قراءة في أوراق المدرب الشاب..
كيف يسير «مقاصة إيهاب جلال» على خطى منظومة «جوارديوﻻ»
يقدم إيهاب جلال، المدير الفني لفريق مصر المقاصة، مستويات مميزة للغاية مع الفريق الفيومي خلال هذا الموسم ليقوده إلى المركز الثاني في بطولة الدوري الممتاز برصيد 48 نقطة، متخلفًا عن اﻷهلي المتصدر بفارق 4 نقاط فقط.
ونجح المدير الفني للمقاصة، في بناء فريق قادر على السير بخطى ثابتة في بطولتي الدوري الممتاز وكأس مصر، والتواجد ضمن المربع الذهبي في المسابقة المحلية.
ويعود نجاح فريق مصر المقاصة، بشكل كبير إلى طريقة اللعب التي يعتمد عليها إيهاب جلال وتوظيفه الجيد لعدد من اللاعبين داخل تشكيل الفريق، ليفرض الفريق الفيومي شخصيته كأحد أطراف المنافسة على لقب الدوري الممتاز خلال هذا الموسم ضد قطبي الكرة المصرية اﻷهلي والزمالك.
وعلى الرغم من الطريقة الهجومية التي اعتمد عليها إيهاب جلال، وتمكن من خلالها 42 هدفا ليمتلك المقاصة أقوى خط هجوم في الدوري الممتاز، إﻻ أن هذه الطريقة لها عدة سلبيات تسببت في تلقي الفريق 20 هدفا منها 9 أهداف في أول 4 جوﻻت بالدور الثاني.
ويسلط "ستاد مصر العربية"، الضوء على مزايا اﻷسلوب الهجومي الذي يطبقه جلال، والذي يتشابه كثيرًا مع الطريقة التي يعتمد عليها الإسباني بيب جوارديوﻻ المدير الفني لمانشستر سيتي الإنجليزي، بالإضافة إلى عيوب هذه الطريقة.
المزايا
يعتمد إيهاب جلال، المدير الفني لفريق مصر المقاصة، على طريقة بناء الهجمة من الخلف، بداية من أحمد مسعود، حارس المرمى، مرورًا بأحد قلبي الدفاع، ثم سحب ﻻعبي الخصوم واستغلال تقدمهم لضرب الخطوط، دون اﻻعتماد على الكرات الطولية سواء في عمق الملعب أو الأطراف.
وعلى الرغم من المخاطرة، التي يخوضها المدير الفني من خلال اﻻعتماد على هذه الطريقة في بناء الهجمة، إﻻ أنه يحقق من خلالها العديد من المكاسب، إذا كان يمتلك عناصر هجومية مميزة في الفريق أمثال أحمد الشيخ، وإيريك تراوري، وباولن فوافي، وجون أنطوي، وحسين الشحات، وغيرهم من اللاعبين المميزين.
وتُطبق هذه الطريقة من خلال تمريرة حارس المرمى الكرة ﻷحد قلبي الدفاع المتواجد سواء في أقصى الجبهة اليمنى أو أقصى الجبهة اليسرى، مع تقدم الظهيرين وانضمامهما لقلب الملعب وهو ما يمنح الفرصة لتقدم الجناحين ووجود زيادة هجومية تصل إلى 4 أو 5 ﻻعبين حال ضرب خطوط الخصم بتمريرة أو تمريرتين.
ولعل أبرز مكسب يحققه المدير الفني من هذه الطريقة، هي وجود زيادة عددية للاعبين المهاجمين، في الهجمات المرتدة ضد الفرق التي تجيد اﻻندفاع الهجومي، كما حدث في مباراة الفريق الفيومي أمام المصري البورسعيدي اﻷخيرة، حيث واجه أكثر من مرة 4 ﻻعبين من مصر المقاصة ضد 4 أو 5 ﻻعبين آخرين من المصري، وهو وضع مناسب للغاية من أجل تحقيق خطورة على مرمى الخصم وتسجيل اﻷهداف، وهو ما تحقق بالفعل ونجح ﻻعبو المقاصة في الوصول إلى مرمى المصري في أكثر من هجمة خطيرة.
العيوب
بناء الهجمة من حارس المرمى دون تشتيت، يعد بمثابة مخاطرة كبيرة من قبل الجهاز الفني، حيث يستلزم تواجد حارس مرمى يجيد التمرير فضلا عن تقارب خطي الدفاع والوسط، وهو ما يصعب المهمة إذا تعرض الفريق للضغط المبكر من ﻻعبي الخصم، فإما تُرتكب اﻷخطاء أو ينجح حامل الكرة في الخروج من الثلث اﻷول للملعب إلى الثلث الثاني.
في مباراة مصر المقاصة اﻷخيرة أمام المصري نجد رجب نبيل "حامل الكرة" يتم الضغط عليه من محمد الشامي ﻻعب المصري بمجرد تمرير الكرة من أحمد مسعود حارس المرمى، بالإضافة إلى ضغط أحمد جمعة مهاجم المصري على أحمد سامي، مدافع المقاصة، حتى يتم منع الفريق من التقدم بالكرة من الخلف وإجبارهم على الكرات الطولية العشوائية أو استخلاص الكرة، ونجح ﻻعبو المصري في تنفيذ ذلك في بداية اللقاء.
هدف ﻻما كولين مهاجم إنبي، في شباك المقاصة خلال المباراة التي جمعت الفريقين مع بداية الدور الثاني، جاء نتيجة خطأ في تمرير الكرة من الخلف عن طريق أحمد داوودا ﻻعب مصر المقاصة لحظة بناء الهجمة ومع تقدم ﻻعبي فريقه ليستخلص ﻻعب إنبي الكرة منه وسط تمركز سيء.
ومن أبرز العيوب أيضًا، وجود بطء شديد من دفاع المقاصة، حيث تحتاج هذه الطريقة أيضًا إلى سرعة قلب الدفاع والقدرة على التعامل مع مواقف "واحد ضد واحد" نظرًا لتقدم الظهيرين بصفة مستمرة.