"ماري ألكسندر" اسم بات يحتفي به وسائل الإعلام المصرية والأجنبية، لكونها ضمن أكثر 20 امرأة متميزة حول العالم، لترافق في نفس القائمة كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي جون بايدن، ورئيسة وزراء فنلندا، ورئيسة وزراء نيوزيلندا.
"ماري أكسندر" هي أمريكية مصرية الأصل، أصبحت الآن محط أنظار جميع المصريين، الذين لقبوها على مواقع التواصل الاجتماعي بـ"فخر مصر"، بعد أن استطاعت الصعود إلى منصب لم يكن ليسبقها إليه مصري من ذي قبل، وهو عمدة إحدى المدن الأمريكية.
حين غادرت ماري ألكسندر حي شبرا بمصر، واتجهت مع أسرتها إلى أمريكا، لم تكن تعلم أنها ستصبح في يوم "فخر مصر"، وسيلتفت إليها العالم أجمع لينصت إلى قصة نجاحها وكيف وصلت إلى منصب عمدة مدينة بولينجربوك بولاية إلينوي الأمريكية كأول مصرية تحتل هذا المنصب.
ورغم أن ماري ألكسندر غادرت مصر وهي ابنة خمسة أعوام، كانت تحرص عائلتها على زيارة القاهرة في كل صيف، وحين بلغت سن الجامعة جاءت لتدرس الإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ثم عادت ثانية إلى أمريكا ودرست في مجال الضيافة الفندقية.
بعد انتهاء دراستها التحقت ماري بالعمل المجتمعي، تلبية لنصيحة والدها لها "إذا أردتي أن يكون لكِ رأي يُستمع له لابد أن تكوني أولا جزء من هذا المجتمع وتعملي من أجله"، ومن هنا خطت الخطى ناحية المجتمع حتى تساهم وتشارك في تنميته.
السفر إلى أمريكا لم يكن ليغير العادات والتقاليد المصرية التي حملها أبويها معهم إلى الولايات المتحدة، ولقنوها لـ"ماري" حتى سارت عليها، فتروي قائلة :"انا اتربيت على العادات المصرية الشرقية، مكنش فيه خروج وتحرر، يمكن حاليا المصريين واخدين حرية شوية عن وقت ما انا اتربيت في أمريكا".
وحين تزوجت ماري وأنجبت ولدين، تركت العمل حتى تعكف على تربيتهما، وبعد وصولهما مرحلة الثانوية عادت مجددا إلى العمل المجتمعي والنشاطات الإنسانية، وترشحت بعدها لمنصب نائب العمدة.
وتقول ماري، في تصريحات تلفزيونية:"لم أكن أسعى أبدا إلى أي منصب سياسي، كنت أحاول دائما أساهم في المجتمع الذي أعيش فيه كما عودتني ورباني على ذلك والدي، وحتى حين ترشحت لنائب العمدة كنت أهدف المشاركة في المجتمع، وهكذا حتى تم اختياري عمدة".
المنصب الجديد الذي تقلدته ماري ألكسندر جعلها تشعر بالفخر كون أنها ستحمل لقب أول مصرية تصب عمدة مدينة أمريكية، مضيفة :"فخورة إني قدرت أمثل المصريين وخاصة النساء، ودائما المصريين سواء بداخل مصر أو خارجها يمكنهم الوصول إلى أعلى المناصب والمستويات".
تعتقد ماري ألسكندر أنه تم ترشيحها لقائمة أكثر 20 امرأة متميزة حول العالم، لكونها مصرية وتقلدت منصب عمدة بمدينة أمريكية، ثم مشاركتها المجتمعية والإنسانية في الولاية الأمريكية.
ولم يكن الدخول إلى عالم السياسة ممهدا سهلا أمام "ماري"، إذ تقول :"بالتأكيد قابلتني بعض العثرات، خاصة أني امرأة اجنبية عن المجتمع الذي أعيش فيه، ولكن التحاقي بالعمل المجتمعي ساعدني بعض الشيء، كذلك زوجي دعمني كثيرا ولم يحبطني على الإطلاق، حتى تمكنت من اجتيازها بنجاح".
أما عن مسؤولياتها في المنصب الجديد تقول ماري :" كل يوم يختلف عن الثاني، أنا مسؤولة هنا عن كل شيء، الشوارع والشجر والضرائب والمحال والبيزنس والشرطة، كل ذلك تحت سيطرة العمدة".
وعن المدينة التي تسكنها ماري بأمريكا تقول "هنا يعيش نحو 77 ألف مواطن، وهو رقم كبير للغاية بالنسبة للمدينة التي أعيش فيها وإن كان قليل للغاية في مصر، وهنا لا يوجد عنصرية، لا فرق بين أبيض وأسود، ولا مصري ولا هندي ولا أمريكي".
ترى ماري أن سر نجاحها هو دعم زوجها وأولادها لها، مشيرة إلى أنها تحرص على تربية أبنائها على العادات المصرية وأن يكونوا فخورين كون أصلهم مصري، وهم يقدرون ذلك جدا.
وأشارت ماري إلى أنها تلقت اتصالات هاتفيا من السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، لتهنئتها على منصب عمدة بولينجروك، مضيفة أنها لقت حفاوة كبيرة من المصريين لفوزها بهذا المنصب.
وفي ختام حديثها وجهت ماري ألكسندر رسالة للمرأة قائلة :"لا تجعلي كل هدفك الشغل أو البيت، تستطعين عمل كل شيء بنجاح، المهم أن الزوج والأولاد يكونوا داعمين ومشجعين"، معتبرة أن سر نجاح المرأة في أي عمل هو الدعم الأسري.