بالتطبيع مع إسرائيل.. هل تتولى الإمارات «القيادة الإقليمية»؟

بن زايد يسعى إلى القيادة الإقليمية

رأت صحيفة تاجيس شاو الألمانية أنّ إقامة الإمارات العربية المتحدة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ليس سوى خطوة أولية في مسار التوسع الذي شرعت فيه الدولة الخليجية، حيث تريد أن تُوسّع نفوذها السياسي في الشرق الأوسط بكل الوسائل.

 

أهداف الإمارات

 

وبحسب الصحيفة، تسعى الإمارات إلى تحقيق هدفين، وهما  محاربة الحركات الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين - أكبر وأهم قوة للإسلام السياسي في العالم العربي-  وصد نفوذ إيران في العالم العربي.

 

وتهدف اتفاقية التطبيع المُبرمة مع إسرائيل في سبتمبر 2020 إلى ذلك، لأنّه بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإسرائيل، فإنّ كليهما متحدان ضد العدو المشترك وهو إيران.

 

 الخروج من عباءة الرياض  

يتوقّع المراقبون أنّ السعودية سوف ترغب أيضًا في صنع السلام مع إسرائيل.  ولفترة طويلة حددّت المملكة النغمة في منطقة الخليج، ومع ذلك، كانت الإمارات العربية المتحدة تخرج من عباءة جارتها الكبيرة بحزم أكبر.

 

ويستفيد محمد بن زايد من حقيقة أنّ الملك السعودي المُسن "سلمان" يترك جزءًا كبيرًا من مهامه الرسمية لابنه، ولي العهد محمد بن سلمان، والذي يعتبر نظيره الإماراتي مُرشدًا له. 

 

ويرى الخبير الألماني، جيدو شتينبرج، أنُ الإمارات تُراهن على توسّع عدواني وتسعى لأن تصبح قوة إقليمية، وقد اتضح ذلك منذ عام 2015، بإعلان الحرب المشتركة ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، والذي نشأ في أبو ظبي. 

 

وفي منتصف عام 2019، انسحبت الإمارات إلى حد كبير من اليمن،  لأنّها أدركت أنّها لا تستطيع الفوز في هذه الحرب، ومع ذلك، يبدو أنها حققّت أحد أهدافها، وهو السيطرة على الطرق البحرية من خليج عدن إلى البحر الأحمر، لأنّه منذ عام 2015 ، قامت الدولة الخايجية ببناء منطقة بحرية صغيرة حول خليج عمان، وفقًا للتقرير.

حرب اليمن

ويوضح الخبير شتينبرج أنّ هناك مؤشرات على أن الإمارات قد اضطهدت في جنوب اليمن على نطاق واسع مُمثلي الجماعات الإسلامية على وجه الخصوص.

 

وتتّهم منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية الإمارات، وكذلك الأطراف المتحاربة الأخرى، بانتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني.

 

الإمارات عامل فعّال في ليبيا 

 

تلعب الإمارات، وفقا للصحيفة، دورًا محوريًا أيضًا في صراعات أخرى في المنطقة، فعلى سبيل المثال، تُزوّد المشير الليبي، خليفة حفتر، بطائرات بدون طيار رغم حظر الأسلحة الدولي المفروض على ليبيا.

 

وتابع التقرير: "ترغب الإمارات في أن تصنع لنفسها اسمًا كواجهة سياحية، لكن الخلفيات المتلألئة، خاصةً المدينتين الكبيرتين أبو ظبي ودبي، تُخفي بسهولة حقيقة أن الإمارات - مثل السعودية - لديها أيضًا جانب مظلم للغاية يتميز بالاستبداد والمراقبة والقمع".

 

وأشارت الصحيفة إلى أنّ الدولة الخليجية لديها ما يكفي من المال الناتج عن إنتاج النفط، وبرغم ذلك، فإنّ القوة الاقتصادية لها لم تعد كافية، ولذلك، تسعى القيادات هناك لفعل كل ما في وسعهم لزيادة نفوذهم السياسي.

 

التوسّع مقترن باسم بن زايد  

"محمد بن زايد آل نهيان" هو المسؤول الأول عن ذلك، وهو ولي عهد أبو ظبي، أغنى مدن الاتحاد السبع، حيث تمتلك أبو ظبي إلى حد بعيد أكبر احتياطيات نفطية وتمول معظم ميزانية الإمارات. وبصفته نائب وزير دفاع الإمارات، فهو مسؤول عن القوات المسلحة مع حاكم دبي.

 

وتحت قيادة محمد بن زايد، تطوّرت الإمارات إلى دولة قوية عسكريًا ومؤثرة في المنطقة، وكان ضعف الدول العربية الأخرى في صالحه.

 

 ويقول الخبير الألماني جيدو شتينبرج، الباحث في الشأن الإسلامي بمؤسسة العلوم والسياسة: "باتت الدول الخليجية الصغيرة الغنية جدًا مثل قطر والإمارات قادرة على المطالبة بالقيادة الإقليمية".

 رابط النص الأصلي

مقالات متعلقة