قطع رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك زيارته للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بعد ساعات من وصوله لإثيوبيا ولقائه برئيس الوزراء آبي أحمد، وهو ما أثار تساؤلات عدة.
الإعلام السوداني اختلفت رواياته حول الإنهاء المفاجئ للزيارة، فالبعض قال إن الاجتماعات كانت سريعة، وحدث توافق كبير في القضايا التي نُوقشت، لذا كانت العودة سريعة.
في حين ربط البعض إنهاء الزيارة قبل وقتها المقرر وبين اجتماع مهم كان مقررا عقده أمس في الخرطوم بحضور حمدوك لحسم الخلاف مع المجلس السيادي حول تكوين مجلس شركاء الحكم.
بينما أرجع البعض سبب اختصار الزيارة إلى التوقيت الخطأ في ظل الأوضاع التي تعيشها إثيوبيا، وإثارة قضايا حساسة تضر بشعبية آبي أحمد الذي يحتاج إلى رأي عام داخلي مساند له أكثر من أي وقت مضى وهو يخوض حربه مع إقليم تيجراي.
وقبل ساعات، قطع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، زيارته إلى إثيوبيا بعد لقائه نظيره آبي أحمد، اتفقا فيها على الدعوة لقمة عاجلة لـ"إيجاد" وترسيم حدود البلدين.
وعاد رئيس الوزراء إلى الخرطوم بعد زيارة قصيرة إلى إثيوبيا، كان مجلس الوزراء قد قال إنها ستمتد ليومين، وشارك فيها وفد أمني رفيع المستوى.
وقال السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء، البراق النزير الوراق، لوسائل إعلام سودانية: "الزيارة كانت مثمرة، وأدت غرضها بالكامل، حيث تم حسم جميع الملفات في وقت وجيز".
وأضاف: "الاجتماعات كانت سريعة، وحدث توافق كبير في القضايا التي نُوقشت، لذا كانت العودة السريعة".
وربطت مصادر أخرى بين إنهاء الزيارة قبل وقتها المقرر وبين اجتماع مهم ينتظر عقده اليوم لحسم الخلاف حول تكوين مجلس شركاء الحكومة.
ولكن مصدراً في مجلس الوزراء رفض ذكر اسمه، كشف كواليس الزيارة وسبب قطع حمدوك لها.
وأكد أن الزيارة كان من المفترض أن تستمر ليومين وأن يتناول رئيس الوزراء السوداني في اليوم الأول مع نظيره الإثيوبي ملفات سد النهضة وترسيم الحدود وأزمة إقليم تيجراي، على أن يخصص اليوم الثاني لزيارات بروتوكولية في العاصمة الإثيوبية.
وأضاف أن ملفي سد النهضة والحدود حسما في جلسة خاصة وسريعة أعلن السودان بعدها عودته للمفاوضات، إلا أن ملف تيجراي ومحاولات حمدوك للوساطة فيه قوبل بتعنت ورفض شديدين من قبل رئيس الوزراء الإثيوبي.
وذكر المصدر أن رئيس الوزراء السوداني دُهش لموقف نظيره الإثيوبي، وفضل عدم مواصلة الزيارة.
على الجانب الآخر، كشف مجلس الوزراء، في بيان، عن اتفاق السودان وإثيوبيا على عدة ملفات منها استئناف عمل لجنة الحدود واستئناف مفاوضات سد النهضة خلال الأسبوع القادم، إضافة إلى اتفاقهما على عقد قمة عاجلة لإيجاد".
وقاطع السودان في 21 نوفمبر الفائت، جولة تفاوض حول سد النهضة برعاية الاتحاد الأفريقي، مطالبًا بتغيير منهجية المباحثات وذلك بمنح الخبراء دور تقريب وجهات النظر بينه ومصر وإثيوبيا.
وظل ملف ترسيم الحدود بين السودان وإثيوبيا، غير محسوم سنوات طوالٍ، على الرغم من أحاديث قادة البلدين بأنهما اتفقا على رسم الحدود، حيث يتبقى فقط وضع العلامات الحدودية.
وقال مجلس الوزراء إن زيارة حمدوك إلى إثيوبيا "بحثت مختلف القضايا الإنسانية والاقتصادية والسياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك على الساحة الإقليمية".
ورافق رئيس الوزراء في زيارته القصيرة وزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول ركن جمال عبد المجيد، ونائب رئيس هيئة أركان قوات الشعب المسلحة للعمليات الفريق ركن خالد عابدين الشامي، ومدير هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء ركن ياسر محمد عثمان.
واندلعت أزمة مؤخرا بين التيجراي والحكومة الإثيوبية، بموجبها أعلنت الأخيرة فيها عملية عسكرية ضد الإقليم، انتهت قبل أسبوع.
وكانت شرارة القتال قد اندلعت، في 4 نوفمبر 2020، بين الجيش الإثيوبي والقوات الموالية للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، وفر زعماء الجبهة الشعبية، الذين ظلوا يتمتعون بدعم شعبي قوي على مدى سنوات في الإقليم، إلى الجبال المحيطة بالإقليم.
وتتهم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، رئيس الوزراء الإثيوبي، بمحاولة توسيع سلطته الشخصية على حساب أقاليم إثيوبيا العشرة، فيما نفي آبي أحمد ذلك، ووصف أعضاء الجبهة بأنهم "مجرمون تمردوا على السلطة الاتحادية، وهاجموا قاعدة عسكرية".
وهيمنت الجبهة على الحياة السياسية في إثيوبيا لنحو 3 عقود، قبل أن يصل آبي أحمد إلى السلطة عام 2018، ليصبح أول رئيس وزراء من عرقية "أورومو" البالغ عددهم نحو 108 ملايين.
على الجانب الإنساني، فقد فر الآلاف من الإثيوبيين إلى الحدود الإثيوبية- السودانية هربا من جحيم الحرب.