بعد جولة واسعة النطاق على المهرجانات الدولية، يشهد حفل الأوسكار 93، الذي ينطلق في الأحد 25 أبريل المقبل 2021، في هوليوود بمدينة لوس أنجلوس، منافسة قوية للعرب على جائزة أفضل فيلم روائي أجنبي.
وانضمت المملكة العربية السعودية، مؤخرًا للقائمة، وكشفت الشركة المنتجة للفيلم السعودى "سيدة البحر" عن اختياره ليمثل المملكة العربية السعودية في جوائز الأوسكار 2021، ضمن فئة "أفضل فيلم روائي أجنبي".
فيلم "سيدة البحر" تدور أحداثه في إطار أسطوري وصورت مشاهده بالأبيض والأسود، ويستكشف قضية التغيير الواقع على دور المرأة في المجتمع من خلال قصة خيالية لفتاة صغيرة تقرر اختيار مصيرها بنفسها فتتحدى التقاليد التي تتبعها قريتها، والتي تتمثل في تقديم الإناث من أطفالهم لمخلوقات غريبة تعيش في المياه المجاورة.
صورت أحداث الفيلم في سلطنة عمان، وهو من تأليف وإخراج المخرجة السعودية شهد أمين، ومن إنتاج شركة "إيمج نيشن أبوظبي" وشارك في الإنتاج كل من بول ميلر وستيفن ستراكان من شركة "فيلم سوليوشنز ، ورولا ناصر من شركة "إماجيناريوم فيلمز"، بالتعاون مع المنتجين التنفيذيين محمد الدراجي وماجد الأنصاري, ويقوم ببطولته بسيمة حجّار في دور حياة و أشرف برهوم و يعقوب الفرحان و فاطمة الطائي.
عُرض الفيلم لأول مرة في عام 2019 خلال فعاليات أسبوع مهرجان البندقية السينمائي الدولي، وحصد جائرة فيرونا السينمائي للفيلم الأكثر إبداعًا، وبعدها عُرض الفيلم في أكثر من 10 مهرجانات حول العالم منها في لندن ولوس أنجلوس وقرطاج والقاهرة.
نال الفيلم جائزة سوذرلاند في مهرجان لندن السينمائي 2019، والتانيت البرونزي في أيام قرطاج السينمائية 2019، وجائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج في مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف 2019، وأفضل فيلم آسيوي، مهرجان سنغافورة السينمائي الدولي 30.
وينضم "سيدة البحر" إلى قائمة الأفلام العربية التي رشحتها بلادها للمنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي، منها، "ستموت في العشرين" من السودان، و"200 متر" من الأردن، و"غزة مونامور" من فلسطين.
"معجرة القديس المجهول"
يمثل فيلم "معجزة القديس المجهول" للمخرج علاء الدين الجم، دولة المغرب في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.
يتناول الفيلم قصة لص يختبئ في الجبال بعد أن سرق قدرًا كبيرًا من المال قام بدفنه في مكان آمن بمنطقة صحراوية وأقام عليه بناء على شكل قبر قبل أن يقع في يد الشرطة.
لكن الأمور تأخذ بعدًا آخر عندما يخرج من السجن ويكتشف أن القبر تحول إلى ضريح يزوره العديد من المرضى طلبا للشفاء.
يعالج فيلم "معجزة القديس المجهول"، من العديد من القضايا التي يتداخل فيها الديني بالاجتماعي عبر قالب خيالي كوميدي يخفف من حدة تناول المقدس في المجتمع المغربي. ولم يغفل الفيلم تفاصيل يوميات المغربي البسيط داخل المغرب العميق البعيد عن المركز، حيث الفقر وغياب البنيات التحتية، وسيادة العرف، والتعلق بالأولياء حتى لو كانوا قبرا مجهولا لا يعرف له أصل.
قال المركز السينمائي المغربي، إن لجنة الاختيار ترأسها الصحفي والناقد السينمائي بلال مرميد وضمت في عضويتها المنتج والمخرج جمال السويسي، والمنتجة والمخرجة جيهان البحار، والممثلة آمال عيوش، والمخرج غالي غريميش إضافة إلى مندوب عن المركز.
لبنان.. المفاتيح المكسورة
كشفت وزارة الثقافة اللبنانية، عن الفيلم الذي سيمثل لبنان رسميًا، بالنسخة 93، والتنافس في فئة الفيلم الأجنبي. وقرّرت اللجنة المكونة من خبراء ومخرجين وناقدين سينمائيين ومدير عام الثقافة اختيار فيلم "Broken Keys" للمخرج جيمي كيروز، وذلك بعد مشاهدتها جميع الأفلام التي قدمت ترشيحها.
يروي الفيلم قصة كريم الذي يرغب في الهجرة ومغادرة القرية المنكوبة التي يقيم بها، ليجد نفسه أمام حلّ وحيد وهو بيع البيانو الخاص به، ويدخل في صراع نفسي بين حبه للموسيقى ورغبته في الهجرة.
مصر.. والرومانسية
تخوض مصر المنافسة في الأوسكار النسخة الـ 93، ضمن فئة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، بفيلم "لما بنتولد".
وقال الناقد مجدي الطيب، عبر حسابه الشخصي على موقع "فيسبوك": "فيلم (لما بنتولد) إخراج تامر عزت، هو الفيلم الذي يمثل السينما المصرية في مسابقة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية.. مبروك للمنتج معتز عبد الوهاب".
تدور أحداث الفيلم في إطار رومانسي غنائي، ويحتوي الفيلم على تسع أغنيات تقوم بربط أحداث حكايات منفصلة لثلاث شخصيات شابة. كما يتعرض الفيلم لبعض القضايا الاجتماعية التي تمس الشباب من خلال حياة الشخصيات وأحلامهم والتحديات التي تواجههم.
ويتناول الفيلم 3 قصص مختلفة لكل قصة موضوعها الخاص، ومن ضمنهما قصة شاب يبحث عن الهجرة إلى الخارج مع رفض الأب لتلك الرغبة، ليحاول طوال الأحداث إقناعه إلى أن تحدث مفاجأة تجعله يغير طريقة تفكيره تمامًا. كما يحكي الفيلم قصة فتاة مسيحية، تخوض تجربة عاطفية مع شاب مسلم، ليقابلوا من خلال ذلك العديد من العقبات التي ستتحول لشكل واقعي في آخر الأحداث.
فيلم "لما بنتولد" يعتمد على البطولة الشبابية ويضم من الفنانين عمرو عابد، ابتهال الصريطى، أمير عيد، بسنت شوقى، دانا حمدان، محمد حاتم، سلمى حسن، حنان سليمان وضيف شرف سامح الصريطى وتأليف الراحلة نادين شمس فى آخر سيناريوهاتها، وإخراج تامر عزت وكلمات وألحان الأغاني أمير عيد موسيقى وتوزيع الاغاني شريف الهواري.
يشار إلى أن، فيلم "لما بنتولد" حصد جائزتين في مهرجان مالمو للسينما العربية، في دورته العاشرة، وحصل الفنان محمد حاتم على جائزة أفضل ممثل، وحصلت المؤلفة نادين شمس على جائزة أفضل سيناريو.
الأردن.. قصة إنسانية
أعلنت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، اختيار لجنة من الخبراء فيلم "200 متر" إخراج وكتابة أمين نايفة، للترشح والمنافسة على جوائز الأوسكار.
يحكي فيلم "200 متر" قصة مصطفى وزوجته، القادمين من قريتين فلسطينتين، يفصل بينهما جدار عازل، ورغم أن المسافة بين القريتين لا تزيد على 200 متر يفرض وجود الحاجز تحديًا على الزوجين حين يدخل ابنهما إلى المستشفى ويُمنع مصطفى من الوصول إليه.
لحظتها تتحول رحلة الـ200 متر إلى أوديسا مُرعبة، حيث يتلقى مصطفى مكالمة هاتفية مفادها أن ابنه تعرض لحادث وهو فى المستشفى، ليسرع ا لعبور نقطة التفتيش الإسرائيلية، وتتحول رحلة الـ 200 متر الى ملحمة ينضم اليها مسافرون آخرون مصممون جميعا على عبور الحاجز.
يتناول الفيلم القضية الفلسطينية، من خلال أسلوب نايفة التلميحي المتمثل في المقاطع المذهلة التي تحكي جانبًا من مأساة الفلسطيني على أرضه، كما يقدم الفيلم صورة قوية مؤثرة تمس قلب المُشاهد إنسانيًا، بغض النظر عن جنسيته أو وطنه.
فلسطين.. غزة مونامور
ورشحت لجنة اختيار الأفلام الفلسطينية، فيلم "غزة مونامور" للمخرجين طرزان وعرب ناصر، وهما شقيقان توأم حملت أفلامهما الأولى توقيعهما كـ"أحمد أبو ناصر" و"محمد أبو ناصر"، ومدة الفيلم 87 دقيقة.
يحمل الفيلم باللغة الفرنسية اسم "Gaza Mon Amour"، وفضل صناعه الاحتفاظ به في كتابته باللغة العربية، بدلاً من ترجمته إلى "غزة حبيبتي"، فيما كان العرض الأول للفيلم في مهرجان فينيسيا السينمائي، سبتمبر الماضي.
الفيلم بطولة سليم ضو، هيام عباس، مايسة عبد الهادي، منال عوض، مجد عيد وحمادة عطالله، وتم تنفيذ الفيلم بتمويل فلسطيني- فرنسي- ألماني- برتغالي- قطري مشترك.
تدور أحداث الفيلم حول عيسى، الصياد البالغ من العمر 60 سنة، الذي يقع في حب سهام التي تعمل في السوق مع ابنتها ليلى، لكنه يتردد في مصارحتها بمشاعره، لكن الأحداث تتغير حين يعثر عيسى أثناء الصيد على تمثال "أبوللو" الإغريقي، وبعد أن يخفيه يشعر أن حياته ستتغير ويقرر مصارحة سهام بحقيقة مشاعره.
وحصد صناع الفيلم عددا من الجوائز، من بينها جائزة أفضل فيلم آسيوى في مهرجان تورنتو، وأفضل نص سينمائي وثاني أفضل فيلم في مهرجان بلد الوليد بإسبانيا، إلى جانب فوز سليم ضو بجائزة أفضل ممثل في مهرجان البرتقالة الذهبية- أنطاليا للأفلام العالمية.
ستموت في العشرين
اختار السودان، ممثلًا في وزارة الثقافة، فيلم "ستموت في العشرين" لتمثيله في مسابقة الأوسكار كمرشح السودان لجائزة أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة 93 في فئة أفضل فيلم روائي أجنبي.
وفيلم "ستموت في العشرين" من إنتاج السودان ومصر وإخراج أمجد أبو العلاء، وحصل على العديد من الجوائز العالمية في مهرجانات دولية، وذلك بعد حصوله على منحة تطوير بصندوق اتصال بمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية.
وشارك في مهرجان فينيسيا ومهرجان الجونة وفاز بجائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم طويل.
كما عرض أيضًا في مهرجان مومباي السينمائي ومهرجان أيام قرطاج السينمائية وعدد كبير من المهرجانات الأخرى، وحصد من خلالها جوائز عدة، ومؤخرا تم عرضه في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورته التاسعة بحضور عدد من أبطاله.
فيلم "ستموت في العشرين" مأخوذ عن مجموعة قصصية "النوم عند قدمي الجبل" للكاتب السوداني حمور زياد الفائز بجائزة نجيب محفوظ الأدبية، وهو أول فيلم روائي طويل للمخرج أمجد أبو العلا الذي شاركه في كتابة العمل مع الكاتب الإماراتي يوسف إبراهيم، ويشارك في بطولته إسلام مبارك، ومصطفى شحاتة، ومازن أحمد، وبثينة خالد، وطلال عفيفي، ومحمود السراج وبونا خالد.
الرجل الذي باع ظهره
رشحت تونس فيلم "الرجل الذي باع ظهره" من إخراج كوثر بن هنية للمنافسة على جائزة أوسكار، لأفضل فيلم أجنبي في الدورة 93 للجائزة الأشهر عالميًا بمجال السينما.
الفيلم من بطولة يحيى مهايني، وديا ليان، كما شاركت فيه الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي، وعرض لأول مرة في مهرجان "البندقية" السينمائي قبل أن يحصد العديد من الجوائز لاحقا في مهرجانات مختلفة حول العالم.
وقالت وزارة الشؤون الثقافية في تونس: "يلبي هذا الفيلم جميع المعايير الأهلية كما هو مذكور في قواعد الترشح التي نشرتها أكاديمية الأوسكار".
هليوبوليس
وقع اختيار الجزائر، على فيلم "هليوبوليس" لكي تنافس به في فئة "أفضل فيلم أجنبي".
ويعد الفيلم من إخراج جعفر قاسم، ومن إنتاج المركز الجزائري لتطوير السينما، التابع لوزارة الثقافة والفنون، ومن بطولة عزيز بوكروني ومهدي رمضاني وفضيل عسول، إلى جانب عدد من الممثلين الفرنسيين.
وتدور أحداث الفيلم في حقبة الأربعينات من القرن الماضي في بلدة هليوبوليس بولاية قالمة في شمال شرق الجزائر، وما تعرضت له هذه البلدة على يد الاستعمار الفرنسي.
وتم الانتهاء من تصوير الفيلم وتجهيزه قبل عدة أشهر، ولم يعرض حتى الآن في دور السينما، كما لم يشارك في أي مهرجانات سينمائية بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد عالميا.
وتشترط أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية أن يكون الفيلم المنافس بفئة "أفضل فيلم أجنبي" قد عرض لمدة أسبوع على الأقل بدور السينما، وهو ما يفرض على الجهات الرسمية الجزائرية عرض "هليوبوليس" جماهيريًا قبل نهاية العام الحالي.
ومن المنتظر بدء التصويت الأولي على الأفلام المرشحة في فبراير 2021، على أن تبدأ الجولة الثانية من التصويت في مارس.
ويقام حفل إعلان وتوزيع جوائز أكاديمية علوم وفنون السينما في الولايات المتحدة "أوسكار" يوم الأحد 25 أبريل 2021، بمدينة لوس أنجلوس في كاليفورنيا، بعدما تمَّ تأجيلها جرّاء انتشار الوباء العالم