بعد اعترافات قائد مركب «وادي مريوط».. «رحلة الموت» في قصة مصوّرة

مركب وادي مريوط.. رحلة الموت

 

اصطحب أفراد عائلته بأجمعهم على متن قاربهِ الصغير، لم يُدرك حينها أن محاولته لاقتناص لحظات كي يسعدهم سُرعان ما ستنقلب عليهم رأسًا على عقب، ويفقدهم جميعًا دفعًة واحدة نتيجة سوء تقدير منه،  ليس هذا فحسب بل إن تلك النزهة الأخيرة قادته إلى قفص الاتهام، وساقت أسرته إلى حافة القبر..  

 

عن "نزهة بحيرة وادي مريوط" نتحدث التي شغلت الرآي العام، وراح ضحيتها 20 ما بين مصاب وغريق، السواد الأعظم منهم من صغار البيت، فقبل ساعات كشفت النيابة العامة عن نص اعترافات قائد المركب المنكوب، بعدما سمحت له بالخروج لدفن أفراد عائلته وعودته لمحبسه من جديد. 

 

 

"الأمواج" في قفص الاتهام

 

ففي وقتٍ تصاعدت روايات غواصين تُفيد وتؤكد أنَّ سبب غرق القارب هو صعود الـ 20 على متنه دفعة واحدة، خلال رحلة العودة من جزيرة بوادي مريوط، كان لقائد المركب رواية أخرى خلال اعترافاته أمام النيابة العامة حيث أنكر ما نُسب إليه من اتهام، وأشار إلى أنَّ انقلاب المركب يعود سببه لعلوِّ الأمواج نتيجة شِدَّة الرياح يومَ الحادث، لكنه في الوقت ذاته اعترف بعدم حصوله على ترخيص بها من الجهة المختصة، -وفقًا لبيان النيابة العامة-.   

 

 

المركب غير مرخصة

 

«الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية» من جهتها أفادت في التحقيقات أنَّ مكان الواقعة عبارة عن تجمع مائي مغلق بدون فتحات تصله بالبحر أو بأي مصرف، وأنَّ مصدر المياه فيه هو نشع البحر ومياه الأمطار المتساقطة على جبلي (أبو صير) و(وادي مريوط)، وأنه مُخصص جزء منه في الاستزراع السمكي دون التصريح بإبحار المراكب فيه سواء للنزهة أو الصيد، وأنَّ المركب الغارقة لم تصدر لها ترخيص من الهيئة.

 

 

خرج لدفن ذويه

خلال التحقيقات أمرت النيابة بصرف المتهم مؤقتًا لاستلام جثامين ذويه المتوفين الـ 14 بالحادث لاتخاذ إجراءات دفنهم، ثم إعادة عرضه لاستكمال استجوابهـ فيما  نُسب إليه من تسبُّبه خطأً في موت المجني عليهم بإهماله ورعونته وعدم مراعاته للوائح والقوانين باستخدامه مركبًا غيرَ مُرخصٍ به في التنقل للنزهة بالرغم من علمه بعدم صلاحيته فنيًّا لنقل الركاب؛ لخلوه من وسائل الإنقاذ الكافية، مما أسفر عن انقلابه وغرقه وموت المجني عليهم، -بحسب البيان الرسمي للنيابة العامة-. 

 

 

التهمة "قتل خطأ"

 

انتهت التحقيقات بقرار النيابة بحبس قائد مركب "وادي مريوط" المتهم، أربعة أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات، إثر اتهامه بالقتل الخطأ نتيجة إهماله، ما تسبب في وفاة أربعة عشر راكبًا ما بين أطفالٍ وبالغين من ذويه، ونجاة ستة آخرين..

 

 

بداية القصة 

 

القصة بدأت حينما قررت إحدى العائلات  الخروج في رحلة ترفيهية على متن قارب صغير للجلوس على جزيرة في بحيرة وادي مريوط، بالإسكندرية،  كانت حينها الشمس تجمع خيوطها بينما بدأ الظلام يكسو المكان في ليل باردٍ..

 

بلغ عدد الحاضرين حينها 20 من عائلة واحدة بينهم سيدتين و17 طفلًا يبلغ عمر أصغرهم 6 أشهر إلى جانب قائد المركب المنكوب، اعتلى القارب وقتها 10 منهم ثم لحق بهم الـ 10 الباقيين .. 

 

بعد قضاء بعض الوقت على الجزيرة، قرر الجمع العودة ولكن دفعة واحدة على متن ذات القارب الذي تبلغ أقصى حمولة له 5 أفراد، -حسبما روى لنا حينها كابتن إيهاب المالحي -أحد غواصين الخير المتطوعين لانتشال الضحايا-، لقراءة المزيد اضغط هنـــــا

 

 

وفي غضون لحظات انقلب القارب بمن فيه من أطفال صغار في الأعماق، أثناء رحلة العودة وسرعان ما تحولت النزهة لـ حادث مُفجع  بعد غرق المركب المنكوب  ببحيرة مريوط بالكيلو (٩.٥). 

 

 

لبن أطفال وحفاضات

 

فلم يتبق في المكان سوى عُلب لبن الأطفال والحفاضات على سطح الماء وبقايا طعام، وسادت حالة طوارئ في المكان، كما حضر غواصون وفرق الانقاذ للبحث عن الضحايا واية ناجين من أجل انتشالهم.

 

ففي اليوم الأول تم انتشال 9 متوفين بينهم ذاك الصغير صاحب الـ 6 أشهر، وتم استخراج 6 ناجيين، حيث جرى نقلهم بالإسعاف إلى مستشفى العامرية العام ومستشفى آخر خاص، أما قائد المركب فألقي القبض عليه. 

 

ومع مواصلة البحث  عثروا على باقي الجثامين، فالمكان ليس كبير للغاية، لذا لم تكن المهمة في صعوبات مهمات أخرى، ولكن تمثلت الصعوبة في استخراج ضحايا أطفال من تحت الماء بعدما لفظوا انفاسهم الأخيرة،  فضلًا عن برودة الطقس وقتها. 

 

 

 

 

اقرأ ايضًا:

 

ألقي القبض عليه في النهاية..

«مالك المركب المنكوب فرَّ هاربًا».. تطورات جديدة في واقعة «وادي مريوط»

 

آخرها «نُزهة وادي مريوط».. أبرز 3 حوادث غرق في 2021

 

صور| نزهة تحولت إلى نكبة.. 19 ضحية في غرق مركب مريوط

 

حقيبة ورحلة إلى رفح.. قصة لانش بورسعيد وضحايا لقمة العيش

 

صور| «يا فرحة ما تمت».. القصة الكاملة لشهيد «جهاز العروسة»

مقالات متعلقة