كان لعام 2020 تأثير سلبي على العديد من الصناعات والمهن، في ظل مواجهة انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، ومن بين تلك الصناعات نشر وتوزيع وبيع الكتاب الورقي.
رصد موقع "مصر العربية" رأي بعض الناشرين، الذي تأثر عملهم بشكل مباشر بجائحة كورونا خلال العام الذي يستعد للرحيل.
قال خالد عدلي، صاحب ومدير دار المثقف للنشر والتوزيع، وعضو لجنتي الإعلام والمعارض الداخلية باتحاد الناشرين المصري، إن بعض المهن بعينها كانت الأكثر تأثرًا بفيروس كورونا منها النشر الذي توقف تماما وتأثر بتوقف معارض الكتب.
وأوضح "عدلي" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" أن معارض الكتب تعتبر شريان الدم الرئيسي لدور النشر؛ لأنها تعتبر طريقة البيع المباشر الوحيدة لدور النشر، بدلا من المكتبات التيتكون دورة النشر بها طويلة قد تصل إلى 6 أشهر.
واستطرد "عدلي" قائلا: وتأجيل معرض القاهرة الدولي للكتاب كان بمثابة الضربة القاضية للنشر، ولكن اتحاد الناشرين يقوم بدور مهم، حيث نسعى لإنشاء المعارض الداخلية باتخاذ كافة الدابير الاحترازية في بعض الأماكن لإخراج الناشرين من الكبوة الكبيرة.
ووصف فتحي المزين، مدير دار ليان للنشر والتوزيع عام 2020 بالكابوس على عالم النشر على المستوى الثقافى والاقتصادي؛ نظراً لحالة الإغلاق التى طالت المكتبات المصرية والعربية، وإلغاء المعارض المحلية والدولية فى ظل غياب دعم الدولة لقطاع النشر وإنشغالها بمواجهة تداعيات فيروس كوورنا على القطاعات الأخرى.
وواصل "المزين" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" أن الناشرين فى انتظار انفراجة فتح المعارض الدولية مرة أخرى فى 2021 ، مع التأكيد أن البيع أون لاين لا يحقق عشرة فى المية من المبيعات التقليدية فى المعارض المختلفة، معتقدًا أنه ستكون هناك موجة نشر محترمة عندما تزول تداعيات فيرووس كوورنا .
ورأى أحمد سعيد عبد المنعم مدير دار منشورات الربيع أن تأثير هذا العام على صناعة النشر قد يكون كارثيا من زاوية ومفيدا من زاوية أخرى، حيث أن المنطقة العربية تشهد تأخرا في اللحاق بمستحدثات الصناعة في العالم كله، وفي الوقت نفسه مقيدة بترهلات الماضي الموروثة.
وأشار "عبد المنعم" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" إلى أن العالم يسير نحو تخفيف الإجراءات الروتينية، وتقليل تدخل العامل البشري والتخلص من العمالة الزائدة، وينحو باتجاه الرقمنة والتوسع في نقل الصناعة للديجيتال. بعمل صيغ إلكترونية وصوتية من الكتب. وتوفير منصات إلكترونية لبيع وتوصيل الكتب الورقية المطبوعة.
وأكمل "عبد المنعم" قائلا : صحيح أن المعارض التقليدية تم إلغاؤها لكن في ذلك فرصة لإعادة النظر في وضع الصناعة هل يستقيم أن يعتمد فقط على المعارض السنوية بكل دولة؟، ولماذا تحولت حركة بيع الكتب في كل دولة لنشاط سنوي!، وهذه الأمور ينبغي أن يدرسها اتحاد الناشرين المصريين والعرب ويقدموا لنا وللمجتمع نتائج وتوصيات لما بعد 2020 وما بعد كوفيد 19.
وتابع "عبد المنعم" قائلا : في الحقيقة لا أعتقد أن وزارة الثقافة قد فطنت لأي دور ينبغي أن تقوم به، ربما لعدم قدرة القائمين عليها على إدراك ما هي مهنة النشر وما يدور في العالم حولنا من تحركات لدعم صناعة بهذه الأهمية. ناهيك عن استيعابهم لدور هذه الصناعة في المجتمع.
وأضاف "عبد المنعم" بأن الخلاصة فهذا العام يمثل وقفة لاستخلاص أسباب المعاناة الكبيرة للناشرين، وكيف يمكن الانتقال لمرحلة أكثر مهنية وتطورا في تطويع المستحدثات الرقمية لخدمة صناعة الكتاب بدلا من أن تهدد وجودها.
ومن جانبه أخبرنا الناشر علي عبد المنعم، رئيس لجنة التطوير المهني باتحاد الناشرين المصريين، أن الاتحاد أجرى استبيان خاص بمنافذ بيع الكتب الورقية داخل السوق المصري خاصة في ظل مواجهة انتشار جائحة الكورونا شارك فيه عدد 51 مكتبة.
وأوضح عبد المنعم أن أكثر من نصف العينة (32) مكتبة أكدوا أن توزيع وبيع الكتاب الورقي تأثر بنسب تتراوح بين 50- 75% من المبيعات، وأشارت بقية العينة إلى أن نسبة الانخفاض في المبيعات والتوزيع للكتب تراوح بين أقل من 10 إلى 50% لدى 18 مكتبة.
وأكد الاستبيان أن هذه النسبة تشير إلى أن حركة مبيعات الكتب تواجه مأزق فعلي في وقت انتشار جائحة كورونا وما زالت، وأن لابد من أن يقوم اتحاد الناشرين بعقد مجموعة من الندوات التي تخصص لمساعدة الناشرين على زيادة مبيعاتهم وبطرق متعددة.