عبدالرحيم كمال.. «ساحر الدراما» الذي أبحر بين أروقة الصوفية والحكايات الشعبية

الكاتب عبدالرحيم كمال

كاتب يصيبك بدهشة، عندما تشاهد أعماله، الحوار عنده ليس عاديًا تشعر وكأنه أشعارًا بالعامية من عذوبة الكلمات ورقي الجمل الحوارية، استطاع أن يصنع عالما دراميا متماسكا ثريا بالنماذج الإنسانية.. إنه الكاتب والسيناريست عبد الرحيم كمال.

 

عبد الرحيم كمال، ذلك الكاتب الذي جاء من عالم الرواية استطاع أن يجذب إليه القراء والمشاهدين بمسلسلاته وكتاباته ليحفر اسمه بين كبار الكتاب أمثال أسامة أنور عكاشة ومحمد جلال عبد القوي، محفوظ عبدالرحمن، ويسري الجندي.

جاء الكاتب عبدالرحيم كمال، من الصعيد وتحديدًا من محافظة سوهاج، حيث انتقل مع أسرته وهو في مرحلة الطفولة واستقر في شبرا والتحق بالصف الأول الابتدائي.  

استكمل عبد الرحيم كمال، دراسته بالمدرسة الثانوية العسكرية في سوهاج ثم عاد للقاهرة في 1977، وكانت القاهرة مختلفة عن سوهاج بشكل كبير بالنسبة له، والتحق بعد ذلك بكلية التجارة الخارجية.

كانت القاهرة مبهرة لـ"عبدالرحيم كمال" وكل شئ بالنسبة له جديد، في وسط البلد كانت بداية علاقته بالمثقفين، عندما جلس على إحدى المقاهي التي لها علاقة بالثقافة، ليتبادلا الحديث سويًا في كافة الموضوعات، ويقرأ لأول مرة قصة كتبها نالت إعجاب الجميع.

بدأ عبدالرحيم كمال، حياته الأدبية في المعهد العالي للسينما قسم السيناريو، وبعد ذلك اتجه للأدب، ونشرت له رواية ومجموعتان قصصيتان، ليغير الدفة ويستجه إلى السينما والدراما. مع بدايته في فيلم "على جنب يا سطى" يحاول عبدالرحيم كمال دائمًا تقديم ما هوجديد ومتميز ومختلف بأسلوب جديد وممتع.

 

بصمتين في رمضان 2021  

يعرض للكاتب عبدالرحيم، في السباق الرمضاني 2021، مسلسلين هما: "القاهرة كابول"، و"نجيب زاهي زركش".

القاهرة كابول

بمطارادات بوليسية من نوع خاص، يشارك المؤلف عبدالرحيم كمال، في رمضان القادم، بمسلسل "القاهرة كابول" الذي يعتمد على 3 شخصيات رئيسية هم: الإعلامي ويجسده النجم فتحي عبد الوهاب، وضابط الأمن الوطني ويجسده النجم خالد الصاوي، وشخصية الإرهابى والذي يجسده النجم طارق لطفي.  

يسرد مسلسل "القاهرة كابول" ثلاث قصص مثيرة، حول المؤامرات التي تُحاك ضد المنطقة العربية، وخاصة مصر بالفترة الأخيرة، مسلطًا الضوء على الأعمال الإرهابية التي تقع في هذه المنطقة، حيث الإرهابي الذي يجسد شخصيته، الفنان طارق لطفي، الذي يتعاون مع عدد من المنظمات الإرهابية، ويتصدى له ضابط الشرطة.  

"القاهرة كابول" من بطولة طارق لطفي، حنان مطاوع، فتحي عبدالوهاب، خالد الصاوي، نبيل الحلفاوي، شيرين، ومن تأليف عبدالرحيم كمال، إخراج حسام علي.

 

نجيب زاهي زركش  

شهدت السنوات الأخيرة، نجاحات جمعت بين الثنائي النجم يحيى الفخراني والكاتب عبدالرحيم كمال، ليتعاونا للمرة الخامسة من خلال مسلسل "نجيب زاهي زركش". يشارك في بطولة المسلسل أنوشكا، وشيرين ورنا رئيس ونهى عابدين وكريم عفيفى واسلام ابراهيم، ومحمد محمود، وتميم عبده ومحمد الصاوى، وفتوح أحمد، وهالة فاخر إخراج شادى الفخرانى، وتأليف عبد الرحيم كمال.

 

تعاون عبد الرحيم كمال مع الفنان يحيى الفخراني، من قبل في مسلسلات "شيخ العرب همام" عام 2010، و"الخواجة عبد القادر" عام 2012، و"دهشة" عام 2014، و"ونوس" عام 2016.

رحلة كتابية جديدة

لم يكتفِ الكاتب عبدالرحيم كمال، بوضع بصمته هذا العام في عالم الدراما، ليفاجئ القراء بإصدار 4 كتب جديدة من أعماله، هي:  

كتاب "صاحب الوردة": عبارة عن مسرحية تطرح معالجة جديدة لشخصية الحلاج المتصوف الشهير.  

كتاب "ظل ممدود" يبحر في الحكي الصوفي.

 

كتاب "منطق الظل" ويكمل فيه الكاتب رحلته الصوفية مع الظل مازجًا بين سيرته الشخصية وتجربته.  

المجموعة القصصية "قصص بحجم القلب".

 

كواليس أعماله

 

تنوعت مسلسلات بين قوالب أدبية مختلفة وهنا جلت عبقريته، حيث يدخل هذا السيناريست بفلسفته إلى جوانب في أعماق الشخصية المصرية، ويترك بالروحانيات الصوفية أثرًا في النفوس، كما يناقش في أعماله الماورئيات.

 

عبد الرحيم كمال، من الكتاب المحظوظين، حيث كانت بدايته مع نجوم كبار، ففي مسلسل "الرحايا" في 2007 كان عمره حينها 36 عامًا، وفي "شيخ العرب همام" عام 2009 كان حينها 38 عامًا ، وهذه الأعمال قد استغرقت منه مايقرب من عشر أو خمسة عشر عامًا.  

تعود تجربة عبدالرحيم كمال، ككاتب إلى الحلم الذي بزغ منه ويعبر عنه دائمًا، والشغف الذي يدفعه ليعبر عن نفسه دراميًا، ويحلق بالمشاهدين إلى آفاق بعيدة من الجمال. شيخ العرب همام.. أشار إلى أن مسلسل "شيخ العرب همام" من أكثر المسلسلات التى تم عمل دراسات عليها، حيث قات بتناول فترة غامضة في مصر فـ شيخ العرب همام استطاع أن يستقل بجيش واقتصاد وغيره فى فترة صعبة ولم يكن لدى مصادر كثيرة وأنا أكتبه. وتابع: "في البداية كتبته كفيلم ولكنه لم يوفق، حيث كانت تكلفته عالية عندما عرضته على دكتور يحيى كمسلسل تحمس له جدًا وكان هذا المسلسل بداية علاقتي بدكتور يحيى".  

الخواجة بعد القادر..

قال الكاتب إنه استوحى سيناريو مسلسل "الخواجة عبد القادر" من خلال حكاية والده له عن هذه الشخصية، مضيفًا: "كتبته فى البداية كفيلم ولكنه قوبل بالرفض، وبعد أن كتبته كمسلسل تم رفضه من الكثيرين أيضًا وظل حلمًا من أحلامي حتى عرضته على دكتور يحيي الفخراني ورفضه فى البداية وبعد معالجته أعجب به وكتبته بسرعة ولم يستغرق كتابته إلا وقت قليل". الرحايا..   حكى عبد الرحيم كمال، أن مسلسل "الرحايا" من بطولة النجم الراحل نور الشريف، حكايته غريبة نوعا ما.  

وقال: "قبل البدء به كان قد عرض علىّ تحويل فيلم أجنبى لمسلسل وعندما أخذت رأى زوجتى قالت اعتذر عنه وقد كان، ويومها كانت تعرض الحلقة الأخيرة من مسلسل "أديب" لنور الشريف ودعت لى زوجتى أن أعمل معه ففوجئت بمكالمة هاتفية منه يطلب مني مسلسل صعيدي وذهبت لمقابلة المخرج حسنى صالح بفكرة المسلسل الذي أرسلها لنور الشريف وأعجب بها وبدأنا العمل فى الرحايا".

 

ونوس..

تحدث عن مسلسل"ونوس" قائلاً: "كان ونوس بالنسبة لي هو الشيطان المصرى وأصعب شيء فى هذا العمل أننى كنت لم أكن أكتب شخصية لحم ودم وقد كتبته ثلاث مرات لمدة سنة ونصف وفى البداية كان اسمه "نيروس" ثم تغير لـ"ونوس".

شكسبير في الدراما الصعيدية رغم إخلاص عبدالرحيم كمال، للحكاية المصرية الخالصة، إلا أنه لم يرفض تمصير الحكايات العالمية، إذ أعاد تقديم "الملك لير" لشكسبير بتفاصيل مصرية من الصعيد من خلال مسلسل "دهشة". قدم الكاتب رائعة شكسبير "الملك لير" بنكهة مصرية ونسجها بقصص شعبية مصرية، لتتناسب مع أجواء حكايات الصعيد من ناحية البناء الدرامي والشخصيات، وعقدة القصة المتمثلة في الميراث والصراعات الدائرة حوله. دمج عبدالرحيم كمال الأدب العالمي الكلاسيكي في أجواء الصعيد، لكن المميز أن المشاهد لم يشعر بتمصير النص وكأنه كتب في الأصل لتدور أحداثه في مصر، كما لم يشعر بتكلف في النص أو أخطاء الاقتباس المعتادة.

 

 

 

مقالات متعلقة