مع بدء بشائر نجاح اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، وتوقعات بعودة الحياة إلى طبيعتها على مستوى العالم مع ربيع 2021، ربما يصبح الدولار الأمريكي هو الخاسر الأكبر من هذه البشائر، إذ يتوقع خبراء اقتصاديون هبوط الدولار بنسبة تصل إلى 20% العام المقبل.
كانت شركة موديرنا الأمريكية قد أعلنت توصلها إلى لقاح فعال بنسبة تصل إلى 95% ضد فيروس كورونا المستجد، وذلك بعدما تمت تجربة اللقاح على نحو30 ألف شخص، وتم التأكد من فعاليته في الوقاية من الفيروس بما في ذلك الحالات الحرجة.
ويأتي الإعلان عن نجاح لقاح شركة موديرنا، بعد نحو أسبوع من إعلان شركتي فايزر وبيونتيك توصلهما إلى لقاح فعال بنسبة 90%، وهو ما رفع سقف التفاؤل بالحد من تفشي الوباء على مستوى العالم.
وفي ظل الإعلان عن لقاحات سواء الأمريكية أو الألمانية أو الروسية، توقع اقتصاديون أن يتأثر الدولار الأمريكي حال توزيع لقاحات كورونا على نطاق واسع.
ورجح "سيتي بنك" أن يهبط الدولار تدريجيا حتى يصل إلى 20% في عام 2021، في حال تم توزيع لقاحات كورونا على نطاق واسع، والمساعدة في إحياء التجارة العالمية والنمو الاقتصادي، وفقا لما ذكرته "بلومبرج".
وأشار تقرير مصرف "سيتي"، الذي يعد أحد أكبر البنوك الاستثمارية بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن توزيع اللقاحات سيجدد جميع مؤشرات السوق الهابطة، مما يسمح للدولار باتباع مسار مشابه للمسار الذي مر به في أوائل ومنتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والذي تراجعت خلاله العملة الأمريكية لعدة سنوات.
ووفقا للمحللون في"سيتي بنك"، فإن الدولار انخفض بنسبة 11% منذ ذروة تفشي فيروس كورونا المستجد في مارس الماضي، وقد تعرض لضعوط إضافية الفترة الحالية في ظل ما يتردد بشأن نجاح التجارب السريرية للقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد.
وأوضح تقرير" سيتي بنك" أن الإعلان عن نجاح لقاحات مضادة لكورونا أثر على الطلب على الدولار كأحد الملاذات الآمنة للاستثمار وإدخار الأموال.
وفي السياق توقع اقتصاديون أن يوجه تطوير لقاحات مضادة لكورونا ضربة قوية للعملة الأمريكية، إذ تشير (سي.إل.إس)، وهي منصة رئيسية للمتعاملين في سوق العملات، إلى أن تعاملات اليورو والدولار انخفضت بشكل ملحوظ في الأسواق الفورية لكنها لا تزال هي الأكثر نشاطا في العالم.
ويقول جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "المركزي الأمريكي"، معلقا على إعلان التوصل إلى لقاح كورونا: "لا تزال هناك تحديات كبيرة وشكوك بشأن التوقيت والإنتاج والتوزيع والفاعلية بالنسبة إلى مجموعات مختلفة" من الأشخاص.. من السابق لأوانه تقييم تداعيات لقاح "كوفيد-19" على النشاط الاقتصادي".
وبحسب بيانات منصة "سي.إل.إس"، فإن المتوسط اليومي لأحجام تداول العملات تراجع 4% في أكتوبر الماضي مقارنة بنفس الفترة قبل عام، وتراجع متوسط الحجم اليومي لتداولات العملات على المنصة إلى نحو 1.71 تريليون دولار في أكتوبر الماضي.
في سياق متصل توقع محللون اقتصاديون أن فوز الرئيس المنتخب جو بايدن، سيتيح إجازة حزمة تحفيز مالي لا تقل عن تريليوني دولار، بعد دخوله البيت الأبيض مباشرة في يناير المقبل، وهو ما يزيد السيولة ويعمل على خفض سعر صرف الدولار.
وقد جاء الإعلان عن نجاح فعاليات لقاح كورونا ليكن بمثابة بارقة أمل طلت على العالم من جديد وسط وضع قاتم عقب ارتفاع حصيلة الإصابات بفيروس كورونا حول العالم، بعدما تم الإعلان مؤخرًا عن التأكد من فعالية أكثر من لقاح يمكنه القضاء على عدو البشرية، فيروس كورونا المستجد.
فبعد وقت طويل من الأبحاث والتجارب، أعلنت مختبرات فايزر الأمريكية وبايونتيك الألمانية الأسبوع الماضي عن تطوير لقاح فعال بنسبة 90%.
وعقب أيام، خرج للنور لقاح "موديرنا"، وأعلنت الشركة الأمريكية في بيان أمس الاثنين، أنَّ لقاحها أظهر فاعليته الأساسية بنسبة 94,5%".
ويتشابه اللقاحان من الناحية العلمية في آلية العمل، فالإثنان يتكونان من قطع صغيرة من الحمض النووي "mrna" التي تحفز الجسم على إنتاج البروتين الموجود على سطح كورونا.
كما أن اللقاحين يستخدمان الهندسة الورائية لحقن جزء من الشفرة الجينية، من أجل أن ينتج جسم المريض الشوكة البروتينية، وبالتالي تتكون الأجسام المضادة.
بينما يختلف الاثنان عن الأنماط السائدة التي تتبعها اللقاحات المعتادة، وكلك في نسب فعالية كل منهما على القضاء على الفيروس