غرائب كورونا | شاب يفيق من غيبوبته بعد عام على الجائحة.. وعملية ولادة نادرة

 

بعد سبات عميق دام لنحو 3 أسابيع، استيقظت الأم  فلم تجد حينها أثرًا لمكان جرح الولادة القيصرية، حاولت للحظات استجماع ذاكرتها وأين هي وصغيرها الذي كانت تضمه داخل احشائها، فلم تعثر سوى على صورة له وضعها أحدهم على الحائط في مقابلها. 

 

للوهلة الأولى ظنت أن الولادة مرَّ عليها ساعات قليلة لذا كانت صدمتها كبيرة حينما اطلعها شخص ما داخل الغرفة  بأنها وضعت طفلها قبل نحو 3 أسابيع ودخلت في غيبوبة كوفيد 19. 

 

 

 

أغرب ولادة في زمن الكورونا

 

ميلي براون البالغة من العمر 30 عامًا، هي تلك الأم صاحبة قصة أغرب ولادة في زمن الكورونا، فأول مرة ترى مولودها كانت بعدما قارب عمره على الشهر، نتيجة وضعها على أجهزة التنفس الصناعي بعد إصابتها بكورونا ودخولها في غيبوبة نقلتها إلى عالم آخر. 

 

بدأت القصة في مارس 2020؛ حينما علمت "براون" بخبر حملها بطفلها الثاني، وبعد مرور  28  أسبوع اظهرت نتائج التصوير بالأمواج الصوتية أنها ستصبح أمًا للمرة الثانية لصبي، لذا قررت هي وزجها "جوش" منحه اسم "تاكر" عندما يأتي لهذه الحياة.

 

 

 

لم تمر تلك المناسبة الخاصة بالكشف عن جنس المولود مرور الكرام، حيث قررت "بروان" وحبيبها "جوش" الاحتفال بأحد مطاعم الشواء، ولكن كانت المفاجأة حيث اكتشفت أنها لا تستطيع تذوق الطعام. 

 

في اليوم التالي؛ توجهت "براون" برفقة زوجها إلى المستشفى لفحص حالتها وكانت الصدمة في انتظارهما .. "إنها مصابة بكوفيد 19"، ظنت أن كل شئ سيمر على ما يرام ولكن بعد مرور 6 أيام في 18 سبتمبر ايقظها رفيق دربها من ثُباتها وأخبرها أنها تتنفس بطريقة غريبة، -بحسب موقع صحيفة ذا صن البريطانية-. 

 

 

بعدها بدأت الأحداث تسير في تسلسها الدرامي بعض الشئ؛ فـ "إيميلي" نُقلت حينها إلى المستشفى ووضعها الأطباء على جهاز التنفس الصناعي، واضطر الأطباء لادخالها في غيبوبة مستحثة  وسادت حالة من الذعر على صحتها وحياة الجنين ايضًا. 

 

ونظرًا لسوء حالتها أجرى  الأطباء لها عملية ولادة قيصرية طارئة لإخراج الجنين قبل موعد وضعها بنحو 7 أسابيع، بعدما اخبروا ذويها أن الأم قد لا تنجو من هذه المحنة، وعقب انتهاء المهمة حاولت الفرق الطبية نزع جهاز التنفس من عليها مرتين ولكنها عجزت الأم عن التقاط انفاسها بدونه. 

 

 

وأخيرًا في نهاية 14 أكتوبر؛ تمكن الأطباء من إجراء ثغر للقصبة الهوائية وأزالوا جهاز التنفس الصناعي، وكانت المفاجأة في انتظارها بعدما استفاقت من غيبوبة دامت لقرابة الشهر، حيث ظنت أن صغيرها الذي لم تجده في احشائها فارق الحياة ولكن سرعان ما طمأنتها ممرضات بالمستشفى على صحته. 

 

 

"فتحت عيني فوجدت نفسي في غرفةٍ غير مألوفة،  شعرت بالدوار والارتباك فحاولت استجماع قوتي والحصول على بوصلتي واتجاهتي، وكان هناك أنبوب متصل بـ حلقي.. لقد مر وقت طويل وأنا شبه فاقدة للوعي حتى أنَّ ندبة العملية القيصرية قد شُفيت، وبدا الأمر كما لو أنني لم أكن حاملاً على الإطلاق، كان الأمر سرياليًا للغاية ، وكان لا بد من اعطائي الأدوية لإبقائي هادئة"؛ عبارات جرت على لسان الأم وهي تشرح لحظاتها الأولى بعد 3 أسابيع من دخولها في غيبوبة كورونا. 

 

خرجت "إيميلي من المستشفى في 20 أكتوبر بعد مرور 6 أيام من استيقاظها من تلك الغيبوبة، إلا أن صغيرها "تاكر" احتجز في المستشفى لأسبوعين آخرين، وكانت والدته تزوره بصفة شبه يومية لإطعامه. 

 

وفي أوائل نوفمبر تمكن الصغير "تاكر" من العودة مع والدته "إميلي" وزوجها جوش وشقيقه الأكبر جورج، تقول الأم: "شعرت بالحزن لأنني فاتني كل اللحظات الأولى ، مثل سماع صراخه الأول ورؤيته بحجمه الطبيعي بعد الولادة".

 

 

اصيب بكورونا مرتين رغم دخوله في غيبوبة

 

 

"الفتى الضاحك" وقصته مع الغيبوبة

 

لم تكن قصة الأم "ايميلي" الوحيدة التي خطفت إليها الأنظار في ظل جائحة كورونا، ولكن هناك حكاية أخرى غريبة ايضَا سبق وتصاعد الحديث حولها لشاب غرق في غيبوبة عميقة قبل أن تضرب جائحة كورونا البلدة التي يقطنها بقوة ورغم هذا اصيب بكوفيد 19 مرتين وهو على فراش المرض. 

 

جوزيف فلافيل البالغ من العمر 19 عامًا، هو ذاك الشاب المراهق الذي تصفه اسرته بـ "الفتى الضاحك" تعود تفاصيل قصته لمارس 2020 ايضًا، فبينما كان يسير في الشارع صدمته سيارة مسرعة في منطقة ستارفوردشاير غرب بريطاني. 

 

 

ووقتها اصيب  بجروح خطيرة في رأسه والتي تعرف بـ  -إصابة الدماغ الرضيحة-، ما تسبب معه في دخوله في غيبوبة طويلة، بالدرجة التي جعلت الأطباء يفقدون الأمل تدريجيًا في تحسن حالته، فقاموا بنقله إلى دار رعاية ومنعت عائلته من زيارته بسبب اجراءات جائحة كورونا، ولكنهم كانوا يشاهدوه عبر أحد التطبيقات المصورة عن بعد، في حين سُمح لوالدته فقط  برؤيته مرة واحدة  بشروط محددة.

 

استيقظ  بعد عام من الغيبوبة ففوجئ بـ "كورونا"

 

وببطء شديد بدأ يخرج الشاب الصغير من غيبوبته دون أن يدري أنه اصيب بكورونا مرتين إحدهما كانت خلال العام الماضي والثانية مطلع العام الجاري، ويتوقع البعض أنه رغم زيارة الجائحة لجسده مرتين فإنه لم يكن يعرف شيئًا عنها قبل الحادث. 

 

.ففي تصريحات لـ "سكاي نيوز"؛ قالت عمته سالي فلافيل سميث: "لا ندري ما إذا كان جوزيف لديه اي علم بالوباء أم لا، لكنه قضى عدة أشهر في حالة كاملة من فقدان الوعي،  والغريب أنه رغم هذا اصيب بكورونا مرتين وهو على فراش المرض، احداهما خلال 2020 والثاني مطلع العام الجاري 2021، وربما انتقلت إليه العدوى عن طريق الطواقم الطبية". 

 

استيقظ الفتى من أخيرًا من غيبوبته التي دامت قرابة العام؛ وكانت المفاجئة في انتظاره عالم ضربه وباء أصاب نحو 115,133,714 من سكان الكرة الأرضية والتهم حياة 2,554,953 منهم في حين تماثل للشفاء 90,921,012 شخص. 

 

 

مقالات متعلقة