الكلاسيكو| برشلونة وريال مدريد.. أن تضع قدمك في حذاء الآخر

يستضيف نادي ريال مدريد نظيره برشلونة في كلاسيكو الأرض يوم الأحد المقبل ضمن منافسات الجولة الـ33 من الدوري الإسباني على ملعب "سانتياجو برنابيو" في التاسعة إلا الربع مساءً.

 

ولا تتسم هذه المباراة فقط بالندية والقتال والذي تجذب الأنظار إليها من كل حدب وصوب، ولكنّها فرصة لبرشلونة لحماية موسمه بالمنافسة على لقب الدوري الإسباني، وحلم لريال مدريد بقتل كل أمل ووضع قدم ونصف القدم على منصة التتويج بلقب الليجا.

 

وبمناسبة المباراة، فإنَّ ريال مدريد خسر آخر مواجهة أمام برشلونة في "سانتياجو برنابيو" برباعية نظيفة، لتكون نقطة تحول للنادي الملكي بتولي الفرنسي زين الدين زيدان تدريب الفريق ويعيده من بعيد في الدوري الموسم الماضي قبل خسارته البطولة في آخر مباراة، وحصد لقب دوري أبطال أوروبا بجانب السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.

 

وفي الموسم الحالي تصدر ريال مدريد الدوري، غالبية فترات الموسم، فيما يعاني برشلونة مع الأداء المتخبط والخروج من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام يوفنتوس والابتعاد بفارق 3 نقاط عن المتصدر.

 

ما حدث في الموسمين الماضيين هو بمثابة قفزة لنادي ريال مدريد وسقطة لبرشلونة وذلك لأن كلا الفريقين قرر وضع قدمه في حذاء الفريق الآخر والتمسك بفلسفة خصمه.

 

برشلونة تحول، فكريًا، قبل أن يهبط مستواه، وريال مدريد ارتقى، فلسفيًا، قبل أن يحتل منصات التتويج، ولكن ما الذي حدث؟ وكيف؟ "ستاد مصر العربية" يجيب.

 

1. اللامسيا Vs كاستيا

 

 عام 2012، وتحديدًا في 25 نوفمبر، واجه برشلونة نظيره ليفانتي في الدوري الإسباني بتشكيل كامل من اللاعبين خريجي أكاديمية اللاماسيا لأول مرة في التاريخ.

 

أكاديمية برشلونة أخرجت عددًا من أعظم اللاعبين في تاريخ النادي، وعلى رأسهم بيب جوارديولا، كارليوس بويول، تشافي هيردنانديز، ليونيل ميسي، أندريس إنيستا، سيرجيو بوسكيتس، وجيرارد بيكيه وغيرهم، والذين قادوا حقبة الجيل الذهبي انطلاقًا من 2008 وأتوا على الأخضر واليابس.

 

أما الآن فلم يعد في الفريق الأول لبرشلونة أي لاعب من خريج اللاماسيا يشارك بانتظام سوى ميسي وإنيستا وبوسكيتس وبيكيه وألبا (بقايا الجيل الذهبي) وأضيف لهم سيرجي روبيرتو فقط، لتتحول اللاماسيا إلى مركز لتفريغ المواهب وتوزيعها على أندية أوروبا دون أي استفادة حقيقية منها.

 

فيما قرر زيدان تغيير الأمر في ريال مدريد والاعتماد على أكاديمية الفريق، الكاستيا، ربما لأنه - كما جوارديولا في 2008- بدأ مدربًا للفريق الثاني للملكي قبل تصعيده.

 

وتشهد التشكيلة الحالية للفريق كلًا من كاسيميرو وداني كارفخال ولوكاس فاسكيز وناتشو فيرنانديز بالإضافة إلى ألفارو موراتا وماريانو دياز، وجميعهم تخرجوا في أكاديمية الكاستيا.

 

 

كما طلب زيدان من إدارة ريال مدريد زيادة الإنفاق على أكاديمية الكاستيا لتصل إلى 100 مليون يورو سنويًا للاعتماد على المواهب الشابة وضمها للفريق مستقبلًا بدلًا من ضخ الأموال لجلب أفضل اللاعبين.

 

2. الصفقات التسويقية

 

مع فتح سوق الانتقالات الصيفية الماضية، اهتم برشلونة بجلب عدد من الصفقات التي لا تمثل هوية الفريق بقدر ما تمتلك قيمة سوقية مرتفعة، وعلى رأسهم أندريه جوميز الذي لم يقنع الجمهور الكتالوني حتى الآن.

 

ورغم أنّ برشلونة استعاد دينيس سواريز، إلا أنّه لم يحصل على فرصة كبيرة للمشاركة، في الوقت الذي لم يهتم ريال مدريد سوى بإعادة لاعب من خريج الكاستيا وهو موراتا بالإضافة إلى فابيو كوينتراو.

 

برشلونة أضحى يعتمد على خط الهجوم بصورة أكبر مع لويس إنريكي بقيادة ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار، والثنائي الأخير عباراة عن صفقتين اشتراهما النادي بمبالغ خيالية بعدما ذاع صيتهم وحققوا الأمجاد مع أنديتهم.

 

واعتمد برشلونة في فترة جوارديولا على الثلاثي ميسي وإنيستا وتشافي في بناء الهجمات وأحيانًا انضم لهم بوسكيتس، لتصبح الخطة معتمدة تمامًا على ثلاثي اللاماسيا.

 

وأصبح النادي الكتالوني لا يبحث سوى عن لاعب متألق ورغبة في جلب ماركو فيراتي أو باولو ديبالا أو غيرهم من الأسماء الرنانة.

 

فيما توقف نادي ريال مدريد عن جلب الصفقات التسويقية بعدما اشترى كريستيانو رونالدو وجاريث بيل بأرقام فلكية، مفضلًا عدم الدخول بقوة في سوق الانتقالات وصرف الأموال على الأكاديمية.

 

3. خط الوسط

 

لم يعانِ برشلونة هذا الموسم في شيء قدر أزمته مع خط الوسط، فمنذ أعوام بسيطة امتلك البلوجرانا أفضل خط وسط في العالم حتى أن اثنين منهما بجانب ميسي ترشحا لجائزة الكرة الذهبية عام 2010.

 

وفي الوقت الراهن بعد انخفاض مستوى بوسكيتس المرهق وكبر سن إنيستا، لم ينجح إيفان راكيتيتش وجوميز في القيام بأدوار لاعب خط الوسط بالصورة المطلوبة، ولم يحصل دينيس سواريز أو رافينيا على دقائق لعب كافية.

 

ميسي اضطر للعودة لشغل مركز خط الوسط بعد انهيار هذا الخط واهتم الفريق باللعب على الأجنحة معتمدًا على سرعة ومهارة نيمار.

 

 

وفي ريال مدريد، أصبح الفريق يمتلك أفضل خط وسط في الوقت الحالي بوجود كاسيميرو وتوني كروس ولوكا مودريتش وكوفاسيتش وإيسكو وماركو أسينسيو وفاسكيز وجيميس رودريجيز، حتى صار الاعتماد على قوة اللاعبين في خط الوسط هو ما يميز فريق زيدان.

 

ومع صعوبة اجتماع الثلاثي الهجومي BBC بسبب إصابات جاريث بيل المتكررة وتفضيل زيدان إراحة كريستيانو رونالدو في العديد من المباريات، مع تغيير كريم بنزيما الدائم ومشاركة موراتا على حسابه، أصبح قوة الملكي في وسطه لا في ثلاثي هجومه.

 

 

ريال مدريد تخلى عن فلسفته في جلب اللاعبين والاعتماد على مواهب شابة في أكاديميته وقرر الاهتمام بخط الوسط أكثر من ذي قبل، واستخدام لاعبين على دراية بأسلوب لعب الفريق، أسينسيو، على حساب آخرين من الصفقات التسويقية البارزة، جيميس رودريجيز.

 

فيما توقفت مدرسة اللاماسيا عن إنتاج الموهبين وبدأ برشلونة في تجهيز أمواله لأجل جلب لاعبين حتى لو لم يلعبوا بالأسلوب التقليدي المميز للنادي الكتالوني، فبذلك وضع كل فريق قدمه في حذاء الآخر.