نجح الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب في دفع أربع دول عربية إلى طريق التطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني، وهي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، لكن باستثناء الأخيرة، فإن الدول الثلاثة الأخرى تمتلك بالفعل علاقات قديمة ومتشعبة مع تل أبيب، وتمثل الاختراق الذي حققته ترامب في نقل تلك العلاقات إلى خانة العلانية.
في ما يلي أبرز التطورات منذ الإعلان في أغسطس الماضي عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.
في 13 أغسطس، أعلن ترامب عن "اتفاق سلام تاريخي" بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة. وقال ترامب في تغريدة على تويتر "إنه اختراق ضخم! اتفاق سلام تاريخي بين صديقينا الكبيرين، إسرائيل والإمارات العربية المتحدة".
وصدر بيان مشترك عن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة تحدث عن اتفاق "على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات".
وأكدت الإمارات أن الاتفاق ينص على "وقف ضم إسرائيل لأراض فلسطينية". لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن الضم "أرجىء" فقط.
ووصف الفلسطينيون الاتفاق بأنه "خيانة".
ورحّب جو بايدن، الذي كان لا يزال مرشحاً للرئاسة الأمريكية والذي سيدخل البيت الأبيض يناير، باتفاق "تاريخي".
أول رحلة مباشرة
في 29 أغسطس، ألغت الإمارات قانون مقاطعة إسرائيل.
في 31 اغسطس، حطت في أبوظبي أول رحلة تجارية بين إسرائيل والإمارات انطلقت من مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب وعلى متنها وفد إسرائيلي-أميركي ترأّسه صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره جاريد كوشنر.
في الثاني من سبتمبر، وافقت السعودية على السماح للرحلات الإسرائيلية بعبور أجوائها.
تطبيع مع البحرين
في 11 سبتمبر، أعلن ترامب أن "صديقينا الكبيرين إسرائيل والبحرين توصلا إلى اتفاق سلام".
وفي بيان مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل والبحرين، أعلنت الدول الثلاث إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل ومملكة البحرين. ووصف ترامب التطور بأنه "تاريخي حقا".
ورحب نتانياهو بـ"اتفاق سلام آخر مع دولة عربية أخرى". ونددت السلطة الفلسطينية وحركة حماس بهذا الإعلان.
وفي 14 سبتمبر، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية عن توقيع الاتفاقين في اليوم التالي في واشنطن "سيضاف هذا اليوم إلى روزنامة الألم الفلسطيني وسجل الانكسارات العربية".
في 15 سبتمبر وقبل ساعات من توقيع الاتفاقين في البيت الأبيض، أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أن "لا نية" لدى نتانياهو لإجراء محادثات سلام مع الفلسطينيين.
محادثات مع لبنان
في 14 أكتوبر، عقدت الجولة الأولى من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية غير المسبوقة بين لبنان وإسرائيل، بوساطة أمريكية، وهما دولتان مجاورتان لا تزالان رسمياً في حالة حرب.
وتم إرجاء الجولة الرابعة من المحادثات التي كانت مقررة في الثاني من ديسمبر بناء على طلب الوسطاء الأميركيين، وفق مصدر عسكري لبناني.
إسرائيل والبحرين توقعان رسمياً اتفاقاً
في 18 أكتوبر، وقعت اسرائيل والبحرين في المنامة اتفاق إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين وسبعة مذكرات تفاهم. في العشرين من الشهر نفسه، اتفقت إسرائيل والإمارات على إعفاء مواطني البلدين من تأشيرات السفر، في تدبير غير مسبوق أُعلن بمناسبة زيارة وفد رسمي إماراتي إلى إسرائيل.
تطبيع مع السودان
في 23 أكتوبر، أعلن ترامب تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، مؤكداً أن البلدين حققا "السلام". وأكد أن خمس دول عربية أخرى على الأقل ترغب في إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
في 24 أكتوبر، اعتبر نتنياهو أن اتفاقات التطبيع مع الإمارات والبحرين والسودان تضع حدا للعزلة الجغرافية التي كانت تعاني منها الدولة العبرية، وتقصّر مدة الرحلات الجوية وتخفّض كلفتها. وقال "نحن نغيّر خارطة الشرق الأوسط".
نتنياهو في السعودية
في 23 نوفمبر، أفادت مصادر متطابقة أن نتانياهو أجرى زيارة غير مسبوقة إلى السعودية وعقد محادثات سرية مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ونفى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان على تويتر انعقاد أي لقاء بين ولي العهد ورئيس الوزراء الإسرائيلي.
تطبيع مع المغرب
في العاشر من ديسمبر، أعلن ترامب أن المغرب تعهّد تطبيع علاقاته مع إسرائيل وأن الولايات المتحدة تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية المتنازع عليها.
أكد العاهل المغربي محمد السادس الأمر واصفاً قرار واشنطن بشأن الصحراء الغربية بـ"الموقف التاريخي".
ورحب نتنياهو أيضاً باتفاق "تاريخي" مع المغرب مشيرا إلى تسيير "رحلات مباشرة" قريبا بين البلدين.
وتحدث العاهل المغربي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأكد أن تدابير التطبيع "لا تمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة". واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن قرار تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل "خطيئة سياسية".