وقفت مجلة «تايم» الأمريكية، في تقرير مطول لها، عند أهم الرابحين والخاسرين حول العالم، جراء سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن الخارجية المنتظرة، مع اختلاف نهجه عن سلفه المنتهية ولايته دونالد ترامب، فيما يخص السياسة الخارجية.
وتوقعت المجلة أن تتغير خريطة الرابحين والخاسرين عالميًّا.
كندا من الرابحين الكبار واعتبر التقرير كندا في مقدمة الدول الرابحة، وقد فطن إلى ذلك رئيس الوزراء جاستين ترودو، الذي كان من أول المهنئين لبايدن على فوزه بالانتخابات. ويعد بايدن مثل ترودو، من الزعماء الذين يؤمنون بالسياسات العالمية التشاركية، خاصة في قضايا تغير المناخ، كما يرجح ألا تدخل الولايات في سجال ومعارك تجارية مع جارتها الشمالية في عهد بايدن.
فرنسا
يقف رئيس فرنسا، إيمانويل ماكرون، في نفس مركب ترودو، فيما يخص الدفاع عن السياسة العالمية متعددة الأطراف، ويعتبر رحيل ترامب المحتمل من الرئاسة نصرًا لباريس، بحسب «تايم». ويعود هذا إلى أن بايدن سيعامل أوروبا كحليف تقليدي كما كان الحال لمدة ثمانين عاما، بدلًا عن اعتبارها عدوًا تجاريًّا كما كان الحال خلال الفترة السابقة.
من ناحية أخرى يستعد ماكرون لتولي زعامة أوروبا مع رحيل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ويتشارك ماكرون نفس وجهات نظر بايدن فيما يخص ملفي تركيا وروسيا.
ألمانيا تقول «تايم»، إن ألمانيا قد تولت بقيادة ميركل الزعامة الأوروبية على مدار السنوات الماضية، ومع مجيء زعيم أميركي، يعتبر أوروبا حليفًا تقليديًّا، فإنه بإمكان ألمانيا إدراك ملامح مرحلة ما بعد رحيل ميركل. اليابان كما هو الحال مع أوروبا، فإن اليابان تنتظر زعيما أميركيا يؤمن بالحفاء التقليديين والقدامى للولايات المتحدة مثل اليابان.
بجانب ذلك، تنتظر اليابان موقفًا أميركيًّا بشأن جزر سينكاكو، التي تتحكم بها اليابان وتدعي الصين أحقية امتلاكها، وقد طمأن بايدن الإدارة اليابانية في مكالمة هاتفية بشأن مساعدة الولايات المتحدة لليابان في حال تعرض الجزر لهجوم من طرف ثالث.
إيران الأكثر ربحًا وذكرت المجلة، أنه بالرغم من عدم وجود ضمانات بعودة بايدن إلى الاتفاق النووي، أو إزالة عقوبات اقتصادية من على إيران، فإن رحيل ترامب الذي أمر بالقضاء على قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، وفرض العقوبات على إيران، وانسحب من الاتفاق النووي، يعد فرصة لطهران لعدم تلقي مزيد الحمل على كاهلها.
المكسيك رغم انزعاج المسكيك خلال فترة الرئيس ترامب الذي ألقى باللائمة على المكسيك في دخول المهاجرين غير الشرعيين، والمخدرات بطرق غير قانونية، فإن الإدارة المكسيكية فضلت عدم المواجهة والتصرف بعملية، نظرًا لميل كفة القوة لصالح الولايات المتحدة.
الآن، ومع مجيء بايدن، فإن تقرير «تايم» يتوقع ألا يثير الزعيم الأميركي الاحتقان مع المكسيك بخصوص قضايا الهجرة. لكن رغم ذلك، قد يؤرق بايدن المكسيك فيما يخص معايير العمل والبيئة، بل يحتمل أن تظهر خلافات بخصوص شركات الطاقة المكسيكية التي تؤثر على شركات الطاقة المتجددة في أميركا.
كوريا الجنوبية
ترى «تايم» أن بايدن سيكون حليفًا قويًّا في نظر كوريا الجنوبية فيما يخص مجابهة تهديد الجارة كوريا الشمالية، حيث يتوقع أن يكون بايدن أكثر انفتاحًا نحو كوريا الجنوبية من أجل صياغة استراتيجية تجاه الشمال.
الهند من الفائزين في كلتا الحالتين تمتع رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بواحدة من أفضل العلاقات مع ترامب. ورغم توقع «تايم» أن تقل السياسة القومية الهندوسية لدى مودي خلال فترة بايدن، فإن موقع الهند الاستراتيجي وثقلها أمام الصين، سيجعلها في مكان ثابت بالنسبة للسياسة الخارجية الأميركية.
إسرائيل كانت العلاقات بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، واحدة من أفضل العلاقات السياسية الخارجية في فترة ترامب، والتي صبت في صالح إسرائيل بشكل كبير.
ولن يختلف الوضع كثيرًا مع بايدن، فهو واحد من أكثر الساسة الأميركيين قربًا من الإسرائيليين في واشنطن، وليس لديه مصلحة في تغيير التطور السياسي الأخير الذي تمثل في رعاية الولايات المتحدة لاتفاقيات السلام بين الدول العربية وإسرائيل، خلال الفترة الأخيرة.
بريطانيا.. من الخاسرين «نوعًا ما» ويقول تقرير «تايم» إن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، كان يضع اتفاق التجارة الأميركي - البريطاني كخطة احتياطية، في حالة رفض الاتحاد الأوروبي خطته بشأن خروج بريطانيا منه.
وعلى الأرجح، فإن بايدن لن يسير في نفس الاتجاه الذي تسعى إليه لندن، ما سيضع جونسون في موقف صعب، بين الوصول لاتفاق خروج جيد من الاتحاد الأوروبي، واستجابة سيئة للجهاز الصحي البريطاني لأزمة كورونا، وتوجه بريطاني داخلي رافض للبيركست.
السعودية والإمارات وعن السعودية، تقول «تايم» إنها ستظل واحدة من أهم ثلاثة حلفاء للولايات المتحدة في المنطقة (بجانب إسرائيل، والإمارات) في عهد بايدن، لكنهم قد يخسر السعوديون امتيازات حصلوا عليها في فترة ترامب.
وقد ربح السعوديون في الأربع سنوات السابقة، رئيسًا أميركيًّا كان على استعداد لعقد صفقات (دون اعتبار لقضايا شائكة كحقوق الإنسان)، بجانب مشاركة نفس الرؤية السعودية تجاه طهران. وقالت «تايم»، إن كما هو الحال مع السعودية، فإنه يتوقع أن يكون كذلك بالنسبة للإمارات.
البرازيل من الخاسرين سيخسر الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو، ترامب، الذي يتشارك معه نفس الرأي بخصوص قضايا السياسة العالمية، حيث يرفض الثنائي نظرية التغير المناخي، في حين أن بايدن يتوقع أن يجعل مسألة التغير المناخي على سلم أولوياته.
روسيا
وقالت مجلة «تايم»، إن روسيا كانت تنظر إلى ترامب على أنه أكثر الرؤساء الأميركيين صداقة مع روسيا، في حين يعارض الديمقراطيون والمؤسسة الأمنية ذلك التوجه. وأضاف التقرير، أن خسارة موسكو لترامب، ضربة موجعة، خاصة بالنسبة لدولة حاولت تقسيم الولايات المتحدة خلال الأربع سنوات الماضية.
تركيا وفيما يخص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فإن يتوقع أن يواجه أوقاتًا صعبة مع إدارة بايدن، الذي يتوقع أن يتشارك توجهات الاتحاد الأوروبي، الرافضة للمغامرات العسكرية التركية في كل من سورية، وقره باغ، وليبيا، وتحرشات تركيا باليونان في شرق المتوسط.
موقف الصين..غير محسوم بينما يرى البعض أن بايدن سيركز على سياسة الصين في نهجها الاستراتيجي فيما يخص علاقاتها الخارجية، فإنه يتوقع أن تستفيد بكين من تخفيف بايدن الضغوط الأميركية على الصين. وقد تستفيد بكين أيضًا من الاستقرار الاقتصادي العالمي الذي قد يحاول بايدن الوصول إليه في فترته الرئاسية، بحسب تقرير «تايم».
كوريا الشمالية لا يعلم حتى الآن ما إذا سيكون الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، سيكون منزعجا من رحيل ترامب الذي يعتبر أكثر الزعماء الأميركيين صداقة معه، كما تقول «تايم»، أم أنه سيكون منفتحا على مفاوضات منظمة مع بايدن، وقد تحدد الشهور القادمة مسار العلاقات بين بايدن ويونغ أون.
النص الأصلي