قالوا إنه عامل في أحد الملاعب، وأخرون زعموا أنه سائق توك توك، هكذا نسج البعض الأساطير والشائعات حول أحمد حلمي الشيشني، بعد حصوله على أعلى الأصوات في مرحلة الإعادة بانتخابات مجلس النواب 2020، حتى لقبه البعض بـ"نائب الغلابة"، ولكن من هو الشيشني؟.
كانت اللجنة المشرفة على انتخابات مجلس النواب في الدائرة التاسعة بمركز شرطة كوم حمادة، في محافظة البحيرة، قد أعلنت حصول أحمد حلمي الشيشيني على أعلى الأصوات في الدائرة بحصوله على 59 ألف صو و464 صوتا، ومن ثم أصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
أحمد حلمي الشيشيني هو شاب يبلغ من العمر 31 عاما، ابن قرية النجيلة بمحافظة البحيرة، والده موجه بالأزهر الشريف، ووالدته موظفة بالتربية والتعليم، أما هو فحاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، ولديه مكتبة لبيع الأدوات المدرسية، ومتزوج ولديه 3 أولاد.
وبجانب محل الأدوات المكتبية، يعمل أحمد الشيشيني مدرب فى ملعب كرة قدم خاص، فهو يهوى كرة القدم، وبالفعل كان يلعب في مركز شباب النجيلة إلا أنه توقف عن لعب كرة القدم بعد إصابته برباط صليبي، ويقول عنه أبناء قريته، حسبما نشرت بعض المواقع الإخبارية، إنه محب لعمل الخير ويشارك الجميع في الفعاليات الخيرية، ويساعد في تجهيز الفتيات بالقرية.
ولأنه يهوى كرة القدم، افتتح الشيشيني أكاديمية لتعليم الأطفال لعب الكرة وتسويقهم للأندية الشعبية في محافظة الغربية، وهو ما زاد من شهرته داخل القرية بتنظيم دورات كرة القدم.
وبخلاف هواية كرة القدم كان يراود أحمد الشيشيني حلم كبير منذ 3 سنوات وهو أن يكون نائب عن دائرته ليمثل صوت الغلابة، الذين لا يجدون من يتكلم عن مشاكلهم، لافتا إلى أنه البعض كان يهاجمه في البداية ولكن هناك من الشباب من شجعه على خوض التجربة.
لم يكن الوصول إلى البرلمان طريق ممهدا أمام أحمد الشيشيني، أو "نائب الغلابة" كما يصفه البعض، فهو صحيح ميسور الحال كما ذكر، إلا أن مصروفات الدعاية الانتخابية كبيرة لا يملكها، إلا أن أهالي دائرته دعموه معنويا وماديا على نفقتهم الخاصة، فالبعض تكلف بمصروفات الدعاية إيمانا بأنه سيمثل أصواتهم إذا ما فاز بالسباق.
وقال الشيشيني، في تصريحات صحفية :"أنا مش شحان أنا مستور، ولكن مصروفات الدعاية كبيرة، وأهالي الدائرة والشباب ساعدوني بطباعة البوسترات والتبرع بالسماعات وتأجير السيارات"، مضيفا :"تفاجئت أن ثمن الكشف الطبي والتأمين 13 ألف جنيه".
وبدأ الشيشينى حواره، شاكرا أهل دائرته الذين دعموه معنويا وماديا على حسابهم الخاص، يقول "تفاجئت أن ثمن الكشف الطبى والتأمين المطلوب للترشح 13 ألف جنيه، وأنا شاب فقير الذى لا يمتلك من حطام الدنيا إلا قوت يومه وأسرته وأعمل بالأجر مدرب فى ملعب خاص وعندى محل صغير للأدوات المكتبية".
لم تكن الصعوبات المادية وحدها التي كانت تقف أمام أحمد الشيشيني ولكن ما واجه في البداية من استهزاء وإحباط وتعجيز وهجوم من قبل البعض على ترشحه، غير أن هذا الهجوم ما زاده إلا إصرارا على الترشح واجتياز كافة العقبات.
طوال 25 يوما لم يهدأ بال أحمد الشيشيني من التفكير في خوض الترشح من عدمه، حسمها بركعتين استخارة، حتى رأى تدبيرا في تيسير الترشح وقضاء مبلغ التأمين البالغ 13 ألف جنيها، فقرر خوض السباق متوكلا على الله عز وجل ونيته متعاهدا مع الله أن تكون نيته وعمله من أهل بلدته وأن يتحدث عن مشاكلهم.
وقال الشيشيني :"لم أصرف على حملتي جنيه واحد، كلها بالحب وهذا من فضل الله، وكنت على يقين أني سأفوز بالتحدي بحب الناس فقط وليس بالتحالفات"، مؤكدا أنه لايزال هناك شرفاء لا يغريهم المال السياسي، وأنه يثق كثيرا بأهل بلدته والقرى المجاورة.