بعد 28 عامًا، ما زال مسلسل "المال والبنون" محتفظًا بمكانته ضمن أهم الأعمال الدرامية في تاريخ الفن، محققًا المعادلة الصعبة بمناقشة قضية اجتماعية في قالب درامي ليلمس قلوب المشاهدين، معتمدًا على فكرة وقصة وسيناريو للمبدع محمد جلال عبدالقوي، بالإضافة إلى تمكن المخرج مجدي أبو عميرة من أدواته. كشف أبطال مسلسل "المال والبنون"، كواليس العمل الذي عرض الجزء الأول منه عام 1993 ثم الجزء الثاني عام 1995، وشارك في بطولة الجزء الأول عبد الله غيث ويوسف شعبان وشريف منير وفايزة كمال، أما الجزء الثاني من بطولة حمدي غيث ووائل نور وجيهان نصر، وذلك خلال برنامج "واحد من الناس" مع الإعلامي عمرو الليثي، عبر قناة "الحياة".
قال المخرج مجدي أبو عميرة، إن مسلسل "المال والبنون" في إحدى شركات القطاع الخاص وتواصل المنتج ممدوح الليثي مع السيناريست محمد جلال عبد القوي، وأخذ المسلسل وكان يشجعنا ويدعمنا جميعا.
وأشار إلى أن مسلسل "المال والبنون" كان تحديًا، خاصة بعد تحقيقه هذا النجاح في وقت عرضه حيث استطاع أن يقف ويصمد أمام مسلسلات لها نجاح سابق مثل "رأفت الهجان" و"ليالي الحلمية". ولفت إلى أن سبب استمرار نجاح مسلسل "المال والبنون" حتى الآن النص القوي والفكرة، إلى جانب مجموعة النجوم المشاركين فيه، والإمكانيات الإنتاجية الهائلة.
وأوضح مجدي أبو عميرة، أن القدر لم يمهل الفنان عبدالله غيث للمشاركة في الجزء الثانى من المسلسل، حيث توفّي أثناء تصوير مسلسل "ذئاب الجبل"، وكان دائمًا يسأل عن موعد تصوير الجزء الثاني، مضيفًا أن شقيقه الفنان حمدي غيث، رحَّب بأن يقوم بدور أخيه في الجزء الثاني.
مشكلة التتر
واجه مسلسل "المال والبنون" مشكلة بسبب التتر، لكن المشكلة الأكبر كانت في توقيت اكتشافها، وذلك قبل عرض العمل بيومين. وأوضح أبو عميرة، أن بعد تسجيل التتر أخبره الراحل ممدوح الليثي أن هناك مشكلة بسبب الكلمات، إذ تم فهمها علي أنها تسب الدهر، وهناك حديث شريف "لا تسبوا الدهر". وأشار إلى أن المشكلة الأكبر في وقتها صعوبة إعادة الموسيقار ياسر عبد الرحمن التسجيل مجددًا، خاصة وأنه لم يكن يتبق سوى يومين على رمضان وعرض المسلسل.
ولفت إلى أن الحل جاء من الشاعر سيد حجاب الذي غير الكلمات على نفس اللحن بدلًا من "دنيا غرورة دنية زى الحنش شرانية.. ياريتنا نأمن آذاها ونعيش سوى بصفو نية" إلى " بحلم وافتح عنيا على جنة للإنسانية والناس سوا بيعيشوها بطيبة وصفو نية".
وأكد مجدي أبو عميرة، أن نجاح تتر المسلسل يرجع إلى الكلمات التي كتبها الشاعر الراحل سيد حجاب، وألحان ياسر عبد الرحمن، وغناء علي الحجار ومشاركة حنان ماضي في تتر النهاية.
سر اعتذار النجوم
كشف المخرج مجدي أبو عميرة، عن سبب اعتذار الفنان شريف منير والفنانة الراحلة فايزة كمال، عن عدم المشاركة في الجزء الثاني من مسلسل "المال والبنون". وأشار إلى أن الفنانة فايزة كمال طلبت إجراء بعض التعديلات على دورها في الجزء الثاني، وهو ما رفضه تماما الكاتب محمد جلال عبد القوي، مؤلف المسلسل.
ولفت إلى أن اعتذار الفنان شريف منير، كان سببه ترتيب الأسماء على التترات مع الفنان أحمد عبد العزيز، ويبدو أنهم لم يصلوا إلى حل يرضيه.
وكشف أبو عميرة، أن مسلسل "المال والبنون" كان من المفترض أن يكون له جزء ثالث، لكن لم يرى النور، موضحا أنهم فقط كتبوا معالجة درامية له لكن لم يتم كتابة سيناريو كامل.
تحدث أبطال مسلسل "المال والبنون"، عن كواليس العمل.
أصعب مشهد
قال الفنان يوسف شعبان، إنه عند قراءة سيناريو مسلسل "المال والبنون" سعد كثيرًا بما كتبه محمد جلال عبد القوي، حيث كانت المسلسلات تكتب كاملة حتى نفهم ونعرف أدوارنا بشكل جيد.
وأشار إلى أنّه لم يكن يستطع تمثيل أي مشهد أمام الراحل وحيد سيف من كثرة الضحك، ولذلك كان دائمًا يعيد المشهد أكثر من مرة.
وعن أصعب مشهد، قال يوسف شعبان: "من أعظم المشاهد التي قدمتها بـ(المال والبنون) مشهد الوفاة، أنا والراحل العظيم عبدالله غيث، وأنا مشلول على السرير، وهو يقرأ لي آيات المال والبنون، وأنا ببكي". وأضاف: "شخصيتي وشخصية الراحل عبدالله غيث عكس بعض، واحد ضميره صاحى أمام دينه ووطنه وأولاده، والآخر غيّب ضميره تجاه وطنه وعائلته، وكل ممثل في العمل كان ماسك شخصيته من الأول للآخر". وتمنى الفنان يوسف شعبان، تقديم جزء ثالث من مسلسل "المال والبنون"، مشيرًا إلى أن هذه الفترة تحتاج لمسلسل مثله ومحمد جلال عبد القوي ومجدي أبو عميرة قادران على تنفيذه بشكل رائع.
وتذكر الفنان أحمد عبدالعزيز، أصعب مشهد، قائلًا: "أصعب مشهد في المسلسل هو مشهد الأسر بعد نكسة 67 لأنه من أروع ما كتبه جلال عبدالقوى، وأبدع في إخراجها أبوعميرة، فقبل تصوير المشهد والحمد لله قابلت ضابط في القوات المسلحة حضر نكسة 67 وظل يروي لي أشياء كثيرة ساعدتني في أن يظهر المشهد بهذا الشكل، والذي نال استحسان المشاهدين، وعلق في أذهان الناس حتى الآن". عودة الكبار للدراما
قالت الفنانة رجاء حسين، إن سبب نجاح المسلسل كونه نموذجًا للحارة المصرية بكل تفاصيلها.
وسردت أن من أعظم المشاهد خلال المسلسل عند عودة وشريف منير بعد نكسة 67، قائلة: "أول ما شوفته جريت عليه وحضنته وبوست رجليه، وكنت خايفة إن الرقابة تحذفه لأنى عملته بجد كأنه ابني". وطالبت بعودة الفنانين الكبار للدراما وكذلك كبار السيناريستات والمخرجين الذين قدموا الفن الراقى. وأثنى على ذلك الفنان رشوان توفيق، الذي طالب بعودة الدولة لإنتاج الدراما مرة أخرى لكى نرتقي بالذوق العام.
من جانبها، قالت الفنانة فادية عبدالغني، إن دورها في المسلسل علامة في حياتها الفنية، مضيفة أن شخصية "فوزية فراويلة" التي قدمتها وضعتها على أول طريق النجومية.
وأشارت الفنانة سلوى عثمان إلى أن أدوار المسلسل مكتوبة بحرفية كبيرة، موضحة أنها اندمجت في مشهدها مع الفنانة دنيا عبدالعزيز التي جسدت دور ابنتها في المسلسل، حين كانت تضربها بعد زيارتها والدها.
وقال الفنان أحمد شاكر، إنه أعجب بالمسلسل والنجاح الباهر الذي حققه وتمنى المشاركة في الجزء الثاني. وأشار إلى أنَّه بحث عن رقم المؤلف جلال عبدالقوي، وكان وقتها طالب في معهد السينما، وأعرب عن رغبته في المشاركة وتجسيد دور ابن الصول خميس، ليفاجئه قائلًا: "هناك ترشيح لك من الأستاذ ممدوح الليثي".