فيلم أرض الرحل «NOMADLAND».. محاولة للتخلص من هزائم الرأس مالية

فيلم أرض الرحل

"إهداء لمن رحلوا.. نراكم في المستقبل".. هذه الكلمات التي يختتم بها فيلم أرض الرحل حكايته التي تنافس على أوسكار 2021 ، والذي يحاول ان يعطي أملا لتعامل الإنسان مع الهزائم التي يمكن أن يتلقاها في رحلته.

 

و ينافس  الفيلم على عدد من الجوائز في أوسكار 2021، منها فئة أفضل فيلم وأفضل ممثلة ، وأفضل  إخراج وأفضل سيناريو.

 

 

 

التخلص من سيطرة الرأس مالية 

 

يقدم الفيلم في مضمونة محاولة  للتخلص من سيطرة الرأس مالية التي ضربت العالم ، هذه الرأس مالية التي  جعلت البطلة تفقد منزلها وبيتها وعملها بعدما توقف المصنع الذي تعمل فيه بسبب الركود الإقتصادي، لتقرر البطلة العيش مثل حياة "رحالة" في شاحنة.

 

تتضح هذه التيمة من خلال حوارات الشخصيات "الرحل" ، فأحد الشخصيات تحكي أنها قررت أن تترك منزلها وتعيش هذه حياة  بعدما رأت أحد الأصدقاء الذين عملوا طوال حياتهم من أجل جمع المال ولكن يصيبه مرض مفاجيء يجعله يموت دون أن يجرب اشياء عاش طوال حياته من اجل شرائها.

 

يستمر هذا العمق من خلال  حكايات الشخصيات عن وحشية الرأس مالية، فسنجد حكاية الموظف الذي عمل طوال حياته بجد وإخلاص من أجل شركة ما ولكن عندما أصيب بمرض كان أول ما فكرت فيه شركته أن يتقاعد.

 

وفي حوار آخر تتضح محاولة التخلص من الرأس مالية من كلام مرشد الرحالة" أنه يجب التخلص من سيطرة الدولار الذي يحركنا.

 

 

بعيدا عن  صخب الدراما 

 

يبدو الفيلم للمشاهد مملا ، لأنه لا يحمل ذلك الصخب الدرامي من صراعات وذروة وتعقيدات، لكنه يقدم فكرة  وصورة تناسب فلسفة العمل.

 

فالبطلة قررت أن تعيش في شاحنة وأن تترك الحياة بتعقيداتها، تعمل بشكل موسمي في أي وظيفة فتعمل في مطعم  ثم في مزرعة للبنجر، ثم شركة أمازون .

 

فرحلة البطلة هنا لا تحتاج لتعقيدات درامية، لأنها ببساطة تبحث عن الحرية والسلام والعيش دون صراعات العائلة والعمل والمال، فهي تقبلت هزيمتها وقررت أن تعيش بسلام.

 

 

ويتضح ذلك عندما تعرض عليها شقيقتها البقاءمعها في منزلها ، لكنها ترفض قائلة انها لا تستطيع العيش في منزل، وسنجد  ذلك واضحا  استخدام المخرجة للكادرات الواسعة التي تعطي شعور بالراحة مثل ألوان السماء أوالخضرة، كما تتميز الصورة بمساحات الفراغ ، حيث يعطي إيحاء بعدم وجود نهاية لهذه الرحلة .

 

 

 

أبطال حقيقين

وثق أسلوب حياة "التجول" من  خلال كتاب جيسيكا برودر "Nomadland: Surviving America in the 21st Century" ، والذي تم اقتباس فيلم "Nomadland" منه .

 

واستعانت المخرجة بشخصيات حقيقية في  الفيلم، فدمجت بين  الواقع والخيال ، فالبطلة هي الممثلة القديرة "فرانسيس مكدورماند " التي سبق وأن حصدت الأوسكار.

 

واشار تقرير أجنبي،  أن  أداء ماكدورماند الخام والقوي والتصوير السينمائي المذهل رسم  صورة مؤلمة للقلب عن الحزن وعدم ثبات الحياة.

 

"فيرن " المحاطة بالمناظر الطبيعية الأمريكية قررت العيش بهذه الطريقة بعدما فقدت  كل ما وفر لها من استقرار وأمن، فقد توفي زوجها "بو"  مؤخرًا ، ولم يترك لها أطفالًا ، و أجبرت على الخروج من مسقط رأسها.

 

وتعتمد" فيرن" بعناد على نفسها ولا يمكنها التخلي عن الصدمة التي تحملها بسبب خسائرها ، فهي غير قادرة على الالتزام بشيء دائم.

 

 

الصدى العالمي

 

الفيلم منذ عرضه الأول  وجد إشادات عالية، فاز بعدد من  الجوائز الهامة مثل أ فضل فيلم درامي في الجولدن جوب.

 

وتم اختيار كلوي تشاو كأفضل مخرجة لتصبح ثاني امرأة فائزة في هذه الفئة في تاريخ جولدن جلوب  بعد باربرا سترايسند في عام 1983.

 

 

واشارت عدد من التقارير أن الفيلم  يحصل على تقييم 97% من موقع "الطماطم الفاسدة" بإجماع من النقاد على جودة الفيلم ومزاياه العديدة.

 

 

وفاز العمل باثنتين من أبرز جوائز المهرجانات في 2020 وهم "الأسد الذهبي" من مهرجان فينسيا، و"اختيار الجمهور" من مهرجان تورنتو.

 

 

مقالات متعلقة