في عيد ميلاده
أوريجي.. النضج والتطور في ظل عائلة كروية
يحتفل اليوم الثلاثاء، البلجيكي، ذو الأصول الكينية ديفوك أوريجي، مهاجم ليفربول الإنجليزي، بعيد ميلاده الـ22، في موسم حصل فيه أخيرا على ثقة المدرب يورجن كلوب.
ولد ديفوك لأسرة كروية في مدينة أوستند ببلجيكا، حيث كان والده لاعب منتخب كينيا "مايك" يلعب لفريق المدينة، ومن ثم فريق جينك، كما كان عمه "أوستن" يلعب لفريق جور ماهيا الكيني، وعميه الآخرين "جيرالد وأنتوني" يلعبان لفريق توسكر، أحد أشهر فرق البلد الواقع في شرق أفريقيا.
ويلعب أيضا "أرنولد" نجل عمه حاليا في الدوري النرويجي والمنتخب الكيني كحارس مرمى، وهي عائلة تنتمي لعرق "الجولو"، وهم قبائل أقلية تقع في غرب كينيا وشمال أوغندا، ويبلغ تعدادها 15% من تعداد سكان كينيا، كرابع أكبر مجموعة عرقية في البلاد.
البداية
بدأ أوريجي مسيرته في أكاديمية جينك، حيث كان يلعب والده، وتدرج مع الفئات العمرية المختلفة حتى انتقل في 2012 لفريق ليل الفرنسي تحت 19 عاما، وتم تصعيده للفريق الثاني، ومن ثم الفريق الأول في 2013.
ويكشف أوريجي أنه قبل الانتقال إلى ليل رفض عرضا من جانب مانشستر يونايتد، ويقول ديفوك في هذا الشأن "العديد من الكشافين كانوا يأتون لوالدي، سمعت أن مانشستر يونايتد يريدني وكذلك أندية إيطالية وألمانية".
ويضيف "ولكني زرت مركز تدريب ليل وانبهرت بمدى الجودة الموجودة، رأيت كيف تطور إدين هازارد معهم حتى أصبح لاعبا كبيرا وحقق الدوري، لديهم سمعة جيدة في تطوير اللاعبين".
وفي أول مواسمه مع الفريق شارك في 10 مباريات، سجل خلالها هدفا وحيدا، وبالموسم التالي كان أوريجي قد ثبت أقدامه مع الفريق، إذ شارك في 35 مباراة سجل خلالها 6 أهداف وصنع هدفين، ليجذب أنظار ليفربول.
اللعب على الأنفيلد
وفي صيف 2014 قرر الريدز التعاقد مع الموهبة البلجيكية صاحبة الـ19 عاما وقتها، مع إبقاءه مع ليل على سبيل الإعارة، من أجل منحه فرصة المشاركة.
ويُظهر أوريجي مجددا الكثير من النضج في اختياراته، حينما صرح بأنه رفض عرضا من العملاق البافاري بايرن ميونخ، من أجل القدرة على التطور التي سيحصل عليها رفقة الريدز، بحسب رأيه.
ويقول في هذا الصدد "في 2014 كان هناك عروضا من كل مكان، وبايرن كان مهتما، ولكني أتيت إلى ليفربول بعدما رأيت التسهيلات التي يقدموها، زرت ميلوود وتحدثت مع المدرب بيرندان رودجرز".
ويتابع "حينما انضممت للفريق وجدت الكل يعرفني، وعندما عرفت القيم التي يقدروها مثل التمرير والضغط والسرعة قلت لنفسي (هذا هو المكان المناسب)".
عانى أوريجي في البداية من قلة فرصة مشاركته، ولكن اعترف بأن اللعب في فريق كبير لا يجعل من الأمر سهلا، إذ قال "إذا شاركت لفترات قليلة وهذا لأنني ألعب لفريق كبير".
وفي هذا الموسم (15/16) شارك في 33 مباراة سجل خلالها 10 أهداف وصنع 3، وهو الموسم الذي شهد قدوم المدرب الألماني يورجن كلوب.
عُرف كلوب دائما بقدرته على تطوير لاعبيه، وفريق بروسيا دورتموند شاهد على ذلك، وهو بالتأكيد ما حاول ديفوك الاستفادة منه.
ورغم اعتماد كلوب على الثلاثي روبرت فيرمينو وساديو ماني وفيليب كوتينيو (هذا الموسم)، إلا أن أوريجي كان يحصل على الفرصة بين الحين والآخر، كما حاول يورجن إعطائه الثقة بدفعه كبديل.
ويوضح كلوب "أوريجي مازال صغيرا لذا فمستواه لا يتمتع بالثبات، وهو أمر طبيعي مع اللاعبين الصغار".
بالتأكيد لم يصبح أوريجي بعد من كبار المهاجمين في أوروبا ولكنه يُبدي الكثير من علامات التطور والنضج، وشارك في الموسم الجاري خلال 38 مباراة مسجلا 10 أهداف وصانعا 4 أهداف.
وقال كلوب بعد الانتصار على وست بروميتش بهدف نظيف في الجولة الماضية، رغم عدم تسجيل أوريجي "لقد كان قوي بدنيا أمام الدفاع، وجيد تكتيكيا، كما دافع أيضا مع الفريق بشكل رائع، بالنسبة لمهاجم لم يسجل فقد كان جيدا".
والأهم هو أن أوريجي يدرك ثقافة فريقه جيدا، وهو ما جعله يتحدث عن اتباع خطى رموزهم أمثال مايكل أوين وروبي فاولر وأيان راش، كما يدرك حاجته كذلك للتطور.
ويقول "قرأت عن كل المهاجمين أمثال راش وفاولر وأوين وتوريس وسواريز، وأتمنى أن أكون مثلهما يوما ما، مازلت صغيرا وأريد أن أتعلم، أحلل مباريات دائما، وأنظر للمهاجمين الآخرين".
على الصعيد الدولي
فضًل ديفوك الانضمام للمنتخب البلجيكي عن منتخب بلاده الكيني، ويبرر والده هذا القرار، قائلا "كان ديفوك يفكر في الانضمام لكينيا ولكن في هذا الوقت كانت هناك مشاكل بين رابطة الدوري واتحاد الكرة، لذا فقد تراجع عن الأمر".
ويوضح والده "ولكن في الواقع كان هناك أمورا أخرى في الاعتبار، مثل المشاركة في اليورو وكأس العالم مع منتخب أوروبي، الحقيقة أن ديفوك كيني يحمل جواز السفر البلجيكي، هو يتحدث اللغة المحلية ويحب الطعام الكيني".
ومع الشياطين الحمر نجح أوريجي في أن يصبح أصغر هداف في كأس العالم
بعدما سجل في مرمى روسيا على أحد اشهر الملاعب في العالم، ماراكانا، بعمر 19 عاما وشهرين.
وتعود أوريجي أن يضرب قوة في بداياته، ففي فبراير عام 2013 عندما كان في السابعة عشرة من عمره، سجل أول اهدافه الرسمية في الدوري الفرنسي لمصلحة فريقه ليل في مرمى تروا بعد ست دقائق فقط على نزوله احتياطيا.