ميسي لإنريكي بعد الرحيل: «أنا الحكومة»
"من النهاردة مفيش حكومة.. أنا الحكومة"، جملة رددها "منصور الحفني"، تاجر المخدرات بفيلم "الجزيرة"، والذي جسد شخصيته الفنان أحمد السقا، ليُعلن تمرده وسيطرته وكسره لكل القواعد والقوانين التي يسير عليها الجميع، فارضًا قوته وسلطته.
ويسير على هذا النهج، في الواقع الرياضي الإسباني، النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي، نجم برشلونة.
البرغوث الأرجنتيني انتفض بعد الرباعية المذلة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، في ذهاب دور الـ16 لبطولة دوري أبطال أوروبا، وأعلن تمرده على طريقة لويس إنريكي، المدير الفني للفريق الأول، متهمًا إياه بالتسبب في هذه الخسارة التاريخية.
وأفادت عدة تقارير صحفية سابقة، بانقلاب ميسي على إنريكي، مستغلًا شعبيته الجارفة في النادي الكتالوني، واللعب بورقة التجديد التي يمارس بها الضغط على الإدارة والجماهير برسائل مبطنة، ومطالب عديدة حتى الآن.
وانصاعت إدارة البلاوجرانا لمطالب ميسي برحيل إنريكي، وبدأت بالفعل بعدة اتصالات ببعض المدربين لتولي القيادة الفنية للفريق، والعمل على تأجيل تجديد تعاقد إنريكي والذي ينتهي بنهاية الموسم الجاري، وهو ما زاد التوتر في العلاقة بين إنريكي وجوسيب بارتوميو رئيس النادي.
ولم يكن ميسي هو المتمرد الوحيد على إنريكي، بل سانده الرسام إنيستا، مهندس العمليات داخل الفريق، والذي علّق عقب الخسارة أمام الباريسيين، بقوله: "اللاعبون لا يتحملون مسؤولية الهزيمة أمام باريس سان جيرمان"، مطلقًا رصاصات الاتهام إلى اللوتشو.
ووسط كل هذه الضغوط، قرر إنريكي الاستسلام ورفع الراية البيضاء، معلنًا قرارًا ليس مفاجئًا ولكنه في توقيت خاطئ، عقب اكتساح سبورتنج خيخون بسداسية مقابل هدف، أعلن إنريكي رحيله بنهاية الموسم الجاري، عن أرجاء النادي الكتالوني، بعد كل الضغوط الداخلية من ميسي ورفاقه، والخارجية من الجماهير التي صبت جام غضبها عليه مؤخرًا، بالإضافة لتواطئ الإدارة معه بعدما توترت العلاقة بينهما على خليفة الصفقات "المضروبة" للفريق والتي خيبت كل الآمال هذا الموسم، ليخرج بارتميو، ويوجه الشكر لإنريكي على الفترة الماضية، متمنيًا له التوفيق في مستقبله.
ولميسي اليد العليا حاليًا داخل أرجاء النادي الكتالوني، وبالتأكيد سيكون له دورًا هامًا في اختيار خليفة إنريكي، مثلما فعل في عدة مناسبات، وأبرزها تعاقد برشلونة مع مواطنه جيراردو مارتينو والذي قاد برشلونة في موسم 2013-2014 ولم يحصد سوى لقب كأس السوبر الإسباني فقط، في أحد أسوأ المواسم لبرشلونة.