في القائمة الوطنية، وهو ما نفاه الدكتور خالد سمير نائب رئيس حزب المحافظين.

 

مقالات متعلقة