بالفيديو| روشتة «شريف إسماعيل» للخروج من أزمة «الزمالك VS المقاصة»

كتب: محمد مجاهد

فى: ستاد مصر العربية

21:02 16 أبريل 2017

لم يعد الحديث قاصرًا على التهديد والتلويح بالانسحاب، بعدما تغيب الزمالك رسميًا عن لقاء مصر المقاصة، وسط ترقب الجماهير لما بعد الواقعة، وما سيحدث بين أطرافها، متمثلين في نادي الزمالك ومجلس إدارته والجبلاية.

 

ولا شك أن واقعة كهذه تفجر أزمة في الوسط الرياضي، وتضر بمصلحة الكرة في مصر، بل وتتخطى ذلك، لتؤثر على القيمة التسويقية للمسابقات المحلية بالسلب، ما يدفع الجهات العليا بالتدخل، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

 

ويحوي تاريخ الكرة المصرية، واقعتين مشابهتين، همّ فيها أحد القطبين الأهلي والزمالك بالانسحاب، إلا أن تدخل رئاسة الوزراء، حل الأزمة وعبر بمسابقة الدوري بسلام حتى نهايتها، بما يمثل "روشتة" يمكن لرئيس الوزراء الحالي، المهندس شريف إسماعيل، الاسترشاد بها، لتخفيف حدة الأجواء.

 

الواقعة الأولى..انسحاب الأهلي 88

 

ترجع الواقعة الأولى لمسابقة الدوري موسم 1987 - 1988، وبالتحديد في الأسبوع 21 في مباراة جمعت غزل المحلة بالأهلي، الذي كان متأخرًا بهدف، سجله ناصر التليس في ثابت البطل بالدقيقه 72، وفي الدقيقة 94 من اللقاء، احتسب الحكم إبراهيم النادي، ضربة جزاء للمارد الأحمر، قبل أن يلغيها، بعد إشارة حكم الراية، لتسلل حسام حسن، مهاجم الأهلي وقتها، لتثير حفيظة لاعبو الأهلي، الذين قرروا الانسحاب وعدم استكمال المباراة.

 

وعليه، قرر اتحاد الكرة برئاسة حسن عبدون، أن يتبع القانون، ويحتسب نتيجة اللقاء 2/0 لصالح المحلة، بعد انسحاب الأهلي، ليجتمع مجلس إدارة القلعة الحمراء برئاسة الراحل صالح سليم، ويقرر بعدها عدم لعب المبارتين المتبقيتين له في الدوري، أمام الترسانة والزمالك، إلا في حالة إعادة اللقاء.

 

وبالفعل تغيب الأهلي عن المباراة اللاحقة، أمام نادي الترسانة، وسط حضور لاعبي الشواكيش، في مشهد مماثل لحضور لاعبي مصر المقاصة اليوم، بعد انسحاب الزمالك، ليقترب الإعلان عن عقوبة الأهلي بتجميد مشاركته محليًا لمدة عام وهبوطه للدرجة الرابعة وتغريمه ماليًا، إلا أن صالح سليم رفض الأمر جملة وتفصيلًا.

 

وهنا حلّ المجلس الأعلى للشباب والرياضة، برئاسة عبد الأحد جمال الدين، بتوجيه من رئيس الوزراء وقتها، عاطف صدقي، اتحاد الكرة، وتعيين اتحاد جديد برئاسة إبراهيم الجويني، الذي قرر احتساب نتيجة مباراة غزل المحلة 1-0 فقط، لاغيًا عقوبة الاتحاد السابق له، كما قرر إلغاء العقوبات الموقعة على الأهلي، فضلًا عن إعادة مباراة الترسانة، التي تغيّب عنها الأهلي، ليفوز الأهلي على الترسانة هذه المرة بهدفين نظيفين، ومع ذلك آل درع الدوري في النهاية للفارس الأبيض، بعد فوزه على الأهلي في ختام مسابقة الدوري بهدفين لهدف ليتساوى الفريقان في عدد النقاط (53 نقطة) ورجحت الأهداف كفة الزمالك.

 

انسحاب الزمالك 1999

 

في واقعة هي الأشهر في تاريخ الكرة المصرية، حيث لقاء الديبربي بين الكبيرين الأهلي والزمالك، بقيادة الحكم الفرنسي مارك باتا، الذي أشهر بطاقته الحمراء في وجه لاعب الزمالك، أيمن عبد العزيز، بالدقيقة الخامسة من عمر اللقاء، ليأمر فاروق جعفر، المدير الفني للزمالك، وقتها، لاعبيه بالانسحاب، ومغادر أرض اللقاء، الأمر الذي تم بالفعل، ليطلق الحكم على إثر معلنًا انسحاب الزمالك من اللقاء، وبالتالي هزيمته بهدفين نظيفين.


ويحكي عبدالمنعم عمارة، وزير الشباب والرياضة الأسبق، أن الدولة رفضت وقتها هبوط الزمالك لدوري الدرجة الرابعة، لتتم الإطاحة باتحاد الكرة كـ "كبش فداء".

 

وأضاف عبدالمنعم في تصريحات لقناة "الحياة 2" قائلًا: "المستشار مرتضى منصور كان وكيل نادي الزمالك في ذلك الوقت، والزمالك قرر الانسحاب بشكل رسمي من الدوري المصري، الأمر كان بشكل جدي وليس مثل الوقت الحالي".

 

وتابع: "انسحاب الزمالك يعني هبوطه لدوري الدرجة الرابعة، وهذا في عهدي كان سيكون أمرا صعبا للغاية، ارسلت حنفي ابوطالب وهو منتمي للزمالك ومسؤول بالوزارة، تحدث مع المسؤولين هناك لكن دون جدوى".

 

واختتم: "أخبرت كمال الجنزوري رئيس الوزراء وقتها بأنه لا بديل عندي سوى حل مجلس الزمالك، وهو كان مهتم بالزمالك بسبب وجود بعض اقاربه، وبعد المكالمة بدقائق تحدث معي وأخبرني بأن أحل اتحاد الكرة".


 

الآثار الجانبية لحلّ الاتحاد

 

وبالرغم من أن الإطاحة باتحاد الكرة، كان الحل الأمثل لرؤساء الوزراء المذكورين، لامتصاص غضب القطبين، واستكمال المسابقة دون انسحابهم، إلا أن تبني مثل هذا القرار، وتدخل الحكومة متمثلة في رئيس الوزراء أو وزير الرياضة في اتخاذ أية قرار، في الوقت الحالي قد يأتي بعواقب وخيمة على نشاط الكرة في مصر بشكل عام.

 

يأتي هذا وقد شهدنا تجميد أنشطة اتحاد الكرة بدولة مالي، منذ شهر مضى، بسبب التدخل الحكومي في شؤونه، بعدما حلّ وزير الرياضة المالي الحسيني أميون جويندو، اللجنة التنفيذية للاتحاد، وعين لجنة مؤقتة، حتى يمكن انتخاب مجلس إدارة جديد، ومنحه الفيفا مهلة للتراجع عن هذا القرار لكنه أصر على تنفيذه، ليأتي خطاب التجميد كنتيجة مباشرة.

 

وفي هذا يقول عبد المنعم عمارة، وزير الشباب والرياضة في واقعة انسحاب الزمالك 99: "تحدثت كثيرا مع كمال الجنزوري في ذلك الوقت، وكنت أضع في الحسبان رد فعل الفيفا، فقمت بحل الاتحاد وتعاملت مع الكاف، عيسي حياتو كان صديقي وقمت بتريب الأمور، وتلك هي الشطارة، أن تحل الأزمة بأقل الخسائر الممكنة".

اعلان