لا تزال المخاوف تحيط بدول العالم، مع ظهور السلالة الجديدة لفيروس كورونا، في بريطانيا؛ وهو الأمر الذي دفع عددا كبيرا من الدول لتعليق رحلاتها الجوية مع كإجراء احترازي في إطار الخطط الرامية لمواجهة الخطر الجديد للفيروس.
ولكن رغم ذلك فالسلالة الجديدة تواصل انتشارها عربيًا، حيث أعلن وزير الصحة الأردني، نذير عبيدات، اليوم الأحد، عن تسجيل أول إصابتين بالسلالة الجديدة لفيروس كورونا المكتشفة في بريطانيا، لتكون ثالث دولة عربية بعد لبنان وسلطنة عمان تعلن تسجيل حالات إصابة بالفيروس المتحور، أو الاشتباه في وجود إصابات.
وقال نذير عبيدات وزير الصحة الأردني إنه تم اكتشاف حالتين لمصابين بفيروس كورونا المتحور في الأردن، موضحًا أن الحالتين تم تسجيلهما لزوجين عادا في 19 من الشهر الجاري من بريطانيا، مشيرا إلى أن حالتهما الصحية "ممتازة".
بحسب وكالة الأنباء الرسمية (بترا)، أكد عبيدات أنه تم تطبيق إجراءات العزل الصحي على الحالتين، ومتابعتهما من قبل فرق التقصي حسب البروتوكولات "ولا يسمح لهما بالاختلاط بالآخرين لحين انتهاء فترة العزل المنزلي"، مشددًا على ضرورة حصر جميع القادمين من المملكة المتحدة وتتبعهم وإجراء الفحوصات لهم.
وكانت وزارة الصحة الأردنية، أعلنت الخميس 24 ديسمبر أن فحص "بي سي آر" الموجود في المملكة قادر على اكتشاف السلالة الجديدة من فيروس "كورونا"، التي أعلنت بريطانيا عن اكتشافها مؤخرا.
وأضاف مسؤول ملف "كورونا" في الوزارة، وائل الهياجنة، خلال مؤتمر صحفي، أن "الإجراءات الأردنية التي اتخذت للتعامل مع هذه السلالة تتوافق مع الإجراءات التي اعتمدت دوليا". مشيرا إلى أنه "لا يوجد ما يثبت أن الإصابة بالسلالة الجديدة تسبب مرضا أشد"، بحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.
ونوه الهياجنة إلى أن "هذه السلالة لم تكن الطفرة الأولى لفيروس كورونا، ولن تكون الأخيرة"، متوقعاً أن لا تؤثر السلالة الجديدة على لقاحات كورونا الحالية.
والجمعة، أعلنت السلطات اللبنانية تسجيل أول حالة السلالة الجديدة لفيروس كورونا المستجد.
وذكر وزير الصحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، حمد حسن عبر صفحته على موقع "تويتر": "تم تسجيل حالة من الطفرة الجديدة من كوفيد-19 في رحلة ME 202 القادمة من لندن في 21 ديسمبر".
وأضاف حسن قائلا: "نتوجه للوافدين من المملكة المتحدة خاصة على متن الرحلة المذكورة وذويهم بالتنبه والالتزام بالإرشادات الوقائية وتتابع الوزارة الحالة والمخالطين".
والثلاثاء 22 ديسمبر، كشف وزير الصحة العماني، أحمد بن محمد السعيدي، عن أن هناك دراسة جارية في بلاده للتأكد من وجود 4 حالات قد تكون مصابة بالسلالة الجديدة قادمة من بريطانيا.
وأضاف السعيدي في تصريحات نقلتها وكالة أنباء عمان الرسمية، أن دراسة الخارطة الجينية للفيروس مستمرة وسيتم الإعلان عنها.
وأمس السبت، أعلن المجلس الاستشاري البريطاني المعني بالتهديدات الجديدة والناشئة لفيروسات الجهاز التنفسي، أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا المستجد والذي تنتشر بمعدل أسرع، تتطلب الحذر من السكان.
ووفق للتقديرات الأولية، قد يكون معدل انتشار السلالة الجديدة أعلى بنسبة 70 %، حيث تبين أنه أكثر خطورة من حيث الوفاة أو الاستشفاء.
وبعد إعلان الحكومة البريطانية أن سلالة جديدة من فيروس كورونا أشد عدوى "خرجت عن السيطرة" هناك، علقت دول أوروبية وغيرها السفر من وإلى بريطانيا.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا، جاءت عن طريق شخص في منطقة "كنت" جنوب شرق إنجلترا، وهو يعد بذلك أول من نقل "النسخة الجديدة" من كورونا إلى الآخرين.
ويعتقد العلماء أن السلالة الجديدة أكثر قابلية للتفشي من السلالة المعرفة بنسبة تصل إلى 70 %، وهذا من الأسباب التي تدعو للقلق لكن لا دليل حاليا على أنه يجعل المرضى في حالة أكثر سوءا.