فيديو| رغم عرضه دوليًا.. السودان يمنع عرض «ستموت في العشرين»

فيلم "ستموت في العشرين"

حفاوة شديدة وترحيب دولي استقبل بها فيلم "ستموت في العشرين"، لتقتنص السينما السودانية الجوائز في المهرجانات، ليتوج بـ"أسد المستقبل" في مهرجان فينيسيا، ونجمة "الجونة" الذهبية لأفضل فيلم طويل، وجائزة الاتحاد الدولي للنقاد لأفضل فيلم في المسابقة الرسمية بمهرجان "قرطاج".

 

ورغم عروض الفيلم في سينمات العالم إلى جانب المهرجانات، لم يلق الفيلم نفس الترحيب في موطنه، ليمنع من العرض في السودان، التي تقف عائقًا أمامه لتحقيق هدفين، الأول: مشاهدة جمهور السودان لفيلم يعبر عنهم، والثاني: عدم القدرة للوصول إلى الأوسكار والتي تشترط عرض الفيلم جماهيريًا في سينمات دولته.

 

وكشف أمجد أبوالعلا، مخرج فيلم "ستموت في العشرين" عن سبب منع عرضه في السودان.  

وأبدى أبو العلا، حزنه لذلك، رغم عرض الفيلم عبر منصة "نتفليكس" العالمية، وقنوات art ومنصة  HBO، وذلك عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

 

 

قال أمجد أبو العلا: "بمناسبة اطلاق الفيلم على منصة نتفليكس وHBO Europ   وقنوات ART وغيرها، كل هذا رغم أهميته ورمزيته فهو يعني نهاية الأمل في عرضه سينمائياً في السودان!".  

وأضاف: "آن الأوان أن نتكلم تاني وتالت وليست المرة الأخيرة عن عدم عرض الفيلم في بلده الأم!، لكي نفهم هل هو نظام خاطئ أم حرب سينمات على منتجنا السينمائي، أم هي بواقي حروب سياسية، أم سوء حظ، إذا ادخلنا عامل الكورونا وتسريب الفيلم يونيو الماضي".  

وتابع: "الفيلم عرض لأول مرة تجارياً في تونس ديسمبر 2019 لمدة شهر ونصف وكان مخططا أنه ينزل قبلها بأسابيع في قاعات سينما عفراء وقاعة الصداقة، ونزل تجارياً في دبي في يناير ثم تجاريا في فرنسا لمدة شهر ونص ووقف بسبب الإغلاق".  

وأكمل: "وبعدها عاد لسينمات سويسرا لمدة ٣ شهور و٦ أشهر في القاهرة حتى الان!، ولا يوم في السودان، كل اسبوع كنا بنحاول ونتفاوض بلا جدوى!، وهكذا خسرنا جزء مهم من التجربة التي حاولنا نفهم منها لأي مدى الجمهور ممكن أن يقبل على سينما للفرجة على فيلم سوداني؟ وكم ممكن يكون الرقم من 30 مليون سوداني؟ واسئلة كثيرة لمستقبل الصناعة ودراسات الجدوى!". 

 

 

وسرد قائلًا: "الفيلم اخذ موافقة الرقابة بالعرض كاملاً بتصنيف عمري محدد من شهر ديسمبر الماضي، واذ بالمسئولين في قاعة الصداقة وهي قاعة وطنية ما زالت تحت إدارة المكون العسكري! قرروا ان هذا التصريح الرقابي غير كافي واستغربوه أخلاقياً بنظرتهم هم الشخصية! ولم يستغربوا انهم يطعنون في السيستم الصحيح ببساطة ويعاندون التجربة الوليدة!، يعني قاعة وطنية ملك الشعب ترفض عرض الفيلم للشعب، ببساطة ومن غير تجميل!".

 

وأكمل: "ثم يبقى حل وحيد وهو سينما مول عفراء التي تديرها شركة مصرية يملكها ياسر المولد، وهنا وقعنا في حفرة من نوع آخر ، تجمع بين البيروقراطية والراسمالية وعدم القناعة بأن عرض فيلم سوداني سيكون جاذباً تجارياً لهم كقطاع خاص!!

 

وتابع: "استمرت المحاولات من قبل موزعوا الفيلم «سودان فيلم فاكتوري» معهم وبلا جدوى، شروط وشروط ثم مناقشة تفاصيل ثم تنازلات من قبلنا ثم تحجج بجدولة سابقة ننتظرها تخلص ثم جدولة جديدة لأفلام تجارية مصرية ثم آخرها نوفمبر الماضي ووعود لعرض أسبوع فقط قبل الأوسكار وهو من الشروط للمشاركة وحدثت موافقة وتحديد تاريخ وكنا على وشك لدرجة أني حجزت تذكرة سفري ثم لا حياة لمن تنادي!".

 

 

وأوضح: "كادت فرصة الأوسكار أن تضيع لولا تفهمهم للوضع وتعاون السينما نفسها في اصدار ورقة تفيد بانهم جدولوا الفيلم وتعثر عرضه".

 

وأضاف مستنكرًا: "باختصار، أنا مش مسامح!، كل من تلكأ في عدم عرض الفيلم لأهله وناسه لنتهم نحن يومياً بالتعالي على جمهورنا والاهتمام بالخارج، مش مسامح من ترك ثلثي العاملين في الفيلم من ممثلين وكرو ليشاهدوه في شاشة تلفازهم اليوم بدل العرض الخاص الموؤود".

 

ومضى قائلا: "كما كانت صناعة السينما أيام البشير معركة، فإن أزمة عروض أفلامنا وتوزيع الأفلام في سينماتنا هي معركة أخرى سنقرع طبولها منذ اليوم على الجميع وبمساعدة الجميع! شعب وحكومة وصحافة ورجال أعمال وصناع الأفلام".

 

وتابع: "هي ليست معركة الصناع فقط لأننا لن نحارب وحدنا بعد اليوم، بل هي معركة السودانيون الذين نصبتم أنفسكم أوصياء عليهم وعلى ذائقتهم وحرمتوهم من مشاهدة "الحديث عن الأشجار"، "كشة"، "أوفسايد الخرطوم"، و"ستموت في العشرين".

 

 

فيلم "ستموت في العشرين" مأخوذ عن مجموعة قصصية "النوم عند قدمي الجبل" للكاتب ‏السوداني حمور زياد الفائز بجائزة نجيب محفوظ الأدبية، وهو أول ‏فيلم روائي طويل للمخرج أمجد أبو العلا الذي شاركه في كتابة العمل مع الكاتب الإماراتي يوسف إبراهيم، ويشارك في بطولته إسلام مبارك، ومصطفى شحاتة، ومازن أحمد، وبثينة خالد، وطلال عفيفي، ومحمود السراج ‏وبونا خالد.

 

وتدور قصة الفيلم حول شاب يُدعى «مزمل»، يواجه نبوءة أنه سوف يواجه الموت عندما يكمل العشرين من عمره، ويعيش في قلق واضطراب، حتى يظهر في حياته مصور سينمائي «سليمان»، فتتوالى الأحداث بينهما.

 

بدأ فيلم "ستموت في العشرين" لفت الأنظار عند فوزه بجائزة أسد المستقبل في الدورة الأخيرة لمهرجان فينسيا السينمائي، قبل أن يحصد جائزة نجمة الجونة الذهبية بالدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي، مرورا بالجائزة الكبرى في مهرجان قرطاج، وعدد آخر من الجوائز منها "الإنتاج الأوروبي المشترك" بالدورة السابعة والعشرين لمهرجان هامبورج السينمائي بألمانيا.

 

مقالات متعلقة