فقد الإعلام الأمريكي اليوم السبت المذيع الشهير لاري كينج الذي حاور زعماء سياسيين ونجوم الفن والأدب والرياضة والعلم.
إذاعة إن بي آر الأمريكية سلطت الضوء على السمات التي كانت تميز لاري كينج الذي سبق له الحصول على جائزة "بيبودي" الإعلامية الرفيعة مرتين.
ورحل كينج في مركز "سيدارز سايناي" الطبي الذي يقع مقره في لوس أنجلوس عن عمر ناهز 87 عامًا.
ولم يتم الإعلان رسميا عن سبب الوفاة لكنه كان قد دخل المستشفى بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد.
وأضافت الصحيفة: "على مدار مشوار مهني امتد 63 عاما شمل محطات إذاعية وتلفزيونية ومنصات إلكترونية، أجرى لاري كينج آلاف المقابلات وحصل على العديد من الجوائز والشهرة العالمية الناجمة عن موهبته الفريدة كمذيع".
واعتاد كينج أن يجعل قضايا مقابلاته هي النجم الحقيقي لبرامجه معتبرا نفسه مجرد أداة توصيل غير متحيزة بين الضيف والجمهور".
ونوهت إن بي آر إلى أن كينج نفسه تحدث عن تلك الفلسفة في مقابلة أجراها مع جيس ثورن عام 2017 على منصة "تيرن أراوند" حيث قال: "دائما ما أنصت إلى إجابات ضيفي. دائما ما أتعلم".
وفي خمسينيات وستينيات القرن الماضي، بدأ كينج مشواره كصحفي محلي في فلوريدا ومقدم برامج إذاعية.
وفي عام 1958، تميز كينج بطريقة محاورة ضيف أمام جمهور على الهواء في اختلاف واضح عن الأسلوب المعتاد للمقابلات في ذلك الوقت.
وفي عام 1978، اكتسب كينج شهرة بتقديمه برنامج "لاري كينج شو" على شبكة "ميوتوال برودكاستينج سيستم" الإذاعية.
وكان عام 1985 نقطة فارقة في مشوار كينج حينما طلبه تيد تيرنر للعمل في شبكته الإخبارية الجديدة آنذاك "سي إن إن".
ونقلت إن بي آر عن بيل كارتر، أحدي مساهمي سي إن إن قوله: "اختيار شخص مثل كينج كان منطقيا جدا لأنه كان قد أثبت ذاته آنذاك كرجل يستطيع مقابلة كبار الضيوف".
وظل كينج يعمل لدى سي إن إن على مدار ربع قرن لكن بعد منتقديه اتهموه بالتساهل مع ضيوفه.
بيد أن إستراتيجية كينج، والكلام لكارتر، تتمثل في عدم جعل ضيوفه يشعرون بعدم الارتياح مما سيجعلهم يرحبون بمقابلتهم مجددا وينقلون تلك المشاعر الإيجابية لأصدقائهم.
وتابع كارتر: "كينج ليس من النوعية الذي يوجه إليك سؤالات حول تجربة طلاق مؤلمة بالنسبة لك لكنه يسألك مثلا عن فيلمك المفضل. إنه لا يهوى منازعة ضيوفه".
وعلاوة على ذلك، لم يكن لاري كينج من هؤلاء المذيعين الذي يسرفون في إعداد لقاءاتهم مسبقا.
وفسّر ذلك قائلا": "كلما كانت معرفتي أقل، كلما كان ذلك أفضل. قد يبدو ذلك غريبا لكني أحب وضع نفسي في نفس قارب الجمهور".
وزاد قائلا: "إذا قمتََ مثلا بتأليف كتاب، لا أحب قراءته قبل أن أتحاور معك، حيث سأملك آنذاك معرفة زائدة عن الحد عن الكتاب. أنا أفضل أن أكون على متن قارب جمهوري الذين لم يطالعوا الكتاب".
لكن ذلك لا ينفي أن كينج كان يعرف جيدا مصادر الجذب الذي تتناسب مع روح العصر فقد غطى بشكل يومي محاكمة لاعب الكرة الأمريكي السابق أو جي سيمبسون الذي أدين بقتل طليقته وصديقها.
وخلال الفترة من 2012-2020، قدم كينج برنامج "لاري كينج ناو" الذي كانت تبثه شبكتا "أورا تي في" و"آر تي أمريكا".
موقع ياهو نيوز الأمريكي ذكر أن كينج حاور العديد من الرؤساء الأمريكيين أمثال جيرالد فورد وباراك أوباما.
كما سبق للاري كينج محاورة الرئيس السابق دونالد ترامب ولكن قبل دخوله البيت الأبيض.
رابط النص الأصلي