حقيبة ورحلة إلى رفح.. قصة لانش بورسعيد وضحايا لقمة العيش

ضحايا لانش بورسعيد (لحظة وصول جثمان الغريق الثاني من رفح )

اعتلى الرفاق الخمسة متن ذاك القارب (لانش بورسعيد) الذي يعملون عليه، ولم يعرفوا حينها أنه سيكون ذهاب بلا عودة وستنتهي رحلتهم  هنا في عرض البحر، فعلى حين غفلة صاروا غرقى بعدما انقلب "اللانش" بغاطس البحر المتوسط قبالة سواحل بورسعيد أثناء قيامهم بمهمة توصيل أحد الطرود. 

 

"مصر العربية" تواصلت مع إبراهيم رجب، شقيق سائق "اللانش" المنكوب، ليروى لنا تفاصيل القصة كاملة ويطلعنا على آخر المستجدات، وكذلك تحدثنا مع كابتن إيهاب المالحي، قائد غواصين الخير وواحد ممن يتابعون عملية الانقاذ لضحايا "لقمة العيش"، كاشفًا عن خيط جديد تم العثور عليه خلال الساعات القليلة الماضية.. 

 

 

أثناء عملية البحث عن الـغارقين

 

رواية شقيق سائق اللانش

 

مع دقات التاسعة من مساء الثلاثاء الماضي، اعتلى عم رجب صبح القبطان، البالغ من العمر 40 عام وبرفقته 4 آخرين اللانش المنكوب في بورسعيد، بعد تحميله بطرود تحوي قطع غيارتزن ما يزيد عن 12 طنًا قادمة من المطار بهدف توصيلها لمركب آخر من المفترض أنه ينتظرهم في غاطس البحر المتوسط، -حسبما روى شقيق سائق اللانش لمصر العربية-

 

تلك المهمة كلفهم بها توكيل "إدوارد"، فبعد التأكد من تحميل الطرد انطلق اللانش في عرض البحر وعلى متنه ضحايا "لقمة الـعيش" الـ 5 وهم  شخصان من التوكيل هما ماهر جابر ومحمود السيد، و2 من البحارة هما محمد الخنيني وعم صلاح، أما الخامس فهو سائق اللانش ويدعى رجب صبح. 

 

 

كانت المفاجأة الأولى حينما اتصل سائق اللنش بالسفينة التي تنتظرهم في عرض البحر للتأكد من احداثياتها في ليل حالك السواد وشديد البرودة، فاخبرتهم أنها لا تقف في المكان المقصود ولكن بعده بقليل، حتى لا تدفع رسوم التواجد في أماكن الانتظار، لم يجد قائد اللانش أمامه خيار آخر -حسبما روى شقيقه- فتوجه لهم إلى حيث يقفون. 

 

 

لحظة وقوع الكارثة

 

بعد الوصول والبدء في نقل الحمولة، اتخذت الأحداث تسلسلًا دراميًا ومأسويًا أيضًا في غضون لحظات، فالونش الذي يرفع الطرد تعطل، وبدلًا من أن يُنزله على متن السفينة الأخرى أسقطه على حافة اللانش فاختل توازنه وانقلب بمن فيه في عرض البحر. 

 

حاول الـرفاق الـ 5 مُصارعة الأمواج، في حين ألقت لهم  السفينة الأخرى التي كان من المفترض أن تستلم منهم الطرد  "لايف جاكيت"، وبعثت برسالة استغاثة تفيد غرق اللانش، ثم قررت بعدها أن تعطي لهم ظهرها وترحل -بحسب رواية شقيق سائق اللانش-. 

 

بعد وصول فرق الانقاذ بحثًا عن الغرقى كانت الأمواج قامت بمهمتها على أكمل وجه وابتلعت كل شئ، ولكن بقى على السطح جاكتي انقاذ فارغين وجثمان واحد من الغرقى يطفو بعدما بدا متشبثًا  باللايف جاكيت الخاص به.

 

 

رحلة غريق من بورسعيد لرفح

 

ولكن بعد مرور الأيام؛ ظهر اليوم جثمان غريق ثاني من الغرقى الـ 5 بسواحل رفح -حسبما روى لنا ايهاب المالحي- قائد غواصين الخير قائلًا: "الحمد لله تم العثور على الجثمان التاني في رفح وباقي كده 3 كمان". 

 

الجثمان الذي حملته الأمواج من بورسعيد لـ رفح جنوب قطاع غزة،  يخص  ماهر جابر خلة عبيد، يبلغ من العمر 48 عامًا، وكان بحوزته بطاقة هويته التي دلت على مصريته. 

 

الأجهزة الأمنية بغزة اخطرت الجهات المصرية بعثورها على جثمان "ماهر" المقيم بـ 3 مساكن السلام الجديد، بحي الضواحي ببورسعيد، وكان من حسن حظه أن قذفته الأمواج على شواطئ رفح، في وقت لا زال يختبئ في باطنها 3 آخرين. 

 

 

العثور على حقيبة غريق

 

 

وتابع المالحي: فبسبب أن البحر كان عاليًا للغاية وتيار الهواء كان شديدًا فالجثمان تحرك نحو 200 كيلو إلى أن وصل لـرفح، وتم تسليم الجثمان للجانب المصري، بعد العثور على جثمانه من قبل الأجهزة الأمنية بغزة. 

 

وأضاف لـ "مصر العربية": ليست هذا فحسب فغواصين الخير بفلسطين وكذلك الانقاذ هناك عثروا على حقيبة  اعتقد أنها تخص واحد من الـغرقى الـ 3 الذين ما زالوا مفقودين، وربما تكون دليلًا على وجود أحدهم بالقرب من الجثمان الذي تم العثور عليه اليوم برفح. 

 

وواصل حديثه: بسبب شدة التيار وسوء الطقس منع جميع الغواصين من النزول لمنع مزيد من الخسائر، ولكن هناك أمل في ظهور الـ 3 الآخرين. 

 

 

 وأفاد ماهر أبو مرزوق المسئول عن غواصين الخير المتطوعين بفلسطين بأن الغريق الذي عثر عليه صباح اليوم ماهر عبيد، هو ريس لنش صيد تابع لشركة بترول في بورسعيد، مضيفا أن هناك اثنين  مفقودين، وحسب احداثيات مصرية تفيد بوجود الغريقين في المحيط الذي عٌثر فيه على الغريق الأول.

 

وأكدت الإدارة العامة لغواصي الخير المتطوعون  بعثورهم على حقيبة شخصية لأحد المفقودين المصريين الثلاثة فى البحر، عائمة على سطح البحر، بعد تسيير دوريات  راكبة وراجله من البحرية الفلسطينية للبحث عنهم، ومازال البحث جاري عن ثلاث من المفقودين بعد أن جرفتهم مياه البحر من بورسعيد إلى بحر قطاع غزة.

 

 

وصول الغريق الثاني لمصر

 

وصل إلى مصر مساء اليوم السبت، جثمان الشهيد ماهر جابر خلة إلي مستشفي السلام ووجه اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد بسرعة انهاء كافة الاجراءات اللازمة حتي تسليم الجثمان لاسرة الشهيد للبدء في مراسم دفن الجثمان. 

 

كما تابع المحافظ عمليات البحث المستمرة من كافة الأجهزة عن باقي جثامين شهداء حادث غرق اللنش البحري امام شواطي بورسعيد. 

 

 

وأشار اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، إلى أن جهاز المخابرات العامة المصرية أتم إجراءات تسلم جثمان ماهر جابر خلة، بعد ظهوره علي شاطئ رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، وتكليف هيئة الإسعاف بدفع إحدى السيارات التابعة لها من مدينة العريش لاستلام الجثمان ونقله إلى مستشفي العريش ثم جرى إعادته لمحافظة بورسعيد بعد اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة.

 

وأكد محافظ بورسعيد أن القوات البحرية وسعت دائرة البحث عن باقي ضحايا الحادث في المنطقة الممتدة من شرق منطقة بالوظة حتى العريش، والتعامل مع حسابات التيارات المائية التي قد تكون دفعت بباقي جثامين الشهداء.

 

 

مقالات متعلقة