«مصر العربية».. إلى لقاءٍ قريب
مولودٌ شدَّ عُوده وبلغ من العمر الآن 8 أعوام، ولكن بعد عناء وقصة كفاح، التهمت معها الكثير من الوقت والجهد والعُمر أيضًا، قرر رب البيت كتابة شهادة وفاته بنفسه بعدما عجز عن إبقائه على قيد الحياة وتقطعت أمامه كافة السُبل..
كان حُلمًا جميلًا ثريًا بالكثير والكثير من التفاصيل الإنسانية والعملية أيضًا، تخلله نجاحات وبعض الإخفاقات ومحاولات جادة من فريق العمل على تقديم أفضل ما لديهم، فلم أجد يومًا أحدًا يدخر وقتًا أو جهدًا في سبيل ذلك.. فكلٌ كان نجمًا متألقًا ولامعًا في منطقتهِ، وجميعنا كُنا نُخدم على بعضنا البعض..
فبإحدى بنايات ميدان المساحة بحي الدقي في الطابق الحادي عشر، يوجد بيتنا الثاني الذي هجرناه قبل نحو 3 أعوام اضطراريًا، بعدما كان يضج بالحياة، ففيه كتبت العشرات والعشرات من القصص الإخبارية، ومنه نشرنا الكثير من الانفرادات، وقمنا بصناعة أفلام قصيرةٍ وطويلةٍ أيضًا.
ومع الوقت صار بمثابة مدرسة، فمن يدخله لابد وأن يخرج منه بقيمةٍ مُضافة إليه، إما بخبرة أو بأشخاص معدنهم مثل الذهب تجدهم إلى جوارك في السراء والضراء، قبل أن يرتد إليك طرف عينك.
مرت الأيام وصار لنا جمهورٌ عريض في وقتٍ قصير، من كافة الألوان والأطياف، ظل الحال هكذا لفترةٍ ليست وجيزة، ولكن بعدها سُرعان ما تبدل المشهد، فيبدو أن تصاعد نجم هذا المولود لم يعد شيئًا مرغوبًا فيه، وتوالت الضربات ولكن استمر تدفق القصص والأخبار رغم قلة الأدوات.
وفي خلفية المشهد كان هناك مايسترو ماهر، يمتلك أداوته كافة، لم يسبق أن التقيت شخصًا مثله في سوق العمل الواسع، ليس أنانيًا همه الأول مصلحته المادية، ومواقفه خير شاهدٍ ودليل..
فـ"مصر العربية" كانت بمثابة حلم جميل راود خيال الكاتب الصحفي "عادل صبري" وغزله عشرات المحررين، بأقلامهم وعدساتهم على مر السنين ولكن يبدو أنه حانت الآن لحظة الوادع فإلى لقاء قريب..