أثارت خسارة نواب تكتل 25 -30 7 مقاعد من إجمالي 9 مقاعد في مارثون الانتخابات البرلمانية 2020، حالة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما بعد خسارة النائب أحمد الطنطاوي، وما أُثير حول التشكيك في نتائج الفرز بعد إعلان فوزه في البداية ثم خسارته.
وأعرب سياسيون عن آسفهم لخسارة نواب تكتل 25-30، معتبرين أن البرلمان هو من خسر تلك الأصوات المعارضة التي كانت لها مواقف مشرفة في البرلمان الحالي.
فوز اثنين وخسارة 7
انتهى مارثون انتخابات مجلس النواب 2020 بخسارة كبيرة لنواب تكتل 25-30 بعد خسارة 7 من نواب التكتل من إجمالي 9 أعضاء، بينما نجح كل من ضياء الدين داود وأحمد الشرقاوي في الحفاظ على مقاعدهم.
وكانت المؤشرات الأولية لنتائج الفرز في جولة الإعادة بمحافظات المرحلة الثانية في مجلس النواب، أسفرت عن فوز عدد من المرشحين الممثلين للتيار المدني، ومن بينهم النائب الحالي وعضو تكتل 25/30 ضياء الدين داود في الدائرة الأولى بدمياط، بعدما حصل على أكثر من 60 ألف صوت.
وأعلن النائب الحالي وعضو تكتل "25/30"أحمد سلام الشرقاوي، فوزه في جولة الإعادة عن دائرة المنصورة بمحافظة الدقهلية، بعد حصوله على 27 ألفا و735 صوتا، بناء على ما أعلنته اللجنة العامة المشرفة على نتائج الفرز في الدائرة.
خسارة المقاعد واكتساب مواقف
من جانبه وجه مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، التهنئة للمعارضين المستقلين الذي خاضوا السباق الانتخابي وحافظوا على مكانتهم كرموز للتغيير وسعوا للحفاظ على كتلتهم حتى لا تنكسر ويلتهمما حيتان الفساد والاستبداد، بحد قوله.
وقال الزاهد:"كل التهنئة للمعارضين المستقلين الذين فازوا وكل التحية والعرفان والتقدير للحريرى وطنطاوى وفؤاد وعبد الغنى وسليمان ونجيب وبركات واسلام وبسام وكرم وعبد الونيس ووفاء وغيرهم ممن قبلوا المخاطرة واشتبكوا ولم يجملوا وجه القبح بل كشفوا عوراته وزيف مساحيقه".
وأضاف الزاهد، عبر حسابه على موقع فيس بوك:"كل التحية لهم فلم ينبطحوا بل اشتبكوا ووضعوا أنفسهم فى مرمى النيران وواصلوا خطابهم المعارض وطرحهم لسياسات بديلة وكل التقدير للذين عفروا اقدامهم وذهبوا للصناديق وصوتوا لهم ورفضوا اغراء الكرتونة والفلوس واختاروا رموز التغيير".
واستطرد :"والتحية خالصة لكل من سار معهم خطوة ولكل من دعمهم معنويا وماديا، أو حتى بالامنية والدعاء، فهم جميعا فى طليعة قوى التغيير، وكما قلنا قبلها فإن الاشتباك صعب ولكنه ضرورى وإن قياس الأثر عندنا فى كل ماخضناه من مواجهات لا يختزل فى إسقاط قانون أو معاهدة أو يختزل فى مجرد إنجاح أو إسقاط مرشح، والا لوفرنا على أنفسنا عناء مواجهات كثيرة كنا نعرف نتيجتها المباشرة".
وتابع الزاهد :"وإنما قياس الاثر عندنا بالدفاع عن المساحة والكتلة والمقاومة المستمرة، فالمقاومة حياة وطرح البدائل وصنع التراكم وفتح نوافذ الامل".
إسقاط وليس خسارة
في سياق متصل علق عمرو بدر، عضو مجلس نقابة الصحفيين، على خسارة أحمد الطنطاوي قائلا :"فضييييحة!!إسقاط أحمد الطنطاوي.. رغم تقدمه الواضح وبفرق كبير عن أقرب منافسيه".
وأضاف بدر، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك :"أحمد الطنطاوي أسقطه تحالف الفساد والاستبداد في معركة انتخابية لكنه فاز بتقدير واحترام الملايين.. معركته كانت تعبيراً عن كل الشرفاء والمخلصين والنبلاء.. معركة كل أبناء يناير وكل الحالمين بدولة مدنية ديمقراطية وبالغد الأجمل".
وتابع :"خسر طنطاوي المقعد لكنه حجز مقعده ومكانته في قلوب الناس.. وحجز مساحة معتبرة من المستقبل..
اليوم ميلاد جديد لقائد سياسي محترم..شكرا أحمد الطنطاوي".
وعلق محمد سعد عبد الحفيظ، عضو مجلس نقابة الصحفيين، قائلا :"إلى صديقي أحمد طنطاوي نائب الشعب الحقيقي:
أسقطوك في جولة لكن المعركة لاتزال مستمرة، سنكمل حلمنا بإقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة، دولة القانون والعدالة والحرية والكرامة،مهما طال المشوار..لسة الأماني ممكنة يا أحمد".
وواصل عبد الحفيظ عبر صفحته على موقع فيس بوك :"شباب الأمل.. أحمد الطنطاوي ومحمد عبد الغني وهيثم الحريري، خسرتم جولة ضد الاستبداد والتزوير والفساد.. وكسبتم احترام الناس، فهذا يكفيكم".
واستطرد :"هؤلاء الفرسان رفضوا التعديلات الدستورية كما رفضوا التنازل عن تيران وصنافير وأدوا دورهم البرلماني كنواب للشعب وليس نواب السلطة، فكان جزائهم الإسقاط".
وأشار عبد الحفيظ إلى أنه برغم إثبات محاضر الفرز نجاح النائب أحمد الطنطاوي في دائرة كفر الشيخ وقلين، أعلنت اللجنة العامة حصول المنافس "سيد شمس الدين" على 72 ألف صوت ليقفز من الترتيب الرابع إلى الأول بقدرة قادر، ويخرج طنطاوي من جولة الإعادة، مضيفا :"لا يليق أبدا تقديم النظام المصري على أنه نظام مستبد".
الخسارة دليل صدق معارضته
وعلق أحد المغردين على موقع تويتر :"كم تمنيت أن يكون الأستاذ الطنطاوي مرشحاً عن دائرتي كي أمنحه صوتي، وأدعو الناس لذلك. الناس متعرفوش ومقابلتوش واحبوه في الله لم تخسر الانتخابات لكن اكتسحت قلوبنا ومحبتنا كسبت قلوبنا جميعا بلا استثناء نعلم جميعاالحقيقه ولا نستطيع الا ان نقول حسبي الله و نعم الوكيل".
وقال مغرد أخر :"بخسارتك اثبت انك لم تكن تتصنع المعارضه بل كنت تتكلم باسم شعب فى برلمان لايمثل الشعب للاسف،، وكم كنت اتمنى عدم مشاركتك فى هذه الانتخابات من الاول... فاقد الشئ لا يعطيه".
نشطاء:"معارضة كرتونية"
وفي المقابل قال محمد عبد الله، أحد مستخدمي موقع فيس بوك :"نواب تكتل 25-30 خسروا 7 مقاعد من أصل 9 مقاعد، كان أبرز الخاسرين المعروفين أحمد طنطاوي وهيثم الحريري، وأبرز الناجحين ضياء داوود..
المفروض إن دي تكون لحظة لمراجعة النفس ولازم السادة في التكتل يسألوا نفسهم ليه الناس سقّطت 80% تقريبًا من التكتل؟".
وأضاف :"طبعا الهزل بتاع المال السياسي مردود عليه، لإن أحمد طنطاوي نفسه كان بيقول للناس اللي يديك فلوس خدها وانتخبني ورا الستارة، ده بفرض إن دي ممارسة منتشرة جدا زي ما بيقولوا، يمكن المشكلة في إن الناس ملّت من الشعارات؟، يمكن المعارضة طلعت شيء أكبر وأهم من إنك مابتحبش رئيس الجمهورية؟".
وقال مغرد على موقع تويتر :"لا مجال للشماته في النائب السابق أحمدطنطاوي لكن لا بد أن نصرخ قائلين له ولتكتل #تكتل25_30 هذه هي الدولة التي انقلبتم على الديموقراطية لتؤسسوها".
وعلق مغرد آخر :"سقوط الطنطاوى والهيثم كان متوقع بل مؤكد واتنين كدابين وانتهازيين فى منشن ويشهد عليه دكتور حازم عبد العظيم، حيث قال هيثم الحريريلو مرت اتفاقية تيرانوصنافير تكتل (30/25) هايستقيل من البرلمان، واهى مرت، زعلانين عليهم ليه هما هببوا ايه غير انهم منحوا البرلمان شكل معارضة كرتونية اظهرته ديمقراطى".
تشكيك في خسارة الطنطاوي
وأثارت خسارة أحمد الطنطاوي موجة من الجدال على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تصدر اسمه منصات التواصل الاجتماعي في مصر، حيث شغل اهتمام الرأي العام المصري، من خارج دائرته الانتخابية وداخلها.
وشكك أحمد طنطاوي في النتائج النهائية للجنة العامة المشرفة على العملية الانتخابية بالدائرة الأولى ومقرها كفر الشيخ بعد خسارته وإعلان فوز كل السيد شمس الدين وباسم حجازى وياسر منير.
وقال أحمد الطنطاوي مخاطبًا رئيس اللجنة المشرفة على العملية الانتخابية عقب إعلان النتائج : "يافندم في ورق في منتهى الخطورة طالبت قبل إعلان النتئجة بالاطلاع عليه مؤكدًا أن تجميع الأرقام لا يمكن أن يتوافق مع النتائج المعلنة.
وأضاف "إحنا مش طالبين أكتر من الاطلاع على الورق اللي معانا مشيرًا إلى أن الأرقام المطابقة وفقًا لحملته وحملات المنافسين جاء فيها في بالمركز الأول بـ 64 ألف صوت.
وإلى ذلك عقب كمال أبوعيطة وزير القوى العاملة الأسبق على النتئجة بأن هناك اختلاف بين بيانات أرقام اللجان التي حصلوا عليها والأرقام النهائية المعلنة مطالبًا بإعادة النظر من اللجنة العامة المشرفة على العملية الانتخابية متابعًا بقوله "لانشكك في أحد لكن نعتقد أن هناك خطأ مادي".
فوز الوفدي "عبد العليم داود"
ومن الأصوات التي عُرفت أيضا بالمعارضة تحت قبة البرلمان النائب محمد عبد العليم داود، والذي فاز في ماراثون الانتخابات البرلمانية 2020 بحصوله على المركز الأول بواقع ٨٤ الف و ٩٣٨ صوت، وبفارق ٢٠ ألف صوت عن أقرب منافسيه.
وفي سياق متصل وجه شباب الوفد اللوم لمن وصفهم بـ"اللجواء للصفقات الحكومية، قائلين :"أيهاالوفديون الشرفاء، نجاح داود رسالة للجميع، رسالة أن المواقف الصلبة مواقف الحق هي التي تصنع شعبية طاغية لايستطيع أحد أن يسقطها، رسالة للمنبطحين أنكم تجلسون علي مقاعدكم خائفين، مرتعدين تدفعون كل يوم ثمنا غاليا من كرامتكم".
وجاء في منشور شباب الوفد:"رسالة ان عودة الوفد ممكنة بالاحرار الشرفاء وليس باصحاب الملايين والشيكات والمؤامرات وخطف المقاعد، رسالة ان الامة تخلص لمن يخلص لها وتختار من ينحاز، لقضاياها ويشعر بهمومها ويحقق مصالحها".
وتابع المنشور:"رسالة ان صاحب الرأي مقدر محترم من الدولة والشعب معا وان الامعة مذموم رخيص لاقيمة له كان نجاح داود مبهرا كالشمس لاشك فيه ولاريب مازال داود يثبت ان الشعب هو السيد وقال السيد كلمته مبروك الاستاذ محمد عبد العليم داود".