خلال اليومين الماضيين تصاعد الحديث بشدة حول تكهنات وزارة الصحة بزيادة مرتقبة في اصابات كورونا إبريل المقبل، وهو ما أثار معه تخوفات الكثيرين وتساؤلات جرت على ألسنة البعض الآخر من بينها؛ لماذا سترتفع حالات كوفيد 19 خلال شهر إبريل على وجه التحديد؟
مخاوف من عواقب كارثية
استشاري الحساسية والمناعة، دكتور أمجد الحداد رد على تلك التساؤلات قائلًا: الفيروس لم ينته ولكن ما خفف من حدته وقدرته على الانتشار، هو الالتزام بالاجراءات الاحترازية خلال الفترة الماضية، واي تهاون خلال المرحلة المقبلة سيترتب عليه نتائج كارثية، وسيكون هناك موجة ارتدائية ثالثة الأيام القادمة.
وتابع خلال مداخلة هاتفية له عبر فضائية dmc: نحن الآن في الموجة الثانية، ولكننا نخشى زيادة جديدة، وهو شئ غير مستبعد في حال التهاون في الاجراءات الاحترازية، خاصًة وأننا لم نصل بعد لـ صفر اصابات، وهو ما يعني أنه لا يزال بيننا أشخاص قادرين على نقل العدوى.
واستكمل: يمكن ببساطة منع نشر العدوى من خلال ارتداء الكمامات والالتزام بالتباعد الاجتماعي، وحينها يمكننا القضاء عليها تمامًا إذا حرصنا على وجود هذا الحاجز باستمرار، فالكمامة هي كلمة السر في تلك المرحلة.
شهر التجمعات وموسم للفيروسات
وعن سر التخوف من "إبريل" على وجه التحديد، يقول أستاذ المناعة: هناك خوف من إبريل لأنه شهر تغير الفصول، حيث يحدث به نشاط للفيروسات التنفسية، مثل شهري 11و12، فهي مواسم لانتشار فيروسات مثل البرد والانفلونزا وكذلك كورونا.
أما السبب الثاني وراء التخوف من إبريل المقبل فيتلخص في أنه يعد موسم لتجمع المناسبات، مثل رمضان، -بحسب أمجد- حيث واصل حديثه قائلًا: لدينا مثال واضح ففي الموجة الأولى قبل دخول الشهر الكريم، شهدت تلك الفترة تجمعات من جانب المواطنين في أماكن عدة من أجل شراء المستلزمات، فكان فرصة من ذهب أمام كورونا لنشر العدوى.
وأضاف: لذا فإن سبب التخوف كما ذكرت أن إبريل هو شهر الفيروسات والتجمعات، ولكن أريد القول أنه في حالة الالتزام بالاجراءات الاحترازية فلن يكون هناك موجة ثالثة، هي فقط موجة تكهنية، نظرًا لوجود احتمالية عدم التزام من جانب المواطنين.
واستكمل: لقاحات كورونا المتواجدة حول العالم تنقسم إلى قسمين؛ تقليدية وهي آمنة مثل سينوفارم الصيني، استرازينكا، وسبوتنيك الروسي، على عكس لقاحي فايزر ومودرنا اللذين يتطلبان حفظهما في درجات معينة تصل لـ 70 درجة تحت الصفر.
هل انتشرت في مصر سلالات جديدة؟
البعض الآخر تسائل إن كانت هناك سلالات أخرى لكورونا دخلت مصر؟؛ وفي هذا الصدد أكد دكتور عبد الجواد هاشم، استاذ الميكروبيولوجي والمناعة، أنه لا يمكن تحديد ما إذا كان هناك سلالات جديدة لفيروس كورونا دخلت مصر من عدمه، إلا من خلال إجراء نوعية معينة من التحاليل ترسل إلى الخارج.
وتابع: ولكن بغض النظر عن فكرة دخولها أو لا، فالمبشر أن التطعيم سيعمل على مثل هذه السلالات والسلالة الأصلية ايضًا، فالتغير الذي حدث في السلالة الافريقية والبرازيلية وقبلها جنوب لندن، هو تغير غير جوهري.
واستكمل: قولا واحدًا اللقاح هو الحل الوحيد للقضاء على فيروس كورونا، إلى جانب الاجراءات الاحترازية، وأريد الاشارة إلى أنه خلال أيام سيتوجه الطلاب إلى الجامعات والمدارس، وستبدأ الامتحانات، ويمكن مرور تلك المرحلة بنجاح في حال اتباع الاجراءات الاحترازية، مع تعقيم المدرجات والفصول.
كانت وزيرة الصحة والسكان لوحت قبل أيام بأن الفترة المقبلة ستشهد مصر موجة ثالثة، حيث قالت: من خلال الدروس المستفادة من الموجة الأولى والتي أظهرت ارتفاع حالات الإصابة في شهر إبريل عام 2020 ، فإن التوقعات تشير إلى أنه من الممكن أن يشهد شهر إبريل عام 2021 زيادة في عدد الإصابات، حيث إن الذروة تكون في الأسبوع السابع من كل موجة، وذلك وفقًا للمؤشرات البحثية العالمية.
ولكنها في الوقت نفسه أوضحت أنه ليس من المؤكد ارتفاع معدل الإصابات خلال هذه المدة الزمنية، مشيرًة أن مصر تحرص على مواجهة وإدارة جائحة فيروس كورونا من خلال اتباع منهج علمي بالإضافة إلى متابعة تطبيق الخطة الوقائية والاحترازية للتصدي للفيروس.
جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة الصحة في المؤتمر الصحفي للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم أفريقيا، أول أمس الخميس، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، مع الدكتور "مويتي ماتشيديسو"، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا، والدكتور "بيتر بيوت"، المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة المعني بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).
يذكر أن أول اصابة سجلتها مصر بفيروس كورونا المستجد كانت منتصف شهر فبراير من العام الماضي، وشاركت مصر في التجارب الإكلينيكية في مرحلتها الثالثة للقاح فيروس كورونا الصيني "سينوفارم" والتي كانت تجرى في 7 دول مختلفة.
واستقبلت مصر 3 شحنات من لقاحات كورونا من شركات سينوفارم واسترازينكا، وتمت إتاحتها للأطقم الطبية في مستشفيات العزل والصدر والحميات بعد حصولها على موافقة الطوارئ المصرية.
تأتي توقعات زيادة الاصابات تزامنًا مع قرب العودة للمدارس والجامعات، وتصاعد المطالبات بتأجيل الامتحانات، أو عقدها أون لاين، لتجنب انتقال وانتشار عدوى كورونا.
الجدير بالذكر أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الجمعة، هو 172602 حالة من ضمنهم 134215 حالة تم شفاؤها، و 9899 حالة وفاة.