في أروقة المدربين| أونزوي.. الشغف قد يقودك لحمل مفاتيح "كامب نو"

كتب: لؤي هشام

فى: ستاد مصر العربية

18:52 28 مارس 2017

داخل هذا الرواق، أبهر ميتشلز الجميع بكرته الشاملة وبذات الرواق سار كرويف على نهجه، في ذلك الرواق حاصر إيلينو هيريرا الجميع بالكاتيناتشو، وفي نفس الرواق أبدع تشابمان بالـ"WM".

 

ذاك الرواق شهد تفكير بيب العميق قبل دفعه بميسي كمهاجم وهمي وإبهار التيكي تاكا، وبهذا الرواق حسم كونتي قراره بالعودة إلى خطته المفضلة "الثلاثي خلفي"، ذات الرواق الذي شهد على أمجاد فيرجسون والأجيال التي عاصرها فينجر.

 

"ستاد مصر العربية" يصحبكم في أروقة المدربين.

 

 

 

 

 

الحلقة الخامسة

 

لا شيء مُلفتًا كعادة الموهوبين دائمًا في بداياتهم، حارس مرمى فشل أن يصعد لفريق مدينته الأول، وقاده حظه الجيد بعدها لأن يكون الحارس الاحتياطي في برشلونة بآواخر الثمانينات، حيث من المستحيل أن تلعب بدلًا من حارس بقيمة أندوني زوبيزاريتا، ولكنك تعمل تحت قيادة يوهان كرويف، وهو ما سيترك أثره بالتأكيد مستقبلًا.

 

7 سنوات بين جدران النادي الأندلسي إشبيلية، ثم شد الرحال بين عدة أندية صغيرة وختام مع أوساسونا، ليتجه إلى عالم التدريب، حيث توشك أبواب المجد على أن تفتح ذراعيها له.

 

 

كانت البداية الحقيقة في عالم التدريب عندما أتى أونزوي كمدرب لحراس المرمى مع الهولندي فرانك ريكارد، ليستمر في مهمته حتى بعد رحيل الأخير وقدوم بيب جوارديولا.

 

تمسك بيب بأونزوي إذ رأى في الرجل وعي تكتيكي ورؤية واعدة، ساهمت في تطبيق أفكار الإسباني الأصلع فيما يخص مهام حارس المرمى الذي يساهم في بناء الهجمة، كما كان يُبدي أونزوي ملاحظاته التكتيكية لبيب في بعض الأحيان.

 

مفترق الطرق

 

طموح خوان كارلوس جعله يقرر الرحيل أملًا في أن يروي شغفه، ليتولى مهمة الرجل الأول في فريق نومانسيا، بدوري الدرجة الثانية الإسباني، عام 2011 حيث قضى هناك عامًا قبل أن يعود كمدرب حراس المرمى مرة أخرى في كتالونيا.

 

"هذا هو المدرب المحتمل للنادي الأنجح في القرن الـ21، شغف كبير بعمله قد يجعلنا نراه يغلق أبواب ملعب كامب نو بنفسه"

 

يحكي كارليس كوادرات، المدرب المساعد في فريق بنجالور الهندي، والذي اتجه إلى ملعب "لوس باخاريتوس" رفقة أحد زملائه من أجل فترة معايشة مع أونزوي، عن الشغف الكبير الذي يتمتع به الأخير.

 

ويقول كوادرات: "عندما سألني أحد أصدقائي عن ترشيح أنزوي لتولي مهمة الرجل الأول خلفا لإنريكي فإن أول ما تبادر إلى ذهني حينما قابلته في ملعب لوس باخاريتوس".

 

"وصلنا في التاسعة مساءً وكانت كل الأضواء حول الملعب مغلقة ولا يوجد أحد في تلك الليلة الباردة، ذهبنا إلى هناك وطرقنا الأبواب لنجد أونزوي يفتح الباب لنا ويأخذنا إلى مكتبه".

 

 

"وجدنا بعض فيديوهات التحليل في غرفته، ولم يكن أحدا ينتظره في منزله لأن عائلته كانت في برشلونة، وبمجرد أن انتهينا، أطفئ أونزوي الأنوار وحمل المفاتيح وأغلق الملعب بنفسه".

 

يختتم كارليس قصته بمزيد من الإعجاب: "هذا هو المدرب المحتمل للنادي الأنجح في القرن الـ21؛ شغف كبير بعمله قد يجعلنا نراه يغلق أبواب ملعب كامب نو بنفسه".

 

العمل مع إنريكي

 

أعلن نادي راسينج سانتاندير تعاقده مع أونزوي ليقوده في الليجا، ويحصل على فرصة العمل في دوري الأضواء، ولكن الخلاف على بعض البنود التعاقدية جعل النادي يعلن إقالته لتتبدد الآمال سريعًا.

 

ولكن بعدها ببضعة أشهر عادت فرصته ولكن هذه المرة كمساعد للويس إنريكي في سيلتا فيجو، وحينها اقتنع الأخير بأن أونزوي هو الرجل المناسب لكي يذهب معه إلى برشلونة.

 

مع الوقت تزايدت ثقة إنريكي في مساعده، ومع الوقت منحه مهام أكثر فأكثر، ليتزايد حضور خوان داخل غرف ملابس البارسا وتزداد ثقة اللاعبين فيه.

 

 

كان لأونزوي دوره الأكبر في تقوية الخط الخلفي للبلاوجرانا، مع تراجع أداء وسط الملعب ورحل تشافي هيرنانديز، عُرف أونزوي داخل جدران كامب نو بـ"رجل الركلات الثابتة" إذ كان اختصه إنريكي بالعمل في تلك الجهة.

 

وأثبت أونزوي أنه على قدر المسؤولية بعدما باتت برشلونة أقوى على الصعيد الدفاعي، والهجومي في نفس الوقت من الركلات الثابتة، مستعينًا في ذلك بتكتيكيات كرة السلة.

 

لماذا هو الأنسب لبرشلونة؟

 

دعك من فكرة أن بيب صنع مجده مع الفريق الكتالوني دون أن يتمتع بخبرة تدريب فريق أول، ودعك من أن خليفته تيتو فيلانوفا سار أيضا على نفس النهج، وأن إنريكي أتى دون أن يحظى بخبرة كافية في إدارة كبار أوروبا، رغم أنها كلها تجارب أتت أُكلها في البارسا.

 

ولكن أونزوي يتمتع بدعم كبير داخل غرف ملابس برشلونة، فما أظهره من وعي وذكاء تكتيكي ورؤية جيدة جعل الكثيرون يؤمنون بأنه الرجل المناسب، كما أن معرفته بالكثير من التفاصيل الخاصة بالفريق سوف تختصر الكثير من الوقت الذي قد يقترن بنظرائه المرشحين.

 

 

يدعم جيمي ألفاريز، ساعده الأيمن في التجربة التي لم تكتمل مع راسينج، هذا القرار إذ قال لإذاعة "كادينا سير": "لا يفاجئني كونه من المرشحين، تعيينه يعني استفادة ضخمة، أظن أنه الخيار الأكثر منطقية".

 

ويؤكد: "لديه معرفة تكتيكية كبيرة، وأيضًا مُقرب من اللاعبين، ولديه من الشخصية ما يساعده على تصحيح الأمور التي لا تعجبه، وكذلك يعرف كيف يتعامل نفسيًا".

 

تصريحات ألفاريز لم تأت من رجل مقرب لأونزوي يعلم ما يملكه الأخير جيدًا، ولكن القائد أندريس إنييستا أيضا سار على نفس النهج، ومن بعده جيرارد بيكيه.

 

وأعرب القائد عن إعجابه، قائلا: "أونزوي يعلم كل شيء جيدًا، هو جاهز وقادر على هذه المهمة"، ويضيف من بعده بيكيه: "لقد قضى أعوامًا كثيرة هنا، واثق من أنه مرشح جيد".

 

"أتمنى ألا أجد وقتا لكي أركب دراجتي في الموسم المقبل". هكذا ترك أونزوي الباب مفتوحًا أمام توليه المهمة خلفًا لإنريكي، ولكنه ربما يشتاق فعلا لهوايته المفضلة.

 

اعلان