قبل مغادرته البيت الأبيض.. ترامب «يغضب» الصين من بوابة تايوان

وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو

في قرار اعتبر صدامًا جديدًا مع الصين، ألغى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو كل القيود المفروضة منذ سنوات على تواصل المسؤولين الأمريكيين مع تايوان، وذلك قبل أيام قليلة من مغادرة رئيسه دونالد ترامب البيت الأبيض، مما قد يعقد الخلافات الصينية الأمريكية، التي زادت حدتها خلال تولي ترامب رئاسة البيت الأبيض.

 

وجاء في بيان لوزير الخارجية الأمريكي أن "الولايات المتحدة كانت قد اتخذت تلك التدابير أحاديا إرضاء للنظام الشيوعي في بكين. هذا الأمر قد انتهى". وتابع بأن الإدارة الأمريكية "تقيم علاقات مع شركاء غير رسميين في العالم أجمع، وتايوان لا تشكل استثناء".

 

ولم يحدد بومبيو طبيعة تلك القيود التي تحدث عنها، في وقت يبدو هذا الإعلان رمزيا إلى حد كبير، ذلك أن هناك قانونا كان قد صدر العام 2018 يسمح للمسؤولين على جميع مستويات الحكومة بما فيهم أعضاء الإدارة الذين يشغلون مناصب تتعلق بالأمن القومي والجيش، بالتوجه إلى تايوان ولقاء نظرائهم التايوانيين.

 

وهذا الإعلان الذي يأتي قبل أقل من أسبوعين من انتهاء ولاية الرئيس دونالد ترامب يتوقع أن يثير غضب بكين التي تعتبر تايوان جزءا لا يتجزأ من الصين. بينما رحب سفير تايوان لدى الولايات المتحدة هسياو بي-خيم بالقرار.

 

وكتب على تويتر "إنها نهاية عقود من التمييز" مضيفا: "هذا يوم مهم للغاية بالنسبة لعلاقتنا الثنائية". كذلك، رحّب وزير الخارجية التايواني جوزف وو برفع "القيود التي حدت من علاقاتنا بلا داع". وأضاف أن "الشراكة الوثيقة بين تايوان والولايات المتحدة تقوم بقوة على قيمنا ومصالحنا المشتركة والإيمان الراسخ بالحرية والديموقراطية".

 

ولم يتحدث مايك بومبيو عن تطبيع للعلاقات تماما مع تايوان وهو قرار لا يعود إليه في أي حال، بل أشار إلى أن العلاقات مع الجزيرة ستستمر عبر المعهد الأمريكي في تايوان (إيه آي تي) الذي يعد بمثابة سفارة واشنطن في الجزيرة بحكم الأمر الواقع. 

 

وعلى الرّغم من معارضة بكين، أرسلت إدارة ترامب مسؤولين إلى تايوان العام الماضي، وسط خلافات محتدمة بين الولايات المتّحدة والصين في مجالات التجارة والأمن والتعاون وحقوق الانسان.

 

وحوّلت الولايات المتحدة اعترافها الدبلوماسي من تايبيه إلى بكين، لكنها لا تزال حليفا قويا لتايبيه ويلزمها الكونجرس ببيع أسلحة إلى تايوان للدفاع عن نفسها. وتعارض واشنطن أي خطوة لتغيير الوضع الحالي لتايوان بالقوة.

 

وأجرى مسؤولون أمريكيون كبار زيارات إلى تايوان في السابق، لكن تلك الزيارات تزايدت في عهد ترامب. العام الماضي جرت ثلاث زيارات لمسؤولين كبار، بينهم وزير الصحة اليكس عازار، أعلى مسؤول حكومي يزور تايوان. 

 

وتكثف بكين الضغوط العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية على تايبيه منذ انتخاب الرئيسة التايوانية تساي إنغ-وين عام 2016، لأسباب منها رفضها الاعتراف بالجزيرة ضمن "صين واحدة".

 

وتساي التي حققت فوزا ساحقا عند إعادة انتخابها العام الماضي، تعتبر الجزيرة مستقلة بحكم الواقع. وتوعّدت الصين الخميس الولايات المتّحدة بجعلها تدفع "ثمناً باهظاً" إذا سافرت سفيرتها لدى الأمم المتّحدة كيلي كرافت إلى تايوان في الأيّام المقبلة كما أعلنت الخارجيّة الأمريكيّة.

 

وقال بيان صادر عن البعثة الصينيّة لدى الأمم المتّحدة إنّ "الولايات المتّحدة ستدفع باهظاً ثمن تحركها الخاطئ" هذا، مضيفاً ان "الصين تحضّ الولايات المتّحدة على وقف استفزازاتها المجنونة، والتوقّف عن وضع صعوبات جديدة أمام العلاقات الصينيّة-الأمريكيّة والتعاون بين البلدين في الأمم المتّحدة".

 

وأشار بيان البعثة الصينيّة إلى أنّ بكين "تُعارض بشدّة" هذه الزيارة وتُطالب واشنطن "بالتوقّف عن المضيّ قدماً في المسار الخطأ"، مشدّداً على أنّ الصين واحدة وتايوان ليست سوى مقاطعة منها.

 

وقالت البعثة الأمريكيّة لدى الأمم المتّحدة في بيان مساء الخميس إنّ رحلة كرافت إلى تايبيه ستتمّ في الفترة من 13 إلى 15 يناير. وأشارت البعثة إلى أنّ السفيرة الأمريكيّة ستُجري خلال زيارتها محادثات مع مسؤولين تايوانيين وأعضاء في السلك الدبلوماسي.

 

وبحسب البيان، ستُدافع كرافت عن وجود تايوان في "الفضاء الدولي" وستلقي خطابًا في الـ 14 يناير في معهد الدبلوماسية والشؤون الدولية "حول المساهمات اللافتة (لتايوان في خدمة) المجتمع الدولي وأهمية المشاركة الهادفة والواسعة لتايوان في المنظّمات الدوليّة".

 

وتعرضت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم لضغوط كبيرة وسط سلسلة من الخلافات حول التجارة وحقوق الإنسان وبدايات تفشي فيروس كورونا.

 

وفي أحدث تحرك لها، أدرجت الولايات المتحدة عشرات الشركات الصينية على قائمتها السوداء قائلة إن لها صلات بالجيش.

 

وكان من المتوقع على نحو كبير أن يؤدي انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة إلى تحسين العلاقات بين البلدين بعد تصاعد التوتر على مدى أربع سنوات في ظل إدارة دونالد ترامب.

 

وفي الشهر الماضي عبّر وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن أمله أن يتيح انتخاب بايدن عودة السياسة الأمريكية تجاه الصين "إلى الموضوعية والعقلانية".

 

لكن بايدن الذي سيتولى منصبه في 20 يناير الجاري استمر في توجيه الانتقادات للصين بسبب "انتهاكاتها" المتعلقة بالتجارة وغيرها من القضايا.

 

ولم يذكر وانغ بالاسم ترامب أو بايدن، لكنه حث الولايات المتحدة على "احترام النظام الاجتماعي ومسار التنمية" اللذين اختارتهما الصين.

 

وقال: "لو أن واشنطن تتعلم من الدروس" لأمكن حل الخلافات بين الجانبين.

 

واتهم سياسيون في الولايات المتحدة الصين بعدم الإفصاح عن تفشي فيروس كورونا في مراحله المبكرة مما أخّر التعامل مع الأمر وساهم في انتشار المرض بشكل أكبر وأسرع. لكن وانغ قال إن الصين بذلت قصارى جهدها لمكافحة انتشار الفيروس و"دق ناقوس الخطر" لبقية العالم. 

مقالات متعلقة