بعد توقف 5 سنوات.. طائرات روسيا تعود لشرم الشيخ مارس المقبل

الروس يمثلون الشريحة الأكبر في شرم الشيخ

في خطوة مهمة لاستعادة جزء من عافية السياحة المصرية، التي تضررت بقوة بفعل جائحة كورونا وما أحدثته من توقف شبه كامل للسياحة والطيران عبر العالم، أعلنت القاهرة عن استئناف رحلات الطيران الروسية إلى المقاصد السياحية في شرم الشيخ والغردقة بنهاية مارس المقبل.

 

وقال أشرف نوير رئيس سلطة الطيران المدني المصرية، اليوم الخميس، إن الرحلات الجوية المباشرة من روسيا إلى منتجعي شرم الشيخ والغردقة المطلين على البحر الأحمر ستستأنف في مارس المقبل، بعد توقف استمر أكثر من خمس سنوات.

 

وأوضح نوير أن الرحلات ستكون بواقع رحلتين إلى الغردقة، ورحلتين إلى شرم الشيخ، وذلك بعد موافقة السلطات الروسية، وسوف يتم زيادة الرحلات فور انتظام التشغيل.

 

وأشار نوير إلى أن وفدا روسيا من 17 فردا من مفتشي الأمن بوزارة النقل الروسية أشاد بالإجراءات الأمنية المتبعة في مطاري شرم الشيخ والغردقة، بعد جولة تفتيشية، استغرقت 7 أيام.

 

كانت الرحلات الروسية إلى المقصدين السياحيين الشهيرين قد توقفت بعد تحطم طائرة ركاب روسية في سيناء في أكتوبر 2015 مما أودى بحياة 224 شخصا. وأضاف نوير أن شركة الطيران الروسية (نورد ويند) قدمت طلباً لبدء تسيير رحلات إلى المدينتين اعتبارا من 28 مارس المقبل.

 

وخلال السنوات الماضية أعلنت روسيا أكثر من مرَّة قرب عودة السياحة إلى شرم الشيخ والغردقة، وإرسال وفود من خبراء قطاع الطيران الروس للاطمئنان على سلامة الطيران المصري، إلا أن الامر بقي عالقًا دون تحديد أسباب.

 

وآخر تلك الوفود مطلع فبراير الجاري، إذ زار وفد روسي أمني القاهرة لمدة أسبوع، لتفتيش مطاري شرم الشيخ والغردقة، بهدف استئناف الرحلات الجوية إلى المطارات المصرية.

 

ومع إعلان السفير الروسي بالقاهرة جورجي بوريسينكو، أنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور مصر في شهر مارس المقبل، ربط خبراء بين هذه الزيارة وبين استئناف الرحلات الجوية الروسية.

تأثير واسع

وتمثل السياحة الروسية إلى مصر أهمية كبيرة حيث تبلغ نحو 35% من إجمالي الحركة الوافدة سنويًا إلى مصر، كما يشكل الروس والبريطانيون نحو 60% من السائحين القادمين جوًا إلى شرم الشيخ.

 

ويتراوح إنفاق السائح الروسي بين 55 إلى 60 دولارًا في الليلة، كما تعمل 428 شركة روسية في مصر برأسمال 127 مليون دولار، تتركز معظم هذه الشركات في قطاعات السياحة بنحو 105 شركات، بالإضافة إلى شركات أخرى في قطاعات الإنشاءات والقطاع الخدمي والصناعي والاتصالات والزراعة.

 

وكانت السياحة الروسية تحقّق مكاسب وصلت إلى 2.5 مليار دولار في الموسم السياحي الواحد قبل عام 2015، ومن المتوقع أن تصل إيرادات السياحة الروسية حال عودتها إلى 5 مليارات دولار في الموسم السياحي الواحد.

 

وتسببت تداعيات جائحة فيروس كورونا في هبوط كبير بإيرادات السياحة بمصر لتبلغ نحو أربعة مليارات دولار في 2020، نزولا من 13.03 مليار في العام 2019، وسط جائحة كوفيد-19 التي ألحقت ضررا شديدا بالقطاع، لكن تركيز مصر تحول من أعداد الزائرين إلى أن تظل وجهة آمنة رغم الأزمة.

جهة آمنة

وأعلن وزير السياحة والآثار المصري خالد العناني أن عدد السياح الذين زاروا مصر بلغ نحو 3.5 مليون في 2020، مقارنة مع 13.1 مليون في 2019. وأضاف في مقابلة مع رويترز "شهدنا عاما رائعا في 2019 من حيث الأعداد والإيرادات، وأيضا أول شهرين في 2020 كانا أعلى بنحو 8% في الأعداد والإيرادات، حيث زار البلاد 2.4 مليون سائح حينها.

 

وتابع العناني: "الهدف حاليا ليس قياس عدد السائحين لكن أن يقال إن مصر وجهة سياحية آمنة في ظل أزمة كورونا". في مارس من العام الماضي، أغلقت مصر الفنادق عندما بدأت أزمة كورونا بها ثم أعادت فتحها بعد حوالي شهرين بنحو 25% من السعة الاستيعابية وزادت تلك النسبة لاحقا إلى 50%.

 

بدورها توقعت د. غادة شلبي، نائب وزير السياحة والآثار المصري، أن ترتفع أعداد السائحين القادمين إلى مصر خلال العام الجاري، بعد ظهور اللقاحات وبدء حملات تطعيم في دول كثيرة حول العالم، على أن يصل قطاع السياحة المصري لمرحلة التعافي بحلول الربع الثالث أو الرابع من العام الحالي على أقصى تقدير، وفقا لما سيتم الإعلان عنه من لقاحات لمكافحة تفشي فيروس كورونا.

 

وأوضحت شلبي، في يناير الماضي، أن الطقس والمناخ المناسب الذي تتمتع به مصر على مدار العام، جعلها مقصداً مناسباً للأسواق الأخرى سواء في أوروبا أو الدول العربية، لذلك نجحت مصر في جذب أعداد من السائحين خلال الفترة الماضية من الدول التي لم تمنع رعاياها من السفر، وكانت منتجعات البحر الأحمر في شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم مناسبة لهم لقضاء إجازاتهم والخروج من العزلة التي فرضها عليهم المرض.

تراجع ضخم

تراجعت إشغالات الفنادق المصرية بنحو 60% في 2020 بمتوسط 30%، وفقا لتقرير مؤسسة كوليرز إنترناشونال لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .

 

وفي مصر كان التراجع الأكبر لإشغالات الفنادق بالقاهرة، حيث تراجع الإشغال بمعدل 65% على أساس سنوي خلال 2020، بمتوسط بلغ 27% على مدار العام.

 

وتدهورت الإشغالات بصورة أكبر في الغردقة وشرم الشيخ حيث أنهت فنادقها العام بمعدل إشغال بلغ 24% و23% على الترتيب.

 

أما الإسكندرية فكانت أقل تضررا، إذ بلغ متوسط الإشغال 45% خلال العام الماضي، بتراجع 44% على أساس سنوي.

 

ومن المنتظر أن تقفز معدلات الإشغال بالفنادق المصرية خلال العام الجاري، مع انتشار برامج التطعيم ضد "كوفيد-19" عالميا، وهو ما من شأنه تحفيز السفر والسياحة الدولية مجددا.

 

وتستعد الغردقة وشرم الشيخ لتكونان أكبر المستفيدين من الانتعاش المنتظر، إذ يتوقع تقرير كوليرز ارتفاع الإشغال بهما بمعدل 88% و78% على الترتيب خلال 2021.

 

ووفقا للتقرير ستشهد الإسكندرية أكبر نسبة إشغال بين المدن المصرية خلال 2021 لتصل إلى 62%، في حين سترتفع في القاهرة بمعدل 53% لتبلغ نسبة الإشغال 43% في 2021.

 

ووضعت وزارة السياحة والآثار، خطة استراتيجية للنهوض بالقطاع السياحي بعد التعافي من فيروس كورونا المستجد، تتضمن حملة ترويجية كبرى تبدأ في منتصف عام 2021 لمدة 3 سنوات تستهدف الأسواق الواعدة والرئيسية، بجانب إطلاق حملات مصغرة للسوق العربي والمتحف المصري الكبير.

مقالات متعلقة