في الوقت الذي حسمت فيه وزارة العدل الأمريكية الجدل المثر حول مزاعم الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بأنه ضحية عملية تزوير ضخمة في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020، خرج ترامب للإعلان عن إمكانية ترشحه للرئاسة مجددًا في اقتراع 2024.
وقال ترامب في حفل بمناسبة عيد الميلاد في البيت الأبيض مساء الثلاثاء: "كانت 4 سنوات رائعة. نحاول أن نكمل 4 سنوات أخرى وإلا سأراكم من جديد بعد 4 سنوات".
وبحسب "يورو نيوز"، لم تكن وسائل الإعلام تغطي الحدث الذي حضره مسؤولون من الحزب الجمهوري غير أنه تم تناقل تسجيل فيديو لخطابه بعد فترة وجيزة من إلقائه.
وبعد حوالى شهر من انتخابات الثالث من تشرين نوفمبر، ما زال دونالد ترامب يرفض الاعتراف بهزيمته أمام جو بايدن. ويلتزم البقاء في عزلة في البيت الأبيض ويحد من ظهوره العلني قدر الإمكان مكتفيا باتصالات رئاسية وتغريدات غاضبة عن تزوير انتخابي مفترض ولا شيء ملموسا يثبت صحته.
وأمس الثلاثاء، صرح المدعي العام الأمريكي، وليام بار بأن وزارة العدل لم تعثر على دليل على وجود تزوير واسع النطاق في الاقتراع من شأنه أن يعكس فوز الرئيس المنتخب جو بايدن المتوقع على الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات.
ووفقا لما نقلته "أسوشيتد برس" أضاف بار: "حتى الآن، لم نشهد تزويرا على نطاق قد يؤثر على نتيجة الانتخابات".
وذكرت بار، الذي يرأس وزارة العدل، أن المدعين الفيدراليين وعملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي قد بحثوا في الشكاوى التي تلقوها بشأن تزوير محتمل، لكنهم لم يجدوا أي دليل من شأنه عكس انتصار بايدن.
ورفض بار بشكل قاطع نظرية المؤامرة التي روجت لها المحامية سيدني باول، العضو السابق في الفريق القانوني لحملة ترامب، والتي ادعت أن آلات عد الأصوات تم التلاعب بها في جورجيا وغيرها من الولايات التي كانت المنافسة فيها متقاربة ومنحت بايدن الفوز في النهاية.
وقال المدعي العام الأمريكي: "كان هناك تأكيدا واحدا من شأنه أن يكون احتيالا منهجيا وهو الادعاء بأن الآلات تمت برمجتها أساسا لتحريف نتائج الانتخابات، مشيرا إلى أن وزارة الأمن الداخلي ووزارة العدل بحثتا ذلك، ولم تجد أي شيء يدعم تلك المزاعم".
ومن المقرر أن يجتمع المجمع الانتخابي في الرابع عشر من ديسمبر لتأكيد الفائز في السباق الرئاسي.
يذكر أن دونالد ترامب أكد مرارًا، أنه فاز في الانتخابات، لكن الانتصار سرق منه عبر عمليات تزوير واسعة النطاق وأعمال غير لائقة من قبل الديمقراطيين.
وبعد أن حبس العالم أنفاسه لنحو 4 أيام من انتهاء التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أعلنت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، في السابع من نوفمبر فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بمنصب الرئيس.
وتشير تقديرات وسائل الإعلام إلى حصول بايدن على 306 أصوات بالمجمع الانتخابي، أي أكثر بكثير من الأغلبية اللازمة للفوز في الانتخابات والتي تبلغ 270 صوتًا. ويجب أن تصدق كل ولاية رسميًا على عدد أصواتها قبل المواعيد النهائية في أوائل ديسمبر المقبل.
وعادة ما يكون تصويت المجمع الانتخابي والإعلان النهائي عن الفائز من قبل الكونجرس في 6 يناير حدثين رمزيين؛ ولكن نظرًا لأن ترامب رفض التنازل، فقد يكتسبان أهمية أكبر هذه المرة.
وفي إحصاء الأصوات الشعبية على مستوى البلاد - وهو معيار لقياس الشعبية ولكن بدون أي أثر قانوني- يتفوق بايدن على ترامب بعدما حصل على 80 مليون صوت مقابل 73.9 مليون للرئيس الحالي.
ويصر ترامب، على رفض قبول نتائج الانتخابات الرئاسية، وعدم الاعتراف بفوز منافسه بايدن، مدعيا وقوع تزوير وأقام العديد من الدعاوى القضائية.