أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن تشكيل فريق عمل في وزارة الدفاع مكلف ملف الصين، وأمر بالشروع فورا في مراجعة للمقاربة الاستراتيجية العسكرية للمخاطر التي تشكّلها بكين.
وأمهل بايدن فريق العمل الجديد أربعة أشهر لتقديم تقييمه "من أجل تحديد مسار قوي للمضي قدما في القضايا المتعلّقة بالصين والتي ستتطلّب جهدا على مستوى الإدارة مجتمعة".
كانت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية سلطت الضوء قبل أيام، على تحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن للصين من أنها ستواجه "منافسة شديدة" من جانب الولايات المتحدة، متعهدا بأنه سيحافظ على سياسة سلفه دونالد ترامب الأكثر صرامة تجاه بكين.
واعتبرت الصحيفة أن تصريحات بايدن الأخيرة تعد أحدث علامة على استمرار التوترات الصينية الأمريكية في عهده، خاصة بعد أن قالت إدارته إنها ستحاسب بكين على "انتهاكاتها" وسجلها في مجال حقوق الإنسان.
وأضاف بايدن - الذي تحدث إلى إحدى وسائل الإعلام الأمريكية الليلة الماضية - أنه لم يتحدث بعد إلى الرئيس الصيني شي جين بينج منذ تنصيبه، لكنه أشار إلى أنه لن يتخذ موقفا أكثر ليونة تجاه بكين من سلفه ترامب.
وقال بايدن، في إشارة إلى ترامب: "لقد قلت له طوال الوقت إننا لا نحتاج إلى نزاع.. ولكن ستكون هناك منافسة شديدة.. ولن أفعل ذلك بالطريقة التي فعلها ترامب، ولكننا سنركز على القواعد الدولية".
وتابع بايدن، الذي أمضى وقتًا طويلاً مع شي جين بينج عندما كان نائبا للرئيس الأسبق باراك أوباما، أن الزعيم الصيني كان "ذكيًا للغاية" لكنه "لا يمتلك عظمًا ديمقراطيًا صغيرًا في جسده".
وفي هذا، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن كبار المسئولين الأمريكيين، اتخذوا في الأسابيع الثلاثة الأولى من تولي إدارة بايدن، موقفًا خطابيًا صارمًا تجاه الصين بشأن كل شيء بدءًا من سجلها الحقوقي في إقليم (شينجيانج) و(هونج كونج) إلى نشاطها العسكري بالقرب من (تايوان).
وحتى الآن، قالت الإدارة إنها ستتبنى نهج "الصبر"، لكن العديد من خبراء السياسة الخارجية في واشنطن ينتظرون ليروا ما إذا كان بايدن سيطابق الخطاب الصارم المبكر بشأن الصين بأفعال حازمة.
كان وزير الخارجية الامريكي الجديد أنتوني بلينكين أول مسئول رفيع المستوى يتحدث إلى مسئول صيني في يوم الجمعة الماضية، وهو يانج جيتشي، كبير مسئولي السياسة الخارجية في الصين، وقال بلينكين - بعد المكالمة الهاتفية - إنه أخبر المسؤول الصيني أن الولايات المتحدة ستدافع عن القيم الديمقراطية وتحاسب الصين.
كما أبلغ بلينكين المسؤول الصيني بأن الولايات المتحدة ستضغط على بكين بشأن سجلها الحقوقي في شينجيانج والتبت وهونج كونج.. داعيا الصين لإدانة الانقلاب في ميانمار.
وفي الأسبوع الماضي أيضا، ألقى يانج باللوم على إدارة ترامب في تدهور العلاقات الأمريكية الصينية.. وقال إنه يأمل أن يتمكن البلدان من تحسين الوضع، لكنه حذر الولايات المتحدة من تجاوز أي "خطوط حمراء" وطلب من إدارة بايدن عدم التدخل في هونج كونج والتبت وشينجيانج.
وحذرت الخارجية الأمريكية الصين مؤخرًا من محاولة ترهيب تايوان بعد دخول طائرات مقاتلة وقاذفات صينية، لمنطقة الدفاع الجوي بالجزيرة وأجرت محاكاة لهجمات ضد حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس ثيودور روزفلت".
وفي إشارة أخرى إلى أن فريق بايدن يعتزم أن يكون صارمًا فيما يتعلق بسجل الصين الحقوقي، أبرزت الصحيفة البريطانية وصف بلينكين مؤخرًا لقمع مليون شخص من طائفة الإيجور المسلمة في مقاطعة شينجيانج بأنه "إبادة جماعية".