حالة من الجدل يشهدها الوسط التعليمي، وكذلك داخل الأسر المصرية خلال الفترة الحالية، نتيجة تزايد مطالب إلغاء العام الدراسي وحضور الطلاب المدارس، من عدمه، بعدما ارتفع أعداد مصابي كورونا في مصر خلال الأيام الأخيرة.
وبعد تزايد الإصابات، والوفيات بالفيروس، وسط مؤشرات لدخول الدولة في موجة أكثر عنفًا من الأولى التي أجبرت وزارة التربية والتعليم في شهر مارس الماضي لتعليق الدراسة حينها، تزايدت المطالب بإلغاء الدراسة، خاصة بعد وفاة 3 من مديري المدارس في محافظة البحيرة نتيحة الإصابة بالفيروس آخرهم المهندس السيد دحروج مدير مدرسة إدكو الثانوية الزراعية.
ليلحق بزملائه محمود الحسيني مدير مدرسة مرزوق السيد مرزوق بكفر الدوار، ومحمد بكري مدير مدرسة أحمد زويل الثانوية بدمنهور، الذين توفوا متأثرين بالفيروس القاتل.
وأمس الأحد، دشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج على موقع التغريد المصغر"تويتر، يعنوان "#إلغاء الدراسة"، يطالبون فيه بإلغاء العام الدراسي الحالي، معتبرين أن صحة التلاميذ وأسرهم أهم من الحضور داخل المدارس.
وبين المغردون على موقع التدوين المصغر "تويتر"، أن الوقاية الصحية في المدارس والتي أعلنت عنها قبل بداية الدراسة وزارة التربية والتعليم، غير متوفرة في غالبية المدارس.
وطالب مغردون أن تتحول الدراسة من الاضطرار إلى الذهاب إلى المدارس إلى أن تكون عبر الإنترنت فقط، بسبب الإصابات المتزايدة بالفيروس وتخوفًا من الموجه الثانية خلال شهري دسمبر ويناير المقبلين.
واليوم الاثنين، قالت المستشارة الإقليمية لمكافحة العدوى بمنظمة الصحة العالمية، الدكتورة مها طلعت، إنه من المتوقع ارتفاع حالات كورونا في مصر مثلما حدث في أكثر دول الإقليم، مشددة على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية.
وأكدت في تصريحات تلفزيونية، على ضرورة الوضع في الاعتبار والاستعداد لاحتمالية زيادة الإصابات خلال الفترة المقبلة، مشددة على ضرورة التهوية الجيدة وتقليل التزاحم في الفصول والجامعات، مع ارتداء الكمامة بطريقة صحيحة، والتباعد البدني، وغسيل الأيدي جيدًا.
بدوره أكد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أنه لا نية لإلغاء أو تعطيل الدراسة، مشيرًا إلى أن هناك سيناريوهات لكافة التوقعات.
وقال شوقي في تصريحات تليفزيونية مساء أمس الأحد ردا على المطالبة بإلغاء الدراسة أو تحويلها لتكون عبر الإنترنت: "أعددنا العدة لاستكمنال العام الدراسي أيا كان موقف وباء كورونا"، مشيرا إلى أن هناك بروتوكولات تم إعدادها في حالة وجود حالات إصابة.
وأضاف الوزير: "هناك قواعد تم الاتفاق عليها مع وزارة الصحة لغلق فصل أو مدرسة أو مجمع مدارس وقد يصل الأمر إلى إغلاق مدارس محافظة بأكملها لمدة لا تقل عن 28 يوما".
وتابع:" أيًا كان هدف اللي بيسأل اذا كنت حابب نقفل ونلعب ومانذاكرش وننجح.. ده مش حيصل لانك هتحاسب على المحتوى بتاع السنة دي، وقولنا في برتوكولات وضوابط وبتطبق على الأرض والأرقام غير مقلقة تمامًا"
وواصل: "وما يتداول على السوشيال ميديا ما هو إلى هدف إثارة النوع من البلبلة والقلق، غير المبررة، ومن يخاف على اولاده من حقه يحول للمنازل ويقعده في البيت".
وحسب وزارة التربية والتعليم فإن أكبر عدد إصابات بفيروس كورونا في المدارس يوجد بالقاهرة ويبلغ 19 إصابة، وعدد الإصابات بجميع مدارس الجمهورية 49 إصابة فقط من أصل 25 مليون طالب على مستوى الجمهورية.
يذكر أن قبل انطلاق الدراسة في منتصف أكتوبر الماضي، كانت وزارة التربية والتعليم قد قالت إنه سيتم توفير زائرة صحية في كل مدرسة، وإنشاء غرف عزل لحالات الاشتباه بالإصابة.
فضلًا عن تقليل كثافة الطلاب داخل الفصول، والحرص على مراعاة التباعد الاجتماعي بينهم، وقياس درجة الحرارة للطلاب بشكل منتظم، وتعقيم الغرف الصفية، وساحات المدارس، وتوفير المطهرات.