في عيد ميلاده

مانويل جوزيه.. «طاووس» يهوى اصطياد الألقاب

كتب: أحمد أشرف

فى: ستاد مصر العربية

13:40 09 أبريل 2017

لطالما عهدنا "الطاووس"، أحد أنواع الطيور يمتاز بالجمال وروعة ألوان ريشه حتى صار الأجمل بين أنواع الطيور، وعلى الرغم من جماله وعظمته إلا أنه لم يعتد بذل الجهد والبحث عن اصطياد الفرائس كما تفعل الطيور الجارحة.

 

القاعدة هناك تختلف مع البرتغالي مانويل جوزيه الذي لُقب بـ"الطاووس"، لكنه اعتاد على اصطياد الألقاب التي كانت كالفرائس تسقط أمامه الواحد تلو الآخر، حتى صار متعهدا بجلب البطولات ومصدر السعادة الرئيسي لجماهير الفرق التي يتولى قيادتها بصفة عامة والنادي الأهلي بصفة خاصة.

 

ويرصد "ستاد مصر العربية"، مشوار المدرب البرتغالي الذي يحتفل اليوم بذكرى ميلاده الـ71

 

مسيرة لاعب ليست بالكبيرة

 

على غرار العديد من المدربين العظماء، لم تكن بداية البرتغالي في مشواره الكروي كلاعب مثالية حيث استهل مشواره في الملاعب عبر صفوف الفريق الرديف بنادي بنفيكا البرتغالي وتم تصعيده للفريق الأول عام 1962 وكان عمره وقتها 16 عاما، ولعب وقتها بجوار الأسطورة البرتغالية إيزيبيو في العصر الذهبي للفريق البرتغالي خلال حقبة الستينيات.

مع نهاية موسم 1966/1965، رحل جوزيه عن بنفيكا قبل أن ينتقل لنادي فارزيم ومنه إلى بيلينسش واختتم مسيرته الاحترافية كلاعب في صفوف فريق بيرامار خلال عام 1976 وشارك موسم واحد فقط.

 

محطات في مسيرة جوزيه التدريبية

 

استهل البرتغالي مشواره التدريبي عام 1978 حين تولى قيادة فريق اسبنهو البرتغالي وتمكن من قيادته للصعود إلى الدرجة الأولى لأول مرة في تاريخ النادي، وتمكن من قيادة الفريق في أول مواسمه بالدوري البرتغالي للمركز السابع، ليعد الإنجاز الأفضل في تاريخ النادي.

 

تولى بعد ذلك تدريب فريق جيماريش، وقاده للمركز الرابع والتأهل لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي، ثم نجح في قيادة فريق بوتومنتيري للبطولة الأوروبية موسم 1985/1984.

 

المحطة الأكثر أهمية للبرتغالي كانت عام 1987، عندما تولى تدريب سبورتنج لشبونة أحد أكبر وأعرق الأندية البرتغالي وخلال مشواره مع الفريق احتل المركز الثالث في مسابقة الدوري وصعد بالفريق إلى ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي.

 

محطة أخرى، كانت من أبرز محطات البرتغالي عندما قاد سبورتنج براجا عام 1988 إلى المركز التاسع في مسابقة الدوري بعدما كان في مؤخرة الجدول قبل توليه قيادة الفريق.

 

الإنجاز الأبرز لجوزيه خلال محطاته التدريبية الأولى في البرتغال، كان التتويج بلقب كأس البرتغال عام 1992 مع بوافيستا.

 

عمل البرتغالي بعد ذلك مع أندية بنفيكا وماريتيمو ويونياو ليريا خلال فترة التسعينيات، قبل الانتقال إلى مرحلة كانت بمثابة نقطة فاصلة في مسيرته.

 

الرحالة البرتغالي يستكشف أرض الجزيرة

 

في صيف 2001، نجح مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة الراحل صالح سليم في التعاقد مع مدرب برتغالي لا يمتلك سيرة ذاتية كبيرة قادرة على جلب البطولات مرة أخرى إلى القلعة الحمراء كما عهد الجمهور الأهلاوي الذي أدمن اصطياد الألقاب.

 

استهل البرتغالي مشواره بفوز تاريخي على ريال مدريد الإسباني في المباراة الاحتفالية بمناسبة تتويج الأهلي بلقب نادي القرن، والتي أقيمت باستاد القاهرة.

 

بدأ البرتغالي يستكشف الأجواء الجديدة في مصر بصفة عامة والنادي الأهلي بصفة خاصة، والذي كان يمر في تلك الفترة بمرحلة تذبذب في النتائج وكانت جماهير القلعة الحمراء مترقبة، تنتظر المدرب الذي سيعيد لقب درع الدوري إلى الجزيرة بعدما انتقل إلى ميت عقبة.

 

اعتمد البرتغالي خلال موسم 2002/2001 على مجموعة من العناصر الشابة أمثال حسام غالي وأبو المجد مصطفى ووائل رياض وأحمد أبو مسلم إلى جانب عناصر الخبرة في الفريق بتواجد هادي خشبة ووليد صح الدين وعلاء إبراهيم وعلي ماهر وغيرهم من النجوم.

 

وتمكن في موسمه الأولى من قيادة الفريق للفوز ببطولة دوري أبطال أفريقيا بعد غياب دام 14 عاما بالإضافة إلى السوبر الأفريقي عام 2002 فضلا عن الفوز التاريخي لى غريمه التقليدي الزمالك بنتيجة 6/1.

 

ورغم النتائج المميزة له في أول مواسمه، إلا أن إدارة القلعة الحمراء قررت الاستغناء عن خدماته بعد خسارة الدوري الممتاز عقب صراع قوي مع الإسماعيلي حتى الأسبوع الأخير.

 

العودة إلى البرتغال مجددا

 

عاد البرتغالي إلى موطنه مجددا ليتولى تدريب بلنينسيش، ثن عاد مجددا إلى مصر لقيادة الأهلي مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانت العودة مختلفة.

 

الاستفادة من الدرس.. وبناء المجد

 

استفاد الرحالة البرتغالي كثيرا من ولايته الأولى، التي استكشف فيها الأجواء داخل القلعة الحمراء وهذا الأمر ساعده كثيرا في ولايته الثانية التي صنع فيها مجدا لاسمه وإضافة لأمجاد النادي الأهلي.

 

تولى جوزيه قيادة الأهلي في ديسمبر 2003، ونجح في انتشال الأهلي من كبوته بعد فترة صعبة قضاها المارد الأحمر تحت قيادة الهولندي بو نفرير والبرتغالي أوليفيرا، وفتحي مبروك الذي حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

 

مرّ النصف الثاني من موسم 2004/2003 بشكل جيد استعاد فيه الفريق عافيته، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ جوزيه والقلعة الحمراء هي الأكثر نجاحا.

 

قاد جوزيه الأهلي للفوز بالدوري المحلي خمس مرات متتالية وكأس مصر مرتين بالاضافة لفوزه بدوري ابطال افريقيا ثلاث مرات في 2005 و2006 و2008، وسيطر الأهلي على الألقاب محلياً وأفريقياً بالكامل، و تأهل جوزيه مع الأهلي الى كأس العالم للاندية ونجح مع الفريق في احتلال المركز الثالث في البطولة عام 2006 وهو ما ساهم في حصوله على شعبية جارفة بين المشجعين لا تزال قائمة حتى الآن.

 

أنهى البرتغالي ولايته الثانية في يونيو 2009، عقب الخروج الأفريقي من بطولتي دوري الأبطال والكونفدرالية.

 

 

تجارب متواضعة

 

خاض البرتغالي، عدة تجارب متواضعة مع منتخب أنجولا في بطولة الأمم الأفريقية 2010، حيث ودع الدور الأول ومع اتحاد جدة السعودي وفريق بيرسبوليس الإيراني.

 

مسك الختام في القلعة الحمراء

 

اشتاق البرتغالي للعودة إلى القلعة الحمراء، لمواصلة مسلسل الانتصارات وبالفعل تمكن البرتغالي من قيادة الفريق للفوز ببطولة الدوري موسم 2011/2010 بعدما كان الفريق متخلفا بفارق 6 نقاط عن غريمه التقليدي.

 

ورغم النجاح في نهاية مشواره، إلا أن نهاية مسلسل النجاح كانت حزينة بأحداث مجزرة بورسعيد في يناير 2012 والتي كانت سببا رئيسيا وراء رحيله بعد توقف النشاط الرياضي.

 

اعلان