"الإرادة هي الفكرة والعزيمة هي الروح" في أوقات كثيرة تكون الحكم مجرد حبر على ورق حتى نقابل نماذج تحييها وتحولها إلى شعار حي ملهم.
والقصة التي نقدمها في هذا الموضوع هي قصة إصرار وطموح وتحدٍ لجميع العقبات، فهي حكاية أول معيد في مصر من متلازمة داون ، والذي عين كمعيد بكلية الإعلام بالجامعة الكندية بالقاهرة .
كانت البداية عندما ولد إبراهيم الخولي واكتشف والديه إنه طفل مختلف وأخبرها الأب أنه سيكون غير قابل للتعليم والكلام ، لكن الأم رفضت هذا الكلام وقررت أن تخوض تجربة مختلفة مع طفلها.
بعد سنة بدأت الرحلة حيث قامت والدته برحلة من العلاج الطبيعي من أجل عضلاته واستطاعت أن تعلمه جميع الأشياء عن طريق الرقص واللعب.
ونجحت الأم "إيمان والي" أن تصنع نموذجا مختلفا ومتفوقا على الصعيد الرياضي والتعليمي.
بدأ مشوار إبراهيم الرياضي بعمر الـ5 سنوات، حيث تمكن من لعب تنس الطاولة، والتنس الأرضي، ورياضيات أخرى كالسباحة والسلة،
وأصر إبراهيم على إثبات تفوقه الرياضي، فهو بطل مصر وشمال أفريقيا والشرق الأوسط للتنس الأرضي.
"أذا اردت أن تعيد إنسانا للحياة فضع في طريقه انسانا يؤمن به "
تحكي الأم في حوارها الخاص مع مصر العربية تفاصيل حكايتها مع ابنها الذي دائما ما آمنت به وزرعت داخله الإصرار والطموح.
لم يكن الطريق الذي سلكته الأم مفروشا بالورود بل كان به الكثير من العقبات والصعوبات ، وتقول :" في أحد المرات كان في زيارة لتصدم من رد فعل سيدة قررت أن تأخذ ابنها وتختفي حتى نهاية الزيارة".
ثم توالت الصعوبات بدخول "إبراهيم" المدرسة ، مشيرة إلى أنها لم تجد تقبل من الآخرين لإبراهيم خاصة في ظل إصرارها أن يتواجد وسط أطفال طبيعيين وليس في مدرسة لذوي الإحتياجات الخاصة.
وتمسكت "إيمان" بذلك حتى بالفعل ما انضم إلى مدرسة عادية؛ ليثبت مهارة عالية وحاول دائما أن يكون على نفس مستوى باقي الزملاء في الصف، حتى اصبح القائد في الفصل .
لم يستطع اليأس أن يجد طريقه مع الأم، ودائما ماكان إيمانها بالله أكبر، ولم تتخلى عن نصيحتها الدائمة لابنها ابراهيم "رأسك فوووق.. أنت الأول .. انت the first".
وضعت "إيمان" هدفا واحدا نصب عينها وهو أن يكون ابنها سعيدا ، قائلة :" انا لم اعتم على أشخاص كان اعتمادي على الله ، لأن التركيز في الآخرين يعطل الإنسان ولم أحاول خلال رحلتي أن أشكو أحدا أو أقول أن هذا حقي ، انا اعتمدت على ما لدي".
"دعني أفوز دعني اكون شجاعا في المحاولة"
كان طريق إبراهيم لا يعرف المستحيل، ففي عام 2008 كانت البطولة الدولية الأولى له في إيطاليا، وحصل بها على ميداليتين فضيتين، وكان عمره 15 سنة كما حصل على الشهادة الإبتداية.
قبل المرحلة الإعدادية ، قررت الام تعليم ابنها الكمبيوتر وتعلم العديد من البرامج ،ثم وصل إلى مرحلة الثانوية وحصل على الشهادة الثانوية العامة بمجموع 77%.
وفي عام 2013 حصل على المركز الأول ببطولة عمان، وكان الوحيد الحاصل على ميدالية ذهب لمصر.
وفي عام 2014 في البطولة الإقليمية العربية بإستاد القاهرة حصل على ميداليتين فضيتين.
كشفت والدة إبراهيم أن مثله الاعلي دكتور عمرو شهدي ، وهو استاذه في الجامعه والأب الروحي ، وأن حلمه أن يصبح رئيس الجامعة .
1
ثقافة التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة
ترى إيمان أن هناك طفره حدثت بالتصديق علي قانون حقوق ذوي الإعاقه منذ ديسمبر 2018 ولكنه يحتاج للتفعيل علي أرض الواقع وتوعيه أولياء الامور والجهات المعنيه به
وقالت لمصر العربية :" ثقافه المجتمع بالتأكيد تغيرت للأفضل واصبح هناك قبول واضح لوجودنا ولكن كلها قناعات فرديه ونحتاج إلى وعي".
وتابعت :"الموضوع يبدأ من الأم، فكل أم ترى أولادها ذو شأن سينعكس هذا على تعامل الأشخاص حولهم ، وعدم تعرضهم للإهانة هذا شي غاية في الأهمية لأني اجد بعض أولياء الأمور يتعاملون بإهمال مع هؤلاء الأولاد واحترام قدراتهم.".
اصحاب متلازمة داون يتحدون
يحاول أصحاب متلازمة داون الإندماج في المجتمع وفي المهن والمناصب المختلفة ليس على الصعيد المحلي في مصر فقط بل في في الوطن العربي والعالم.
ومن النماذج المصرية غير "إبراهيم الخولي"، سنجد أول مذيعة من أصحاب متلازم داون "رحمة خالد" التي انضمت لبرنامج "8 الصبح في 2018 ، والذي يذاع على "دي إم سي"، ولا يقتصر تفوقها في تحقيق حلمها بأن تكون مذيعة فقط فهي بطلة في السباحة.
في 2019 ، أعلنت إحدى شركات الطيران عن اختيار أول مضيفة من أصحاب متلازمة داون وهي هبة عاطف .
أما أول معلمة من أصحاب متلازمة "داوون" تدعى "هبة الشرفا" وتعيش في غزة وتدرس للصف الأول والثاني.
أما أشهر مطعم بيتزا في الأرجنتين يمتلكه 4 أشخاص من أصحاب متلازمة داون ، تفوقوا في فن الطهي حتى نجحوا في فتح أول مطعم لهم في عام 2016.
ماذا تعرف عن متلازمة داون ؟
يقدر عدد المصابين بمتلازمة داون بين 1 في 1000 إلى 1 في 1100 من الولادات الحية في جميع أنحاء العالم.
ويولد كل عام ما يقرب من 3،000 الى 5،000 من الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب الجيني.
لا يوجد أرقام رسمية حول عدد أصحاب متلازمة داون في مصر لكن بعذ الدراسات ذهبت إلى أن "نسبة ولادة أشخاص بمتلازمة داون في مصر تبلغ 1 من بين كل 600 شخص".
يذكر أن "متلازم داون" هي مجموعة من السمات الجسدية والعقلية ترجع لمشكلة جينية تحدث قبل الولادة، حيث يولد الطفل بنسخة إضافية من كروموسوم 21 الخاص به، إذ أن الإنسان الطبيعي لديه 46 كروموسومًا، ولكن المصابين بالمتلازمة دائمًا ما يكون لديهم 47 كروموسومًا، بجانب أن الكروموسومات الإضافية أو غير الطبيعية تغير الطريقة التي ينمو الجسم والمخ بها.
ويولد الأطفال المصابين بمتلازمة داون بوزن متوسط لكن نموهم يكون أبطأ من نمو الأطفال الطبيعيين، ويكون لديهم مشكلات بالتنفس، والأذن، والأمعاء، والقلب، وتسبب تلك المشكلات الصحية مشكلات أخرى مثل التهابات مجرى التنفس أو فقدان السمع