أعلنت الإمارات اليوم الثلاثاء عن نجاح أول مهمة لها إلى كوكب المريخ بعد أن نجح مسبارها الاستكشافي، "مسبار الأمل"، في دخول مدار الكوكب الأحمر.
ويأتي نجاح المهمة بعد سبعة أشهر من انطلاق مسبار الأمل متجها إلى الكوكب الأحمر، ليدخل اليوم إلى مدار المريخ، لتصبح الإمارات خامس دولة ترتاد الفضاء لهذه المهمة بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وأوروبا والهند.
وفي أول رد رسمي من الدولة المصرية، اليوم الثلاثاء، تعليقا على نجاح دولة الإمارات فى الوصول إلى كوكب المريخ عبر مسبار الأمل، حيث وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي التحية للإمارات قيادة وشعبا، كما تزين برج القاهرة في وقت سابق اليوم بألوان الكوكب الأحمر.
وفي تدوينه له عبر حسابه الرسمى بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، قال الرئيس السيسي: "تابعت بكل فخر وصول مسبار الأمل إلى كوكب المريخ وهو ما يعد خطوة غير مسبوقة في مجال البحث العلمى، تبشر بنهضة علمية في المنطقة العربية".
وأضاف: "تحية لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة قيادةً وشعباً ولكل نوابغها الذين خططوا وصمموا لهذه التجربة فى محاولة خلق واقع جديد رغم كل التحديات البالغة في الوقت الراهن".
وتابع: "لن تكون التجربة نهاية المطاف في استكشاف آفاق جديدة في عالمنا الكبير، فالعقل العربي طموح لا يعرف المستحيل".
وفي السياق ذاته تزين برج القاهرة باللون الأحمر احتفالا بنجاح مسبار الأمل الإماراتي فى الوصول إلى مداره حول كوكب المريخ، والذي استمرّت مرحلة دخول منطقة الالتقاط حوالي 27 دقيقة.
ونشرت السفارة الإماراتية فى القاهرة صورا عبر حسابها بموقع تويتر، وعلقت: "جمهورية مصر العربية تضيء برج القاهرة باللون الأحمر احتفالا بمسبار الأمل، دعماً لأول مهمة فضائية عربية علمية تاريخية هادفة لاستكشاف المريخ".
وفي تعليقه على هذا الحدث الفريد، أكد الدكتور فاروق الباز أن وصول مسبار الأمل إلى كوكب المريخ بداية ممتازة لدولة الإمارات في مجال الفضاء.
وأشار الباز فى تصريح له، إلى إن مسبار الأمل سيبقى فى أعالى الغلاف الجوى للمريخ للتعرف على وسيلة خروج الأكسجين من الغلاف الجوي للكوكب وربما أيضًا على العواصف الترابية على المريخ.
وأوضح الدكتور فاروق الباز، إنه بعد نجاح مسبار الأمل في الوصول لكوكب المريخ، تستطيع أن تقول الإمارات إن هذا عهد جديد لدخول العرب عصر الفضاء.
وكانت الإمارات ، أعلنت فى وقت سابق اليوم وصول مسبار الأمل إلى مداره فى كوكب المريخ وبعدما تلقى مركز بن راشد للفضاء أول إشارة.
وبهذا تصبح الإمارات خامس دولة تصل إلى كوكب المريخ وثالث دولة تصل من المحاولة الأولى.
وكان مسبار الأمل انطلق من قاعدة تاناغاشيما الفضائية في اليابان، وسافر في الفضاء العميق بمتوسط سرعة يبلغ 121 ألف كيلو متر في الساعة، يوم 20 يوليو 2020، قاطعاً نحو 493 مليون كيلومتر.
وبحسب وسائل اعلام اماراتية، الوصول ليس نهاية الرحلة بل هو بداية لأخطر مراحل مهمة المسبار وأكثرها دقّة، نظراً لكونها المرة الأولى التي يتم فيها استخدام منظومة المسبار الذي تم تصنيعه بالكامل ولم يتم شراء أي جزء منه.
ووفقا لـ"بي بي سي" يحمل مسبار الأمل 800 كيلوجرام من الوقود، وتستهلك محركات الدفع الستة المشاركة في المناورة التي استغرقت 27 دقيقة نحو نصف هذا الوقود.
وبعد فترة وجيزة من إيقاف تشغيل المحركات، سيختفي المسبار خلف المريخ حيث ينحرف مساره إلى المدار الأول المخطط له، ومرة أخرى سيكون الانتظار باعثا للقلق في مركز محمد بن راشد للفضاء أثناء متابعة الفريق شبكة أطباق ناسا لالتقاط إشارة مسبار الأمل من جديد.
ويمكن وصف مسبار الأمل بأنه نوع من الأقمار الصناعية الخاصة بالطقس أو المناخ للمريخ، وبشكل أكثر تحديدا، سوف يدرس المسبار كيفية انتقال الطاقة عبر الغلاف الجوي، من أسفل إلى أعلى، في جميع أوقات اليوم، وخلال جميع فصول السنة.
كما سيتتبع بالدراسة مزايا مثل الغبار المتصاعد الذي يؤثر بشكل كبير على درجة حرارة الغلاف الجوي على المريخ، فضلا عن دراسة سلوك الذرات المحايدة من الهيدروجين والأكسجين في الجزء العلوي من الغلاف الجوي، لاسيما وأن هناك شك في أن تلك الذرات تنهض بدور مهم في التآكل المستمر لطقس المريخ بسبب الجسيمات النشطة التي تتدفق بعيدا عن الشمس.
ويلعب ذلك دورا في سبب فقدان الكوكب حاليا لمعظم المياه التي كان من الواضح أنها موجودة في وقت مبكر من تاريخه.