في إطار اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، أعلنت شركة «الاتحاد للطيران»، الناقل الوطني لدولة الإمارات، تسيير رحلات منتظمة بين أبوظبي وتل أبيب عاصمة الكيان الصهيوني المحتل للأراضي العربية في فلسطين، اعتبارًا من نهاية مارس المقبل، أي بعد مرور نحو أكثر من ستة أشهر على توقيع اتفاق تطبيع العلاقات.
ويأتي إعلان الشركة أمس الأحد، قبل نحو عشرة أيام على انطلاق أول رحلات يومية منتظمة ومباشرة بين إمارة دبي المجاورة ومطار بن غوريون بواسطة شركة "فلاي دبي" منخفضة التكلفة.
وبسبب فيروس كورونا المعدي والمنتشر، تفرض العاصمة الإماراتية منذ أشهر قيودًا أكثر صرامة على الدخول إليها مقارنة بالإمارات المجاورة الأخرى وبينها دبي.
فيما أوضحت شركة الاتحاد للطيران، إنّ الخدمة الجديدة ستدخل حيّز التنفيذ اعتبارًا من 28 مارس 2021، مشيرةً إلى أنه سيتم اختيار مواعيد مغادرة الرحلات لتكون مريحة وملائمة للسفر عبر أبوظبي إلى مختلف الوجهات على امتداد شبكة الاتحاد للطيران بما في ذلك الصين والهند وتايلند وأستراليا.
وبحسب وسائل إعلام رسمية إماراتية، تتطلّع الإمارات وإسرائيل إلى جني ثمار اتفاق تطبيع العلاقات سريعًا في قطاعات السياحة والتكنولوجيا والتجارة، خصوصًا وأن الإمارات ودولة الكيان الصهيوني، تشهدان مصاعب اقتصادية على خلفية الاغلاقات المرتبطة بفيروس كورونا.
بدوره قال الرئيس التنفيذي للعمليات التشغيلية في الشركة الإماراتية محمد عبدالله البلوكي إن هذه الخطوة التي وصفها بـ"التاريخية الهامة" بالبدء بتسيير رحلات منتظمة بين البلدين تدعم التزام الاتحاد، بصفتها شركة طيران، إزاء تعزيز اقتصاد البلدين وزيادة فرص النمو التجاري والسياحي.
وتعبر الرحلات بين الإمارات والبحرين وإسرائيل الاجواء السعودية بموافقة المملكة التي أكدت مرارا أنّها لن تطبع العلاقات مع إسرائيل قبل حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
يذكر أن في 20 أكتوبر الماضي، وبعد اتفاق التطبيع، اتفقت الدولتان بعدد محدود من الرحلات المباشرة على متن طائرات تجارية، على إعفاء مواطنيهما من تأشيرات السفر، لتكون الإمارات أول دولة عربية يستثنى مواطنوها من هذا الإجراء لدخول إسرائيل.
وجاء ذلك خلال زيارة لأول وفد إماراتي رسمي إلى تل أبيب، بعد اسبوع تقريباً على توقيع اتفاق إقامة العلاقات في البيت الأبيض برعاية وحضور الرئيس الأمريكي الخاسر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة دونالد ترامب.
وفي أغسطس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي الخاسر في الانتخابات الأخيرة، دونالد ترامب توصل إسرائيل والإمارات إلى اتفاق لإقامة علاقات رسمية بينهما "تطبيع"، الأمر الذي آثار جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في معظم الدول العربية.
وحينها قال ترامب، في بيان مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، إنهم يأملون في أن "يؤدي هذا الاختراق التاريخي إلى دفع عملية السلام في الشرق الأوسط".
في حين أعلن رياض المالكي وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني استدعاء السفير الفلسطيني من دولة الإمارات وبشكل فوري، حيث يقضي الاتفاق بأن تعلق إسرائيل خططها لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة.
وبمجرد الإعلان عن الاتفاق اجتاحت التعليقات المؤيدة والمنددة مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدر الخبر قائمة ترند تويتر في جميع الدول العربية.
وبين الوسوم التي تداولها المغردون برز وسم "#التطبيع_خيانة" الذي كان الأكثر انتشارا وتفاعلا، فيما عبر الناشطون خلاله عن غضبهم من الاتفاق ورفضهم لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
للتذكير بأبرز المعلومات عن التطبيع العربي مع الاحتلال.. شاهد الفيديوهات التالية: