"أمير القلوب".. من إبداع الملاعب إلي صالات المحاكم
"الماجيكو"، "أمير القلوب"، "حبيب البسطاء"، "حلواني الكرة المصرية،" كلها ألقاب لازمت ذلك الساحر المبتسم على مدار تاريخه في الملاعب.
عندما يعتقد تتأزم الأمور، كان يأتي بالحل بهدف رائع أو تمريرة حاسمة، فالجمهور يتذكر وجه قدمه الخارجي جيدًا، الذي لطالما كان سببًا في سعادته.
" يا يا يا ياا تريييكة" هتاف مرعب تغنى به جمهور الأهلي، ليبث الخوف في قلوب المنافسين على مدار عِقد من الزمان، مثلما تغنت القبائل قديمًا بـ "عنترة"، وكما تغنى العرب يومًا بـ"الناصر صلاح الدين".
إنجازات وأرقام مرعبة، جعلت من اللاعب رمزًا تاريخيًا واسمًا محفورًا بأقلام من ذهب، 10 سنوات من الإبداع بدأت منذ مباراته الأولى مع الأهلي ضد طنطا موسم 2004، وحتى اعتزاله لعب كرة القدم موسم 2013 قاد خلالها الفريق إلى التتويج بـ 25 بطولة محلية وقارية وقاد المنتخب للفوز ببطولتي أمم أفريقيا عامي 2006 و2008 والذهاب بعيدًا في كأس العالم للقارات 2009 وإحراج عمالقة العالم إلى جانب ألقاب وإنجازات شخصية لا تُحصى.
العامل الفني للاعب كان عظيمًا باعتراف كل اللاعبين والمحللين والنقاد، إلا أن مواقفه الإنسانية داخل الملعب وخارجه، إلا أن تلك المواقف كانت دائمًا وأبدًا سببًا في انتقاده والهجوم عليه من قبل المسئولين.
المواقف النبيلة استمرت بعد مجزرة بورسعيد واستشهاد 74 من جمهور الأهلي، عندما رفض المشاركة في مباراة السوبر ضد إنبي، دعمًا للأولتراس، وهو الأمر الذي دفع البعض إلى مهاجمته وإتهامه بإثارة البلبلة.
اعتزل الماجيكو، لكنه لم يسلم من الاتهامات، بحجة الادعاء بانتماءه لجماعة الإخوان، فالبداية كان بالتحفظ على أموال ومقتنيات تريكة، ليلقى اللاعب دعمًا شعبيًا وجماهيريًا كبيرًا، حتى أصدرت محكمة القضاء الإداري، حكمًا برفع الحظر.
وعلى الرغم من ابتعاد أمير البسطاء عن المشهد السياسي بشكل كبير إلا أن محكمة الجنايات أصدرت حكمًا تضع به اللاعب على قائمة الإرهاب.
خبر أثار الضجة في الشارع المصري والوسط الرياضي، ودفع عديد من اللاعبين والمعلقين والجماهير لتأييد اللاعب، ودعمه على مواقع التواصل الاجتماعي.
تريكة لم يتأثر بالأراء التي طالبته بالبقاء بعيدًا عن مصر، ورفض العرض الذي قُدم له للحصول على الجنسية القطرية.
أقاويل كثيرة هنا وهناك، وآراء عديدة، ولكن على أي حال، فتريكة يدفع ثمن إنسانيته.