عادت حالة الذعر والقلق تسيطر على رواد مواقع التواصل الاجتماعي في ظل الإعلان عن سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد، أسرع انتشارا وأكثر خطورة حسبما كشف علماء الأوبئة حول العالم، وهو ما ظهرت معه مطالب بوقف رحلات الطيران مع بعض الدول ذات معدلات الإصابة العالية، وإغلاق المدارس والجامعات، وتطبيق نظام الأبحاث بدلا من الامتحانات.
وقررت العديد من الدول مؤخرا حظر السفر من وإلى دول أخرى على رأسها بريطانيا، التي حذرت من أن السلالة الجديدة من كورونا قد خرجت عن السيطرة على أراضيها.
كما جرى تسجيل حالات بسلالة كورونا الجديدة خارج الأراضي البريطانية، منها الدنمارك وهولندا وأستراليا، فيما رجح مسؤول بوزارة الصحة والسكان المصرية وجود حالات مصابة بالسلالة الجديدة في مصر، ولكنه حتى الآن لم يتم دراسة الأمر.
هاشتاجات بالمطالب
ومع إعلان بريطانيا خروج السلالة الجديدة من كورونا عن السيطرة، وإغلاق عدد من الدول مطارات، انتشرت هاشتاجات على مواقع التواصل الاجتماعي، تحمل استغاثات للرئيس عبد الفتاح السيسي لإغلاق المدارس والجامعات وتطبيق نظام الأبحاث بدلا من الامتحانات، وحظر الطيران مع دول أوروبا.
وانتشر عبر تويتر هاشتاج "استغاثة للرئيس السيسي.. صحتنا أهم من التعليم"، وآخر "إلغاء الدراسة"، و"تطبيق نظام الأبحاث"، "يوسف فياض مات".
وعلقت رباب عزام، عبر موقع فيس بوك: "من رأيي لازم وزارتي البحث العلمي والتعليم العالي، والتربية والتعليم، تتجه للأبحاث بديلا عن الامتحانات هذا العام في ترميه، مفيش حل تاني".
وأضافت: "الخطر قائم في السيناريو الأول بذهابهم لتأدية الامتحان داخل المدرسة، وقائم في السيناريو التاني بردوا بخصوص تأديتها أونلاين واحنا عارفين أن الدراسة واقعة لا حد مستوعب ولا حد قادر يذاكر ولا فيه أعصاب ولا تعليم، استغلوا الفرصة وعلموا العيال حتى ازاي يعملوا بحث علمي".
قرارات "وزير التعليم"
فيما أكد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إنه لا تعطيل للدراسة في جمهورية مصر العربية وإنما إجراءات لحماية أبنائنا ومعلمينا واستكمال المحتوى التعليمي وإتمام التقييم العادل، مشددا على أن الفصل الدراسي الأول مستمر وفق الخريطة الزمنية المعلنة.
وأضاف الوزير، عبر حسابه على موقع فيس بوك، أن التدريس مستمر حتى ١٠ يناير ٢٠٢١ ثم يتم جدولة الامتحانات للصفوف المختلفة من ١٠ يناير حتى ٥ فبراير ٢٠٢.
وبالأمس أصدر الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، عددًا من القرارات الجديدة المتعلقة بالدراسة خلال الفترة المقبلة، إذ أكد أن الوزارة تحاول أن تقوم بعمل توازن بين الحفاظ على أفراد المنظومة التعليمية مع استكمال العام الدراسي، لافتًا إلى أنَّ هذا التوازن ليس سهلًا.
وتمثلت أبرز قرارات وزير التربية والتعليم فيما يلي :
- عدم احتساب الأيام الباقية من الفصل الدراسي الأول ضمن أيام الغياب، لمن يرغب فى ذلك، مع استمرار فتح المدارس أمام الطلاب الراغبين في الحضور واستمرار العمل بمجموعات التقوية.
- على المدرسة توجيه الطلاب من الصف الرابع الابتدائي وحتى الصف الثالث الإعدادي لمتابعة قناة مدرستنا (1)، وطلاب المرحلة الثانوية لمتابعة قناة مدرستنا (2) وإعلامهم بمواعيد بث القنوات التعليمية لمتابعة مراجعة المناهج الخاصة بهم، بالإضافة إلى مساعدتهم فى الدخول على المنصات الرقمية الخاصة بهم.
-استمرار الدراسة لمدة ثلاث أسابيع من اليوم، على أن تكون امتحانات الفصل الدراسي الأول لصفوف النقل بدءًا من يوم الأحد الموافق 10 يناير 2021 وحتى نهاية الفصل الدراسى الأول ليكون هناك مساحة كافية لإعداد جداول امتحانية تتيح تطبيق الإجراءات الاحترازية من خلال التباعد الاجتماعي بين الصفوف.
- يكون تقييم الطلاب طبقًا لمحتوى المقرر حتى نهاية الفصل الدراسي الأول كاملًا من خلال اختبار تحريرى وفق مواصفات الورقة الامتحانية المعدة لذلك سلفًا بلجان امتحانية مراقبة ومؤمنة، من الصف الرابع الابتدائي وحتى الصف الثاني الإعدادي تُعقد الامتحانات على مستوى المدرسة، والصف الثالث الإعدادي تُعقد الامتحانات على مستوى المديرية، وتعقد امتحانات الصفين الأول والثاني الثانوى إلكترونيًا حسب جدول سوف تعلنه الوزارة لاحقًا.
- إتاحة دليل المعلم للصفوف من (KG1 وحتى الصف الثالث الابتدائى) على الموقع الرسمى للوزارة حتى يسترشد به أولياء الأمور الراغبين فى مساعدة أبنائهم الراغبين فى البقاء بالمنزل.
5 مطالب
وقال عمرو بدر، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن هناك حالة من التراخي الغريب في مصر في مواجهة الفيروس القاتل، بحد وصفه، مشددا على أن هناك عدة مطالب لابد من تحقيقها بشكل عاجل حتى لا يتفشى الفيروس في البلاد.
والمطالب التي ذكرها بدر شملت :
-إغلاق الطيران مع دول أوروبا مؤقتا "لمدة أسبوعين بشكل مبدئي" لفهم تفاصيل أكثر عن سلالة الفيروس الجديدة.
- إلزام المواطنين بشكل حاسم وبدون تأخير بارتداء الكمامة في المواصلات العامة والسوبر ماركت والأسواق والمحلات وأماكن العمل، وغيرها من أماكن التزاحم.
- تقليل الكثافة في المؤسسات والهيئات المختلفة بأقصى درجة ممكنة والعودة للعمل أون لاين ومن المنزل قدر المستطاع.
-وقف كافة التجمعات بشكل نهائي وحاسم: العزاءات والأفراح والحفلات والمؤتمرات والمناسبات الاجتماعية.
-وقف الدراسة بالمدارس والجامعات بشكل عاجل.
وأوضح بدر أن هذا هو الحد الأدنى المطلوب من الدولة، منوها إلى أنه أيضا مطلوب من المواطنين نشر الوعي والمساعدة قدر المستطاع، والالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي.
غلق المطار
وفي سياق متصل حذر محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، من ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا، وتأثير استمرار فتح المجال الجوي أمام دول أوروبا في ظل انتشار السلالة الجديدة من فيروس كورونا.
ولفت فؤاد، عبر حسابه على موقع فيس بوك، إلى أن السعودية ودول أوروبا علقت الطيران، مطالبا الحكومة المصرية باتخاذ قرار مماثل وإعلان غلق المطارات أمام دول أوروبا.
وانتقد الإعلامي محمد علي خير، تعامل وزارة الصحة مع فيروس كورونا، قائلا :"كل الاحتمالات واردة للاسف. تحور جديد لفيروس الكورونا يقضي علي امال البشرية بأن يكون عام 2021 خاليا من كورونا، علينا جميعا ان نتعامل مع الواقع رغم قسوته".
وأضاف خير، عبر حسابه على موقع فيس بوك:"الفيروس يتوطن في كوكبنا ويتحور اي ينتج سلالات جديدة منه دون ان يقابلها مصل شاف، أوروبا كلها مغلقة والعالم يتجه للاغلاق، نحن نعيش فعلا مع وباء قاتل ونحن لا نهتم، موجة ثانية اكثر قسوة وانتشارا من الاولي".
وتابع: "للاسف الوضع لا يحتاج تهوين.. الاقربون والمقربون اصابهم الوباء..هنا لا تحدثني عن الاقتصاد.. بل حدثني عن النجاة، لله الامر من قبل ومن بعد".
وعلق الصحفي محمد علاء :"سلالة طفرة كورونا الجديدة ظهرت في بريطانيا من أيام، وجنوب إفريقيا إمبارح، وإيطاليا النهاردة، أغلب دول العالم وقفوا الطيران مع بريطانيا، بؤرة انتشار السلالة الجديدة. والسعودية منعت دخول الوافدين برا وبحرا وجوا، ممكن نقفل على نفسنا قبل ما نكرر تاني سيناريو باخرة الأقصر والسائحة التايلندية؟".
وقالت نيرمين على، إحدى مستخدمي موقع فيس بوك :"السعودية تغلق المعابر البرية والبحرية اسبوع قابلة للتجديد بسبب سلالة كورونا الجديدة المرحلة اللى جايه شاكلها صعبة، ارجو الحظر للجميع، ياريت نلحق قبل فوات الاوان، امريكا قفلت الطيران بينها وبين تركيا وانجلترا وكل اوروبا".
وعلقت هديرالقاضي، إحدى مستخدمي موقع فيس بوك: "بريطانيا الأن بمثابة البؤرة الجديدة لتفشي سلالة الفيروس الجديد، والدول الأوروبية تعلن تعليق الطيران من وإلى بريطانيا.. إلا إحنا طبعا هنتأخر في اتخاذ القرار".
مصر للطيران ترد
وفي الوقت الذي أعلنت فيه بعض الدول حظر الطيران من وإلى بريطانيا بعد إعلانها خروج السلالة الجديدة من فيروس كورونا من تحت سيطرتها، أكد كابتن طيار رشدي زكريا، رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، استمرار تشغيل الرحلات من مصر إلى المملكة المتحدة.
وقال رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، خلال مداخلة مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج على مسئوليتي المذاع عبر فضائية صدى البلد، إنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية سواء ارتداء الماسك أو التباعد أو تقليل التعامل البشري مع الركاب وإصدار بطاقات الصعود بطريقة آلية.
وأكد أن الشركة مستمرة في التشغيل لحين صدور تعليمات من الدولة بإيقاف الطيران إلى المملكة المتحدة، لافتا إلى أن "مصر للطيران" تستقبل طائرة يوميا من بريطانيا وطائرتين خلال 4 أيام من الأسبوع.
وشدد على أن عدم إيقاف الطيران مع بريطانيا لا علاقة له بالخسارة أو المكسب، موضحا :"إذا كان التشغيل لا يعرض سلامة الركاب للخطر فنحن مستمرون في التشغيل لحين صدور تعليمات من الدولة".
وقف الطيران مع السعودية
وأعلنت شركة مصر للطيران، عبر الصحفة الرسمية له عبر مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وقف تعليق رحلات الطيران المغادرة والقادمة من وإلى السعودية ابتدءً من اليوم الإثنين الموافق 21 ديسمبر 2020 ولمدة أسبوع على خلفية ظهور سلالة كورونا الجديدة في بريطانيا.
وأكدت الشركة، أن قرار وقف الرحلات من وإلى السعودية لمدة إسبوع قابل للتجديد، موضحة أن ذلك جاء بناء على التعليمات الصادرة عن الهيئة العامة للطيران المدني السعودي بشأن تعليق جميع الرحلات الجوية الدولية المغادرة والقادمة من وإلى المملكة ابتدءً من اليوم الاثنين.
وأعلنت الرياض تعليق الرحلات الجوية وإغلاق الحدود البرية والبحرية لمدة اسبوع قابلة للتجديد، على خلفية ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد في بريطانيا.