على إثر التفجير الانتحاري المزدوج الذي هز العاصمة العراقية بغداد، الخميس، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، أجرى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي سلسلة من التغييرات في القيادات الأمنية.
ووقع انفجاران انتحاريان في بغداد، استهدفا سوقا شعبيا في ساحة الطيران بمنطقه الباب الشرقي التي غالبا ما تعج بالمارة، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.
وكان الناطق باسم الجيش العراقي يحيى رسول قد أوضح أن "إرهابيين انتحاريين فجرا أنفسهما حين ملاحقتهما من قبل القوات الأمنية في منطقة الباب الشرقي ببغداد، صباح الخميس"، موضحا أن الهجوم "أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى بين صفوف المدنيين".
وراح ضحية الانفجار 32 قتيلا و110 جرحى، حسب أحدث بيان لوزارة الصحة العراقية. وعقب التفجير، شهدت بغداد انتشارا أمنيا مكثفا وغلقا للطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء.
وعلى إثر التفجيرين، أقال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، قيادات أمنية كبيرة.
وأصدر الكاظمي أمرا بإقالة وكيل وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات الفريق الركن عامر صدام من منصبه، وتكليف الفريق أحمد أبو رغيف وكيلا لوزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات، بحسب وكالة الأنياء العراقية (واع).
كما أمر الكاظمي بإقالة عبد الكريم عبد فاضل (أبو علي البصري) مدير عام استخبارات ومكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية (خلية الصقور) من منصبه، وتكليف نائب رئيس جهاز الأمن الوطني، حميد الشطري، بمهام إدارة (خلية الصقور) وربطها بالقائد العام للقوات المسلحة.
وتشمل القرارات التي أصدرها رئيس الوزراء العراقي، اليوم الخميس، نقل قائد عمليات بغداد الفريق قيس المحمداوي إلى وزارة الدفاع، وتكليف اللواء الركن أحمد سليم قائدا لعمليات بغداد، وإقالة قائد الشرطة الاتحادية الفريق الركن جعفر البطاط من منصبه وتكليف الفريق الركن رائد شاكر جودت بقيادة الشرطة الاتحادية.
وأمر مصطفى الكاظمي كذلك بإقالة مدير قسم الاستخبارات وأمن عمليات بغداد اللواء باسم مجيد من منصبه.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها حتى الآن، لكن تنظيم الدولة "داعش" الذي يُعتقد على نطاق واسع بأنه لا تزال لديه خلايا نائمة في المدن وكذلك معاقل في المناطق النائية - أرهب العراق بالعديد من الهجمات المماثلة في الماضي.
وتوالت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بالهجوم الانتحاري الذي شهدته العاصمة العراقية بغداد.
فقد أدانت بعثة الأمم المتحدة في العراق الهجوم في تغريدة، قائلة: "ندين بشدة الهجمات الانتحارية التي استهدفت المدنيين في بغداد اليوم".
كما وصفت السفارة الأمريكية في بغداد الهجوم بأنه: "عمل جبان ومُشين يؤكد مخاطر الإرهاب، التي لا يزال يواجهها الملايين مِن العراقيين".
وقال الرئيس العراقي، برهم صالح، في تغريدة: "الانفجاران الإرهابيان ضد المواطنين الآمنين في بغداد، وفي هذا التوقيت، يؤكد سعي الجماعات الظلامية لاستهداف الاستحقاقات الوطنية الكبيرة".
وأضاف: "نقف بحزم ضد هذه المحاولات المارقة لزعزعة استقرار بلدنا. نسأل الله ان يتغمد الضحايا برحمته وأن يشفي الجرحى".
وعبر رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، في تغريدة عن صدمته قائلا: "فُجعنا هذا اليوم بسقوط عدد من الشهداء والجرحى جراء تفجيرين طالا مناطق مكتظة وسط العاصمة".
ومن جانبها، أعربت رغد ابنة الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، عن حزنها على ضحايا التفجير.
وغردت رغد صدام حسين، متسائلة عبر حسابها الرسمي على موقع "تويتر" والوحيد على مواقع التواصل الاجتماعي: "أفي كل يوم حزام ناسف جديد؟ هل صار الموت قدر العراقيين مع زمرة القتلة المجرمين؟ومن يدفع الثمن؟ العراقي؟ العراقية؟".
وأردفت: "لابد أن تنتهي هذه الحقبة المظلمة بإذن الله وإرادة العراقيين الأباة، وسيحاسبهم الشعب حسابا عسيرا ولن يفلت أحد من العقاب، رحم الله شهدائنا الأبطال وإنا لله وإنا إليه راجعون".