من جديد، تراهن أوروبا على قدرتها في إنهاء النزاع النووي الإيراني، عبر اجتماع يعقد الثلاثاء يجمع الدول الموقعة على الاتفاق.
وعبر تحد أكثر قوة من السنوات السابقة، تصر القارة العجوز على إنهاء أزمة الملف النووي الإيراني، عبر مباحثات سياسية على أراضيها.
وعلى صعيد آخر المستجدات، قالت وسائل إعلام إيرانية إن وزارة الخارجية رفضت مقترحا أميركيا برفع العقوبات وفق مبدأ خطوة بخطوة.
ونقل الموقع الإلكتروني للقناة الرسمية عن سعيد خطيب زاده المتحدث باسم الوزارة قوله "السياسة القاطعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي رفع كل العقوبات الأمريكية".
وكان الاتحاد الأوروبي أعلن مؤخرا، أنه سيعقد اجتماعات في فيينا الثلاثاء المقبل مع جميع الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي بما فيها الولايات المتحدة، من أجل التحديد الواضح لرفع العقوبات وتنفيذ التعهدات النووية.
وأشار مسؤول كبير بالاتحاد إلى أنه لن تكون هناك محادثات مباشرة بين أمريكا وإيران "بل غير مباشرة".
وقال أيضا "المحادثات بين إيران والولايات المتحدة والقوى العالمية ستسعى إلى وضع قائمتين للتفاوض بشأن العقوبات التي يمكن لواشنطن رفعها، والالتزامات النووية التي يجب على طهران الوفاء بها".
وأضاف أن جميع الأطراف تأمل التوصل إلى اتفاق في غضون شهرين. وقال المسؤول الأوروبي "نتفاوض على قائمة الالتزامات النووية وقائمة رفع العقوبات. وسيتعين دمج القائمتين عند مرحلة ما. وفي النهاية، نتعامل مع ذلك بطريقة متوازية. وأعتقد أنه يمكننا القيام بذلك في أقل من شهرين".
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن بلاده ستشارك في اجتماع فيينا لبحث العودة المتبادلة للاتفاق النووي الإيراني. وأضاف في تصريحات صحفية، نعتقد أن اجتماع فيينا خطوة صحية إلى الأمام".
ولكنه أوضح أن واشنطن لا تتوقع حدوث اختراق فوري في الملف النووي الإيراني، وقال "لا نتوقع حاليا عقد محادثات مباشرة مع إيران".
في المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "هدف اجتماع الثلاثاء المقبل إنهاء سريع للعقوبات يتبعه وقف إيراني لخفض الالتزامات بالاتفاق النووي". وأضاف أنه "لا داعي للقاء إيراني أمريكي".
وقبل أسايع، أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدول الأعضاء فيها، بأن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم في سلسلة ثالثة من أجهزة الطرد المركزي.
وقالت الوكالة في تقرير حصلت عليه رويترز، إن "إيران بدأت تخصيب اليورانيوم في سلسلة ثالثة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، في مفاعل نطنز تحت الأرض، في انتهاك آخر للاتفاق الذي أبرمته الجمهورية الإسلامية مع القوى الكبرى عام 2015".
ووفقا للبيان، فقد تأكدت الوكالة في السابع من مارس الجاري أن إيران بدأت ضخ سادس فلوريد اليورانيوم الطبيعي في السلسلة الثالثة التي تضم 174 من أجهزة الطرد المركزي.
وأضاف البيان أن السلسلة الرابعة التي تحوي أيضا 174 من أجهزة الطرد المركزي رُكبت، لكنها لم تُغذ بعد بسادس فلوريد اليورانيوم الطبيعي، كما يجري حاليا تركيب سلسلة خامسة.
وكشفت وكالة الطاقة الذرية عن أنه إضافة إلى أجهزة "آي آر-1"، تستخدم إيران حالياً 522 من أجهزة الطرد المركزي "آي آر-2إم" لتخصيب اليورانيوم إلى نسبة نقاء انشطاري خمسة في المائة في محطة نطنز.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي في 2018، وأعاد فرض العقوبات على إيران.
وردت إيران -بعد انتظار لأكثر من عام- بخرق بعض شروط الاتفاق، ومنها تقييد تخصيب اليورانيوم عند مستوى 3.67%.
ويقول مسؤولون إن فرص إحراز تقدم في العودة للاتفاق قبل انتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة في يونيو المقبل تتضاءل منذ أن اختارت إيران اتباع نهج أكثر تشددا قبل العودة للمحادثات.
ويحدد الاتفاق النووي، الذي أبرمته إيران مع 6 قوى عالمية قبل أن تنسحب منه واشنطن في عام 2018، النقاء الانشطاري الذي يمكن لطهران تخصيب اليورانيوم عنده بنسبة 3.67%، وهي أقل من 20% التي وصلت إليها إيران قبل إبرام الاتفاق، وأقل بكثير من نسبة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي.
ومنذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، فرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، سلسلة عقوبات قاسية تستهدف خنق الاقتصاد الإيراني، والحد من نفوذ طهران الإقليمي.
كما طالت العقوبات قطاعات حيوية وشخصيات بارزة في إيران، مثل قطاع النفط، ومرشد الثورة علي خامنئي، والحرس الثوري.
ومؤخرا، أعلنت إدارة الرئيس جو بايدن عن استعدادها للعودة إلى الاتفاق النووي مقابل عودة طهران لكامل التزاماتها بموجبه.
وتصر إيران على ضرورة أن تتخذ الولايات المتحدة الخطوة الأولى برفع العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب.