جريزمان.. منقذ موسم أتليتكو مدريد
كانت الأهداف الستة التي أحرزها الفرنسي أنطوان جريزمان في آخر 9 لقاءات، فضلا عن تمريرتين حاسمتين، هامة للغاية لفريقه أتلتيكو مدريد الساعي لإنهاء معاناته في المركز الرابع لجدول الدوري الإسباني لكرة القدم واقتناص المركز الثالث من المتألق هذا الموسم إشبيلية، ليضمن المشاركة في دوري الأبطال الموسم القادم.
فقد أنقذ جريزمان فريقه في الدقائق العشر الأخيرة من الخسارة أمام بلباو وسجل هدف التعادل (2-2) ليخرج الأتليتي بنقطة من ملعب سان ماميس، وفي لقاء آخر، سجل هدف الفوز على سلتا فيجو قبل دقيقتين من نهاية الوقت الأصلي (3-2).
ثم صنع المهاجم الفرنسي تمريرتين حاسمتين في مباراة خيخون على ملعب (إل مولينون) ليفوز الأتليتي (1-4)، ثم سجل هدف الإنقاذ الثاني أمام لاكورونيا (1-1)، وهدفين آخرين في مباراة فالنسيا (3-0)، ثم هدف الفوز على غرناطة أمس في الدقائق الست الأخيرة (1-0).
فكانت هذه الأهداف الستة التي سجلها الأنيق الفرنسي حاسمة في اقتناص نقاط غالية جدا هذا الموسم للفريق العاصمي، وخصوصا بعد سقوط منافسه المباشر، إشبيلية، أمس في فخ التعادل الإيجابي مع ضيفه ليجانيس (1-1)، ليتقلص الفارق بينهما إلى خمس نقاط، قبل مواجهتمهما المرتقبة يوم الأحد القادم في معقل الروخيبلانكوس، فيسينتي كالديرون.
ويبدو أن الرياح بدأت تهب بما يشتهي الأتليتي، وخصوصا بعد هزيمة ريال سوسيداد صاحب المركز الخامس والذي يصارع أيضا على بطاقة التشامبيونز ليج، حيث سقط اليوم وسط جماهيره أمام بلباو بهدفين نظيفين، ليوسع الفارق بينه وبين الروخيبلانكوس إلى 4 نقاط.
ويأتي ذلك تتويجا لجهود المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني الذي استطاع تحويل جريزمان من لاعب جناح، إلى مهاجم صريح يمتاز بالسرعة والنشاط والتسجيل من أنصاف الفرص ويستطيع إنقاذ الفريق في الأوقات الحرجة.
وقد أحرز جريزمان في أول مواسمه مع الأتليتي (2014-15) إجمالي 25 هدفا في كل المسابقات، ورفع رصيده إلى 32 خلال موسم 2015-16 الماضي، أما في موسم 2016-17 الحالي، وبعد مرور ثلثيه تقريبا، سجل الفرنسي إجمالي 21 هدفا حتى الآن (13 في الليجا، و4 في كأس الملك، و4 أخرى دوري الأبطال)، ليتبقى له 11 هدفا ليعادل رقم الموسم الماضي، ويبدو أن رغبته في التطور لا تنتهي.
ويتميز جريزمان بأنه يستطيع التسجيل بكل الطرق؛ من التسديدات البعيدة، وهو الأسلوب الذي يميز الأتليتي هذا الموسم، ومن داخل منطقة الجزاء، وفي مواقف لاعب ضد لاعب، أو بالرأس، مثل هدف الأمس.
وقال سيميوني أمس في تصريحات تليفزيونية عقب اللقاء ان جريزمان "لديه توقيت ممتاز. فلعب الكرات الرأسية ليست مسألة طول قامة، وإنما توقيت، وهو متخصص، ولكني سعيد بعمل الجميع. لقد كان يوما صعبا، وغاب عنا (كيفن) جاميرو، و(فرناندو) توريس، وجابي (فرنانديز) وكان رد فعل الفريق حاضرا مرة أخرى".
كما اشاد المدرب الأرجنتيني بـ"قوة ونشاط" مهاجمه الفرنسي على الرغم من صعوبة المباراة والمجهود الكبير المبذول فيها، وخصوصا أمام فريق مثل غرناطة الذي حقق الفوز في آخر ثلاث مباريات له على أرضه، وصعب الأمور كثيرا على الأتليتي.
وبذلك سيسعي الروخيبلانكوس لتحقيق الفوز الأسبوع المقبل على ملعبه، فيسينتي كالديرون، أمام إشبيلية ليقلص الفارق بينهما إلى نقطتين فقط، آملا في أن تخدمه الظروف لاقتناص المركز الثالث في الدوري الذي لا يزال يحتله أبناء المدرب الأرجنتيني أيضا خورخي سامباولي.
ولكن قبل ذلك، سيتوجب على أتلتيكو مدريد خوص مواجهة إياب التشامبيونز أمام باير ليفركوزن الألماني، والذي استطاع الروخيبلانكوس هزيمته في ألمانيا بنتيجة 2-4 ، وهي المباراة التي سجل فيها جريزمان هدفا.
ويرغب جريزمان أيضا في تجاوز حظه العاثر في نهائيات البطولات الكبيرة، بعدما خسر الموسم الماضي نهائي التشامبيونز ليج أمام ريال مدريد، قبل أن يعود لتذوق مرارة خسارة اللقب في يورو 2016 في موطنه أمام البرتغال الصيف الماضي.