طه بصري| «جواهرجي» الكرة المصرية.. ومثال اللعب النظيف

طه بصري، نجم نادي الزمالك ومنتخبنا الوطني السابق، رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم منذ 3 أعوام، لتفقد الكرة المصرية أحد رموزها العظام.

 

لُقب بصري بـ "جواهرجي" الكرة المصرية، نظرًا لامتلاكه محل لبيع المجوهرات، إلا أنه كان يتمتع في قدميه بحساسية ميزان الذهب، ما جعل منه أفضل لاعب خط وسط في السبعينيات.

 

بدأ طه بصري مشواره مع الكرة وهو طفل صغير فى شوارع مدينة الجبل الأصفر بمحافظة القليوبية، قبل أن يكتشفه "علي شرف" بالصدفة، وهو يتدرب مع فريق سلاح الحدود، ويضمه على الفور لقطاع الناشئين بنادي الزمالك، وكان ذلك عام 1966.

 

فشل مفاوضات الأهلي

 

عانى بصري بعد الكابتن علي شرف عن قطاع ناشئي الزمالك، من التجاهل، وانقطع عن المران لفترة، إلى أن بعث علي زيوار، مدير الكرة بالنادي الأهلي وقتها، إليه برسالة للانضمام للأهلي، وبالفعل تمرن طه 3 أشهر داخل القلعة الحمراء، إلى أن وصل الأمر إلى مسامع "شرف"، الذي تدخل بقوة ليقطع الطريق على الأهلي، ويقنع طه بالعودة للزمالك مجددًا، وهو ما حدث بالفعل.

 

وحالفه التوفيق هذه المرة ليتم تصعيده إلى الفريق الأول في التاسع عشر من عمره، وكانت أول مباراة رسمية له أمام السويس، وانتهت بالتعادل بدون أهداف ثم لعب أمام الطيران وسجل فى هذه المباراة 3 أهداف "هاتريك"، وفاز الزمالك فى اللقاء بسبعة أهداف مقابل هدف، ليحفر طه اسمه في أذهان عشاق الفارس الأبيض منذ البداية.

 

لعب للفريق الأول للزمالك 13 عامًا، منذ 1968 إلى 1980، واحترف خلال تلك الفترة في صفوف النادي العربي الكويتي عام 1971، خلال فترة توقف نشاط الكرة في مصر إثر نكسة 67، ليعود للزمالك بالتزامن مع عودة النشاط عام 1974.

 

وساهم طه في فوز الزمالك بالدوري موسم 77/1978، وكأس مصر عامي 1975 و1977، كما توج مع العربي الكويتي بكأس الأمير مرتين، وكأس الدوري المشترك مرة واحدة.

 

منتخب مصر

 

انضم بصري للمنتخب الوطني عقب العودة من الكويت، وشارك في بطولتي أفريقيا، بالخرطوم، والقاهرة، ووصل عدد مبارياته الدولية 60 مباراة.

 

وكانت أفضل مبارياته الدولية على الإطلاق، ضد المغرب بالقاهرة، في عام 1971، وفازت مصر بثلاثة أهداف مقابل هدفين.

 

وسام جمهوري

 

استحق طه وسام الجمهورية من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بعد أن ساهم في فوز الزمالك على ويستهام، بطل إنجلترا وقتها، بخمسة أهداف، وأحرز بصري وقتها هدفًا.

 

مثال اللعب النظيف

 

لم يحصل طه على عقاب مادي أو معنوي في صفوف الزمالك، حيث لم يحصل طيلة مسيرته في صفوف الأبيض على كارت أصفر أو أحمر واحد، فلم يعترض يومًا على حكم، أو اعتدى على أحد.

 

المسيرة التدريبية

 

عمل بصرى مديرًا للكرة بالزمالك بعد اعتزاله، ثم اتجه للتدريب، وتولى تدريب عدد من الأندية المصرية أمثال غزل المحلة، وإنبي، والمقاولون العرب، والإسماعيلي، والاتحاد السكندري، وحرس الحدود، وطلائع الجيش، و بتروجت، كما تولى تدريب منتخب الناشئين تحت 17 سنة عام 87 وصعد بهم كأس العالم بكندا، وكان ضمن الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول الفائز بكأس الأمم الأفريقية عام 1986، كما حصل على لقب أفضل مدرب مصري لعام 2003، كما حصل على لقب كأس مصر مع إنبي موسم 2005/2004.