كشفت وسائل إعلام عبرية اليوم الأحد، عن أنّ هناك دولتين ستطبعان العلاقات مع إسرائيل قبل رحيل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، وذلك بعد سلسة من التطبيعات ضمت كلا من الإمارات والبحرين والسودان؛ وأخيرًا المغرب قبل أيام.
يأتي ذلك فيما نظم فلسطينيون وقفة احتجاجية لرفض استئناف المغرب التطبيع مع إسرائيل، معتبرين أن إقدامها على تطبيع العلاقات مع الاحتلال "يعد طعنة للقضية الفلسطينية، وخيانة واستخفافا بحقوق الشعب".
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ هناك اعتقادًا يسود لدى صناع القرار في إسرائيل، بأن سلطنة عمان هي الدولة القادمة التي ستقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بعد المغرب"، مرجحة أن تنضم السعودية إلى المطبعين قبل تداول السلطة في البيت الأبيض".
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه "على الرغم من استياء الرياض من تسريب اللقاء بين ولي العهد محمد بن سلمان ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قبل 3 أسابيع في مدينة نيوم شمال شرق المملكة، فإن السعودية ترغب في أن تسبقها بلدان أخرى إلى التطبيع مع إسرائيل قبل أن تضم هي".
من جانبه، كشف مسؤول إسرائيلي رفيع في القدس، عن أنه "تجرى اتصالات مع دول إسلامية أخرى للتطبيع مع إسرائيل، وفي مقدمتها باكستان وأندونيسيا إلى جانب النيجر ومالي وجيبوتي وموريتانيا وجزر القمر وبروناي وبانجلادش وجمهورية المالديف". بحسب سبوتنيك".
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ذكرت أن "تقديرات إسرائيلية تشير إلى أن هناك دولا عربية وإسلامية في طريقها لتوقيع اتفاق مع تل أبيب، قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، في العشرين من يناير المقبل.
وأكدت يديعوت أن "من بين الدول العربية، سلطنة عمان، وإندونيسيا، التي تعد أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، فضلا عن احتمالية وجود دول أفريقية أخرى ـ لم تسمها الصحيفة.
تنديد فلسطيني
في غضون ذلك، شارك فلسطينيون في قطاع غزة، اليوم، في وقفة، رفضا لقرار السلطات المغربية استئناف التطبيع مع إسرائيل.
وندد المشاركون في الوقفة، التي نظّمتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في مقر المجلس التشريعي بمدينة غزة، بـ"سياسة التطبيع". وقال محمود الزهار، القيادي في "حماس"، في كلمة له إن إقدام المغرب على تطبيع العلاقات مع إسرائيل "يعد طعنة للقضية، وخيانة واستخفافا بحقوق الشعب". وتابع: "كما يعتبر التطبيع مكافأة للاحتلال على جرائمه بحق الشعب، والذي دائما يستغل هذه الصفقات لتصعيد عدوانه على القضية والمسجد الأقصى".
وثمّن الزهار الموقف "المغربي الشعبي الرافض للتطبيع مع الاحتلال"، معتبرا سياسة التطبيع "انحرافا من الأنظّمة المُطبّعة عن القيم وثوابت الأمتين العربية والإسلامية".
ودعا الزهار الشعب "المغربي للتصدي لسياسة التطبيع"، مناشدا "البرلمان المغربي لتجريمه وسن القوانين اللازمة لمحاربته".
تطبيع المغرب صفقة رديئة
وصفت صحيفة زوددويتشه الألمانية صفقة تطبيع المغرب العلاقات مع إسرائيل بالسيئة، مشيرة إلى أنّها تجلب مشاكل أكثر ولا تعتبر بمثابة حل للسلام.
ورأت الصحيفة في تقرير لها تحت عنوان "صفقة رديئة" أنّ رئيس الولايات المتحدة المنتهية ولايته دونالد ترامب بارع في "المقايضة"، لافتة إلى أنّ صفقة تطبيع المغرب الأخيرة مع إسرائيل تبعث رسالة مفادها أنّ الرئيس الجمهوري لا يزال أقوى رجل في العالم برغم قرب انتهاء ولايته.
وأضاف التقرير الذي ترجمه موقع مصر العربية أنّ ترامب وافق على كل طلبات المغرب بشأن الصحراء الغربية، وهي منطقة احتلتها الرباط منذ عام 1975 بشكل ينتهك القانون الدولي، الأمر الذي يستدعي التصعيد.
للمزيد من التفاصيل اقرأ.. صحيفة ألمانية: تطبيع المغرب مع إسرائيل صفقة رديئة
والخميس 10 ديسمبر، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المنتهية ولايته، التوصل إلى "اتفاق تاريخي" لاستئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، في إطار خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، مع اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على منطقة الصحراء الغربية التي تتنازع الرباط وجبهة البوليساريو السيادة عليها.
وتبع ذلك، إعلان العاهل المغربي استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أقرب الآجال، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي.
وشدد العاهل المغربي على أن ذلك "لا يمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط.
وبدأ المغرب مع إسرائيل، علاقات على مستوى منخفض عام 1993 بعد التوصل لاتفاقية "أوسلو"، لكن الرباط جمدتها بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وتحديدا عام 2002.
وبإعلان الرباط، يكون المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع إسرائيل إثر قطع موريتانيا علاقاتها مع تل أبيب في 2010، وهو ما يعتبر اختراقا إسرائيليا لافتا لمنطقة المغرب العربي.
كما سيصبح المغرب رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع إسرائيل خلال العام 2020؛ بعد الإمارات والبحرين والسودان.